الفن القبطي - الجزء الأول

2008 12 27

ضيوف الحلقة:
الأستاذ عماد نسيم  |  الدكتور مرقص فارس  |  المهندس ماجد الراهب



 

بدايةً أكّد الدكتور إسماعيل سراج الدين أن مصر لم تكن مجرد مدخل المسيحية إلى إفريقيا كلها، بل إن علاقتها بالمسيحية بدأت قبل ذلك، منذ زيارة العائلة المقدسة إلى مصر؛ ولذلك فإن الكنائس الموجودة بمصر من أقدم الكنائس المسيحية في العالم، كما أن الأديرة المصرية أيضًا هي الأقدم، فقد بدأ إنشاء الأديرة بمصر أولاً ثم انتقلت الفكرة إلى خارج مصر. وقد تحدث المهندس ماجد الراهب عن سمات العمارة القبطية فوصفها بالبساطة الشديدة في البداية لأنها كانت عمارة شعبية لا ملكية، ومع ترسّخ المسيحية في مصر بدأت العمارة القبطية في التطور والتعقد، حتى جاء القرنان الخامس والسادس، لنلاحظ اتضاح معالمها من حيث تطور القبة وظهور المنارة واتساع المساحة. كما نلاحظ استفادة العمارة الكنسية من العمارة الفرعونية القديمة، كما تكشف كنيستا الدير الأبيض والدير الأحمر عن تطوّر العمارة القبطية.

وعن التقسيم المعماري الداخلي لمبنى الكنيسة ذكر المهندس ماجد الراهب أنه يشترك مع المعبد الفرعوني والمسجد، فهناك بهو مكشوف أولاً ثم صالة مغطاة ثم قدس الأقداس (ويوازيه المحراب في المسجد). ثم تحدث المهندس الراهب عن الفوارق المعمارية بين الكنائس القبطية والكنائس الغربية، فذكر أن الكنائس الغربية أكثر ضخامة وأكثر تفصيلات زخرفية، بينما كانت العمارة القبطية أكثر بساطة. كما أوضح الأستاذ عماد نسيم أن المعماري القبطي ركّز أثناء تصميمه المعماري على الجانب الوظيفي للبناء وهو استيعابه لتأدية الصلاة، بمعنى أن الجانب العقائدي أكثر ظهورًا لديه من الجانب المعماري الفني الذي كان أكثر ظهورًا في الكنائس الغربية.

ثم أشار الدكتور مرقص فارس إلى معنى كلمة "قبطي" وهو "مصري"، لأن الكلمة أصلها فرعوني، ثم تطورت في الفن الإغريقي فأصبحت تُنطق إيجيبتوس بمعنى مصري، ثم تم إسقاط المقطع الأول والمقطع الأخير، فأصبحت الكلمة "جيبت". ومع دخول العرب تم تحويرها إلى "قبط"، للدلالة على أهل البلد المصريين، وبعد ذلك بدأت تدل على المسيحيين المصريين فقط ولكنها دلالة حديثة. ثم علّق الأستاذ نسيم بأن الأيقونة جزء من الفن الديني، وهي تستقطب اهتمامًا خاصًّا لأنها جزء من طقوس الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، وقد تطورت الأيقونات واكتسبت سمات وخصائص العصور المختلفة، بعد أن تطورت من بورتريهات الفيوم التي كانت تُصنع للموتى، ثم في عصر القديسين والشهداء بدأت تظهر أيقونات لهم، وقد انتشرت في مصر بالقرنين الثالث والرابع، وأشار إلى بعض الأيقونات غير الدينية مثل الصور التي تظهر فئرانًا ترفع علمًا أبيض أمام قِط، وهذه الصور تمثل أول كاريكاتير مصري.

وقد اتفق المتحدثون على تأثر الفن القبطي بشكل عام بالفن الفرعوني في استخدام الخامات والتشكيلات والتصميمات. وفي هذا الصدد نوّه المهندس الراهب بنماذج مصرية متفردة لإنتاج موضوعات فنية مستوحاة من العصر الفرعوني، ومنها الأيقونات التي تصوّر السيدة العذراء وهي تُرضِع الطفل يسوع، فهذه الأيقونات غير موجودة إلا في مصر، لأن المصريين كانوا مرتبطين بأسطورة إيزيس، ولدينا تصاوير لها وهي تُرضع حورس، فأعاد الفنان القبطي في أيقوناته رسم هذا المشهد للسيدة العذراء والطفل يسوع، وهناك أيضًا تصاوير حورس الذي يطعن "ست" رمز الشر وهو يمتطي حصانه، فأعاد الفنان القبطي إنتاجها في أيقونات الشهداء الفرسان، بل أيضًا نجد الفكرة في التراث الإسلامي ممثلةً في أبي زيد الهلالي.

وقد تحدث الدكتور فارس عن أهم مقومات الفن القبطي الذي يتناول مجالات مختلفة مثل المعادن والنسيج والخشب والفخار. كما أشار الدكتور سراج الدين إلى أهمية كتابة الإنجيل وزخرفته، وإلى النقلة المهمة المرتبطة بتعريب الإنجيل من اللغة القبطية القديمة (اللغة الديموطيقية)، حيث بدأت ترجمته للغة العربية منذ القرن العاشر الميلادي، وفي القرن الثالث عشر الميلادي كانت ترجمته العربية قد انتشرت. ثم أوضح الدكتور فارس أن أول ظهور لوسائل الإيضاح في الكتب المصرية كان في بعض المخطوطات القبطية التي كان المؤلف فيها يحاول إيضاح الموضوع الذي يتناوله من خلال بعض الرسوم واللوحات.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، محمد السيد، أيمن الشربيني
منتج منفذ: مكتبة الإسكندرية
مساعد إنتاج: طارق بلال


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
قراءة تعليق: محمد عبد الوهاب
مدير تصوير: محمد شفيق
مشرف إضاءة: محسن جاد
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه، محمد نصر
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو403
مهندس الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات: محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
تمت أعمال المونتاج في CUBES
مونتاج: محمد فتحي
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج: عادل عبد الحميد
منتج منفذ: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج تقارير خارجية: ياسر نبيل
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز