العلم والدين

2008 10 18

ضيوف الحلقة:
الدكتور عمار علي حسن  |  الدكتور جابر عصفور  |  الدكتور مراد وهبة  |  الدكتورة منى أبو سنة



 

بدأ الدكتور إسماعيل سراج الدين بمناقشة طبيعة المعرفة الدينية والمعرفة العلمية، والفارق الجوهري بين العلم والدين، وأشار إلى المناقشات الكثيرة المحتدمة حول التعارض أو التوافق بينهما، منوّهًا بكتاب مهم للفيلسوف والمفكر الموسوعي الراحل ستيفن جاي جولد، بعنوان "صخور الزمان.. دور العلم والدين في اكتمال الحياة" الذي يرى أن الدين والعلم هما الصخرتان اللتان يرتكن إليهما الإنسان لتتوازن حياته وتكتمل، فهما مجالان مختلفان تمامًا لكنهما متوافقان.

وقد أيّد الدكتور جابر عصفور هذه المقولة، ورأى أن الدين والعلم متوازيان، بمعنى أنهما لا يتقاطعان ولا يتعارضان، بينما رأى الدكتور مراد وهبة أن الفصل بين الدين والعلم غير ممكن عمليًّا، واستقراء التاريخ يدل على ذلك، لأننا لم نجد من قبل أن حدودًا ما فصلت بين العلم والدين، وهذا يطرح تساؤلاً آخر حول السلطة التي يحق لها أن تضع الحدود الفاصلة بينهما.

وقد اقترح الدكتور سراج الدين أن تكون السلطة التي تفصل بينهما هي: المنهج العلمي، الذي يعتبر أن أي سؤال لا يمكن الإجابة عليه بطريقة يمكن تفنيدها بالتجربة، لا يدخل ضمن العلم. لكن الدكتورة منى أبو سنة رأت أن العلم أشمل من المنهج التجريبي، فهناك مثلاً المنهج العقلي الذي يستند على قواعد المنطق بدون إثبات تجريبي، كما اختلفت مع فكرة الفصل بين العلم والدين لأن هناك قاسمًا مشتركًا بينهما في المجال الإنساني وهو العقل، فهناك إنسان يؤمن بالدين لكن بمنهج غير عقلاني فيعجز عن التعامل مع العلم بمنهج علمي.

وأشار الدكتور سراج الدين إلى أن ابن الهيثم كان أول من أسس المنهج العلمي الحديث المبني على التجربة والملاحظة، وكان هناك علماء كبار يدرسون الدين أيضًا بلا تعارض؛ فنيوتن كان مؤسس النظرة الحسابية التجريبية في الفيزياء، كما كانت له دراسات لاهوتية دينية تستند على المعطيات الدينية، لذلك كان يفصل بين منهجه في الدراسة الرياضية ومنهجه في الدراسة اللاهوتية، لكن الدكتور عمار حسن أشار إلى مقولة مهمة لنيوتن نفسه حين شرح كيفية اكتشافه للنظريات العلمية، فأجاب بأنه يترك النظرية في عقله ويقلّبها وينشغل بها حتى يأتيه الحدس أو الفيوضات أو الإشراقات باكتشاف جديد، وهو لم يصل لأي تفسير علمي لهذه الإشراقات؛ وهو ما يشير إلى مساحة تداخل كبيرة بين العلم والدين.

وقد علّق الدكتور عصفور بأن المشكلات المرتبطة بثنائية العلم والدين لم تحدث تاريخيًّا إلا في الدول المتخلفة والثقافات الظلامية، وأرجع سبب هذه المشكلة إلى نشوء سلطة من داخل العلم أو نشوء سلطة من داخل الدين، وبسبب ظروف تاريخية خاصة تبدأ هذه السلطة في إعاقة كل مسار العلم أو مسار الدين، فيتحول العلم إلى أيديولوجيا متحجرة، كما يتحول الدين إلى تعصب وأصولية فيما يسمى بتديين الدين، وهذه السلطة الداخلية في كل منهما تتجاوب أحيانًا وفق شروط تاريخية ضاغطة مع سلطة أخرى هي السلطة السياسية التي تختلف طبيعتها عن هاتين السلطتين؛ فإذا حدث هذا التجاوب بين السلطات الثلاث يتداعى المجتمع.

وهنا وصلت المناقشة لسؤال مهم: ما الذي يؤدي إلى أفول العقل بحيث تظهر السلطة الدينية وتتجاوز حدودها؟ وقد اقترح الدكتور وهبة أن هذا السؤال يقتضي منا أن ننبه إلى أن العقل من حقه أن يبحث في أي مجال دون أي حدود عليه، لأن وضع أي حدود للعقل يسمح لأي سلطة دينية بمصادرة منجزات العقل، وضرب مثالاً لذلك بالأبحاث التي يجريها العلماء حول نشأة الكون ومحاولاتهم إثبات أن الكون نشأ نتيجةً للانفجار الكبير؛ وهذا يستفز بعض السلطات الدينية التي ترفض هذا البحث أساسًا وتفسره بتفسيرات دينية غيبية. ثم أشار الدكتور سراج الدين إلى أن ثورة الاتصالات الآن بما تشمله من وسائل حديثة مثل الإنترنت والهواتف المحمولة وتطور وسائل السفر والفضائيات... أصبحت تمنع إمكانية الانغلاق والانعزال عن العالم.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، دينا أبو العلا، محمد السيد، أيمن الشربيني
منتج منفذ: مكتبة الإسكندرية
مساعد إنتاج: طارق بلال


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
قراءة تعليق: محمد عبد الوهاب
مدير تصوير: محمد شفيق
مشرف إضاءة: محسن جاد
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه، محمد نصر
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو403
مهندس الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات: محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
تمت أعمال المونتاج في CUBES
مونتاج: محمد فتحي
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج: عادل عبد الحميد
منتج منفذ: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج تقارير خارجية: ياسر نبيل
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز