الثورة الأمريكية - الجزء الثاني

2009 05 01

 


 

في هذه الحلقة استكمل الدكتور إسماعيل سراج الدين حديثه عن التجربة الأمريكية، من ناحية التعرف على الآباء المؤسسين لها، وأشار في بداية حديثه إلى أن هؤلاء الآباء هم مجموعة فذة وفريدة استطاعت في لحظة تاريخية معينة أن تعلن الاستقلال عن بريطانيا، وتخوض الثورة والحرب، ثم تقوم ببناء الدولة والنظام الفيدرالي على أساس فريد في عصره.

وكان أول الآباء المؤسسين هو جورج واشنطن الذي قاد حرب الاستقلال، ورغم عدم كفاءته العسكرية فقد انتصر في معارك حاسمة، وأجبر البريطانيين على الاستسلام. ومع تكوين الاتحاد انتُخِب ليكون أول رئيس للجمهورية وقضى مدتين في الحكم، ورغم شعبيته الجارفة وازن بين دوره ودور الكونجرس واحترم استقلال القضاء، وكان واشنطن كارهًا للتحزّب السياسي، وأراد أن يعبر كل مواطن عن رأيه دون أن تكوين أحزاب سياسية.

أما جون آدامز، فكان محاميًا ومثقفًا من خريجي هارفارد، ولعب دورًا هامًّا في أحداث بوسطن التي أدت إلى إشعال الثورة، وتولى منصب نائب الرئيس واشنطن، ثم خلفه في موقعه وحكم لفترتين، ورغم نزاهته وأخلاقية تصرفاته، فقد كان عصبيًّا وتورط في صراعات مع معاونيه مثل وزير خارجيته توماس جيفرسون؛ حيث احتدمت الخلافات بينهما بدرجة كبيرة، وتدخلت زوجته أبيجيل آدامز لحل هذا الخلاف.

ولكن الشخصية الأكثر إثارة للعجب بين الآباء الأمريكيين كانت شخصية توماس جيفرسون العبقري متعدد الاهتمامات ومؤسس الفكر الديمقراطي الجيفرسوني الذي يدعو إلى دولة صغيرة الحكومة وذات حقوق وحريات واسعة. وجيفرسون شخصية تتناقض بعض ممارساتها مع فكرها، فرغم حديثه عن الحريات كان يملك مئات العبيد في مزرعته. ورغم حديثه عن الدولة الصغيرة، فقد ضاعف مساحة الولايات المتحدة بشراء لويزيانا عام 1803. وجيفرسون كان أديبًا وفيلسوفًا ذا ثقل، وعُرف بالدقة في كل ما يكتب، حتى على شاهد قبره في فيرجينيا.

وقد كان ألكسندر هاملتون على النقيض من أفكار جيفرسون حول تصوره عن الولايات المتحدة ومستقبلها. وهو ذو نسب مشكوك فيه، غير أنه كان شخصية منظمة ولعب دور السكرتير الأول لواشنطن أثناء حرب الاستقلال، وهاملتون هو مؤسس النظام الاقتصادي للولايات المتحدة وتصورها كدولة صناعية كبرى وإمبراطورية مستقبلية، وتوفي هاملتون صغيرًا في مبارزة شرف مع نائب الرئيس آدامز.

أما بنجامين فرانكلين، فكان الأكبر سنًّا بين الثوار الأمريكيين، وعمل كممثل للمستعمرات الأمريكية في لندن، شارك في وضع إعلان الاستقلال. وكان عالمًا وسياسيًّا وفيلسوفًا، وأسس الجمعية الفلسفية الأمريكية وجمعية العلوم والفنون. وكان ذا مبادئ ديمقراطية وإنسانية فأسس جمعيةً لمناهضة العبودية، ومع ذلك آثر إغفال المطالبة بتحرير العبيد مع وضع الدستور، حتى لا يؤدي ذلك لانفصال ولايات الجنوب؛ ومن ثم عودة بريطانيا. واشتهر فرانكلين بكونه شخصية طريفة ذات مزاج فكاهي، فقد اقترح الديك الرومي بدلاً من النسر كشعار للجمهورية الوليدة.

وآخر هذه الشخصيات الفذة كان جيمس ماديسون، صديق جيفرسون والذي دارت بينهما مراسلات لمدة نصف قرن، وتعكس هذه المراسلات درجة عالية من الثقافة والعمق الفكري والسياسي لمناقشتهما قضايا عديدة كأحقية الدولة في الاقتراض على المدى البعيد. وعمل ماديسون كوزير خارجية لجيفرسون، وترشح للرئاسة وحكمم لمدتين، وفي عهده دخلت البلاد حربًا مع بريطانيا 1812، وهي من أغرب الحروب حيث تسببت صعوبة الاتصالات آنذاك في إعلان الأمريكيين الحرب قبل أن تصلهم أخبار الموافقة على مطالبهم في بريطانيا، واستمرت الحرب لسنتين دخلت القوات البريطانية فيها واشنطن وأحرقت البيت الأبيض ومكتبة الكونجرس، واستطاع الأمريكيون بقيادة أندرو جاكسون - الرئيس اللاحق للبلاد - تحقيق انتصار على البريطانيين في نيوأورليانز. وأثناء فترة هروب ماديسون من العاصمة لعبت السيدة الأولى دوللي ماديسون دورًا هامًّا في الحفاظ على مقتنيات البيت الأبيض من الضياع.

واختتم الدكتور سراج الدين الحلقة بتأكيده على عبقرية هذه الشخصيات التي استطاعت تحقيق الاستقلال وبناء الدولة وسن الدستور المعمول به إلى الآن، وتقديم مجموعة من القيم إلى العالم وإن تناقضت معها في بعض تصرفاتها، كما أن هذه القيم لم تحترم حتى في ممارسات الدولة فيما بعد.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، محمد السيد، أيمن الشربيني
منتج منفذ: مكتبة الإسكندرية
مساعد إنتاج: طارق بلال


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
تنسيق عام ومتابعة فنية: يحيى ممتاز
قراءة تعليق: محمد عبد الوهاب
مدير تصوير: محمد شفيق
مشرف إضاءة: محسن جاد
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه، محمد نصر
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو403
مهندس الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات: محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
تمت أعمال المونتاج في CUBES
مونتاج: محمد فتحي
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج: عادل عبد الحميد
منتج منفذ: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج تقارير خارجية: ياسر نبيل
إخراج: هاني سمير