قصور الحمراء

2008 06 07

ضيوف الحلقة:
الدكتورة سحر سالم  |  الدكتور محمد الكحلاوي  |  الدكتور عبادة كحيلة



 

بدأ النقاش بسؤال الدكتور إسماعيل سراج الدين عن سر انفراد تجربة الأندلس بخصائص التسامح والتعددية والجمال والفن والفلسفة والشعر في التاريخ الإسلامي، وأجاب الدكتور محمد الكحلاوي بأن التسامح الديني في الأندلس ظهر في الأعمال الفنية كتحفة العاج الأندلسي التي صنعها ستة فنانين من ديانات مُختلفة، مما يشهد على أن التسامح الديني والخُلقي ظهر في الإنتاج المادي وهو ما صنع فرادة التجربة الحضارية الأندلسية، وقد أخرجت هذه التجربة أعظم الفلاسفة والمؤلفين والرَّحَّالة.

واختلف معه الدكتور سراج الدين لوجود تجربة بغداد في القرن التاسع الميلادي وازدهار حضارتها العباسية، لكن الدكتور الكحلاوي رأى أن مظاهر التعددية والتسامح كانت أكثر وضوحًا في الأندلس. وذكرت الدكتورة سحر سالم أن التعددية في الأندلس أدت إلى الثراء الثقافي والفني، لكن التنوع العرقي كان أحد عوامل ضياع الأندلس. وأشار الدكتور سراج الدين إلى أن المدن الأندلسية الكبرى كقرطبة وإشبيلية وغرناطة فيها آثار محملة بالذكريات الجميلة والإنجازات المعمارية، مثل مسجد قرطبة الجامع وقصور الحمراء في غرناطة التي كان لها دور في إثارة المخيلة العالمية.

ونوه الدكتور الكحلاوي بأن الصراع بين هذه المدن كان صراعًا راقيًا، فكانت تتنافس لاجتذاب العلماء والأدباء والفنانين، وكانت قصور هذه المدن ومساجدها ساحات للعلم والمناقشة يرتادها المسلم وغير المسلم، وهو ما صنع خصوصية تجربة الأندلس. وقصور الحمراء تثبت أن عبقرية الإنسان المسلم تتفجر وقت الخطر، فأجمل الإبداعات ظهرت وقت سقوط مدن الأندلس الكبرى، وهو المعنى الذي أكد عليه الدكتور كحيلة بقوله إن الضعف السياسي في عصر ملوك الطوائف واكبه ازدهار في الفن والعلم والعمارة؛ وذلك لتنافس هذه المدن فيما بينها.

وعرض الدكتور الكحلاوي لأقسام قصور الحمراء والتي تتكون من ثلاثة قصور رئيسية هي: بهو الريحان وبجواره بهو السباع ويتلوه بهو البرطل، وعلى مسافة 600 متر منها تقع جنة العريف. وأهمية مجموعة قصور الحمراء في تاريخ العمارة المدنية بالأندلس أنها المجموعة الوحيدة المتفردة الموجودة بعد أن هدم المرابطون والإسبان كثيرًا من المجموعات التي أنشأها ملوك الطوائف. وأفاد أن المرابطين هم أول حركة صوفية سنية تعبر من المغرب لإنقاذ الأندلس من سياسة الاسترداد المسيحي في عصر ملوك الطوائف، وقد عبروا إلى الأندلس أكثر من مرة حتى استولوا عليها وضموها إلى المغرب في دولة واحدة ظهر فيها الفن الإسبانومورسيك.

وأضاف الدكتور سراج الدين أن قصور الحمراء مبهرة لعدة أسباب منها تكامل المجموعة وجمال زخرفها، كما أن بها بعدًا إعجازيًّا يتعلق بمقياس المبنى بالنسبة للإنسان، فالإنسان فيها لا يشعر بالتضاؤل بل براحة نفسية، والمكان يستوعب عددًا كبيرًا من الأشخاص دون شعور بالازدحام وعددًا قليلاً دون شعور بالوحشة في أي من أبهائه الثلاثة. وأشار الدكتور الكحلاوي إلى جمال الزخارف التي تكونت من جمل زخرفية موسيقية تعاشق فيها الزليج والخشب والجص والحجر، ورُبِط بينها بخطوط كوفية أفقية بعبارة "لا غالب إلا الله" والتي كانت شعارًا لحالة سياسية ورسالة لمن يرث هذه القصور، وأكدت الدكتورة سحر أن هذا الشعار كان تعبيرًا عن إدراكهم للنهاية الوشيكة.

وأشار الدكتور سراج الدين إلى أن نقوش الحمراء تمثل استمرارًا لاستعمال النقش كوسيلة إبداعية للتعبير المعماري والزخرفي، وهي من أبدع ما تكون من حيث تداخل المواد والخطوط والتكوينات المعمارية بنسب جميلة ومبهرة. وتساءل عن أثر الحمراء كعمل فني على آثار شمال إفريقيا، فأوضح الدكتور الكحلاوي أن الأندلس كانت مصدر إبداع وابتكار وتطوير؛ فالقباب المقرنصة ظهرت في بداية الأمر في المغرب في فترة تزاوج الفن المغربي والأندلسي تحت الحكم المرابطي، وانتقلت إلى الأندلس ووصلت إلى قمة نضجها في قاعات بني السراج والسفراء وبرج الأسيرة، وهي موجودة في قصور الحمراء.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم :د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد :د/ خالد عزب، محمد مطش، دينا أبو العلا، محمد السيد، أيمن الشربيني


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
قراءة تعليق: عزة مصطفى
مدير تصوير: جلال الزكي
مشرف إضاءة: عماد عبد القادر
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه، محمد نصر
منفذ ديكور : محمد نصر
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو 403
مهندسو الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات :محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
Post Production: GOOD NEWS، محمد فتحي
مساعد مونتاج: صلاح أبو سنه، سيد عبد الله
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج :عادل عبد الحميد
منفذ إنتاج: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مخرج تقارير خارجية : ياسر نبيل
مساعد مخرج :عمرو ربيع
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز