مطبعة بولاق

2007 08 17

ضيوف الحلقة:
الدكتور جورج نوبار  |  الأستاذ حلمي النمنم  |  الأستاذ أحمد منصور  |  الدكتورة عايدة نصير



 

انطلقت المناقشة من مناقشة تاريخ الطباعة وأهميتها وقضايا النشر في مصر والعالم. وأوضح الدكتور إسماعيل سراج الدين أن محمد علي باشا انتبه منذ بداية مشروعه النهضوي إلى أهمية الطباعة ودورها في التنوير وتغيير المناخ الثقافي في مصر، فأرسل نقولا المسابكي إلى ميلانو عام 1815 لدراسة أحدث طرق الطباعة، وشُيّدت المطبعة عام 1820، وقد تغير اسمها بعد ذلك إلى المطابع الأميرية.

ومن هنا تطرقت المناقشة إلى الأثر الإيجابي الكبير لهذه المطبعة في ولادة صناعة الطباعة والنشر وتأسيس مهنة الصحافة في مصر والعالم العربي، مما صنع المناخ الثقافي والفكري للنهضة المصرية بعد ذلك. كما أشارت الدكتورة عايدة نصير إلى أن محمد علي أنشأ المطبعة في البداية لتثبيت أركان حكمه، وليس لنشر الفكر والثقافة، لكن الأهالي والمثقفين بدأوا يطبعون كتبهم وصحفهم فيها.

وعن جودة إنتاج مطبعة بولاق ذكر الدكتور جورج نوبار أن البداية كانت قوية جدًّا ومتقدمة، فالآلات كانت مستوردة من إيطاليا. أما عن مستوى المضمون في إنتاجها، فقد ذكرت الدكتورة عايدة أنه كان متنوعًا لأن محمد علي ركّز بعد ذلك على زيادة الإنتاج الفكري الأصيل والمترجم، واهتم بالترجمة حتى أنه كان يحبس بعض المترجمين في القلعة حتى يكملوا ترجمة الأعمال المطلوبة منهم، وهنا أشار الأستاذ حلمي النمنم إلى جرأة الترجمات حينها في مجالي: الفلسفة والسياسة، وهو ما كان محرمًا قبل ذلك.

وحول قضية الرقابة على النشر، أوضح الأستاذ أحمد منصور بأنها بدأت من عهد محمد علي نفسه حين اتفق رجل إيطالي مع نقولا المسابكي مدير المطبعة على نشر كتاب يحتوي على مخالفات دينية، وعرف القنصل الإنجليزي بالأمر فوشى بالأمر لمحمد علي الذي عاقب المسابكي عقابًا شديدًا، وأصدر فرمانًا بعدم طباعة أي كتب إلا برخصة من وزارة الداخلية لتفادي نشر مواد تخالف الدين والأخلاق، لكن الدكتور سراج الدين نبّه إلى أن بعض القيادات الدينية رحبوا بالطباعة؛ فكان الشيخ محمد عبده ورفاعة الطهطاوي يعملان بمطبعة بولاق.

وانتقل الحديث بعد ذلك لمناقشة أثر التطور التكنولوجي الهائل في الطباعة على مستويات مختلفة: فالكتب العلمية تصبح عديمة الفائدة بعد شهور قليلة لظهور كتب أحدث منها، كما أثّر النشر الإلكتروني كثيرًا في جودة الطباعة وإمكانية تقليل النسخ المطبوعة، وهنا أشار الدكتور سراج الدين إلى وجود آلة الطباعة الفورية بمكتبة الإسكندرية، وهي الآلة الثانية في العالم من هذا النوع، حيث تطبع كتابًا واحدًا خلال دقائق. ومن المتوقع لها أن تنتشر خلال الفترة القادمة.

وكان ختام الحلقة بسؤال مهم للدكتور سراج الدين: إذا كانت مطبعة بولاق قد افتتحت عهدًا جديدًا من النشر الورقي، فهل سيؤدي النشر الإلكتروني والطباعة الفورية عالية التكنولوجيا إلى القضاء على النشر الورقي كما تنبأ البعض بأن يقضي الراديو على الصحف، وأن يقضي التلفزيون على الراديو، وأن تقضي الإنترنت على التلفزيون والكتاب المطبوع؟

ورأت الدكتورة عايدة أن هناك كتبًا كثيرة غير متاحة إلا في صورة ورقية، وهناك كنوز في المخطوطات الورقية أيضًا؛ لذلك سيستمر الكتاب الورقي في الوجود، وأكد الأستاذ أحمد منصور أن هناك صراعًا بين الكتاب الورقي والإلكتروني، وتوقع انتصار الكتاب الإلكتروني دون اندثار الكتاب الورقي. أما الأستاذ حلمي النمنم فدعا إلى تشجيع النشر الإلكتروني لأنه قادم لا محالة، دون إهمال النشر الورقي.

كما شدّد الدكتور سراج الدين على حتمية انتصار الكتاب الإلكتروني، بمعنى أن يأخذ مكانه في منظومة النشر دون أن يقضي على الكتاب الورقي، لأن الراديو والصحف وكافة الوسائل الأقدم لاتزال حاضرة؛ واستشهد بأحدث الدراسات التي تثبت زيادة أعداد الكتب المطبوعة في جميع دول العالم حتى في ظل غزارة المعلومات على الإنترنت، بل وتثبت أن زيادة استخدام الإنترنت أدت لزيادة استخدام الورق.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مصطفى، محمد السيد، أيمن الشربيني


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
مدير تصوير: أحمد المرسي
مشرف إضاءة: أمير زنيته
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه
منفذ ديكور: محمد حسن
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو 403
مهندسو الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات :محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
مونتاج: GOOD NEWS، محمد فتحي
مؤثرات بصرية: علاء عبد المنعم
مساعد مونتاج: صلاح أبوسنه، سيد عبد الله
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج :عادل عبد الحميد
منفذ إنتاج: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مخرج تقارير خارجية: أحمد عبد الفتاح
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز