عزازيل - الجزء الثاني

2009 08 14

ضيوف الحلقة:
الدكتور صلاح فضل  |  الدكتور وائل غالي  |  الدكتور حسام عقل



 

في البداية أثار الدكتور إسماعيل سراج الدين أسباب تأليف زيدان لروايته، وهي محاولة تقديم لغة عربية بالغة النصوع، ومحاولة التنبيه إلى خطورة ووحشية العنف باسم الدين لأنه أقسى أنواع العنف التي لا يمكن التعامل معها، فهو عنف مبني على سلطة مطلقة باسم الإله، حتى أن بعض الشخصيات الكنسية حتى الآن يرون أن قتل هيباتيا كان فعلاً صائبًا لأنه تم باسم الإله، رغم أن قتلها أدى إلى إظلام تام للإنسانية لمدة خمسة قرون كاملة، فالخطورة تكمن في تسييد هذا النموذج المبني على العنف باسم الدين، لأنه يسيطر على الجماهير بسرعة فائقة. ورأى الدكتور صلاح فضل أن زيدان رغم قِصَر تجربته الروائية نجح في تقديم لغة قوية بالغة الشفافية والعذوبة بلا تقعّر ولا تفاصح مع قدرة على التأثير في المتلقي، وهذا ما سمح بتمرير جزء كبير من التعمق في القضايا اللاهوتية التي يحسن بالرواية أن تتخفف منها.

وقد أيد الدكتور حسام عقل ذلك، موضحًا أن بعض مقاطع الرواية جنحت إلى التنظير الذي يضر بطبيعة العمل الأدبي، وضرب مثلاً بالمشهد الذي قدّمت فيه أوكتافيا تفاحةً للراهب هيبا في لحظة شبقية بعيدة عن التنظير اللاهوتي، فإذا بالراهب يستدعي قضايا لاهوتية من سفر التكوين مثلاً وخروج آدم من الجنة؛ مما لم يكن النص يقتضيه كعمل روائي أدبي، لكن الدكتور سراج الدين ربط هذا المشهد بحدث آخر في الرواية حين قامت أوكتافيا بطرد هيبا من جنة حبها كصدى للمشهد الآخر، كما ضرب مثالاً بالمسرحيات اليونانية الكبرى، التي لا يمكن فهمها دون معرفة بالآلهة والأساطير اليونانية القديمة. أما الدكتور غالي فقد أكد على الربط بين بريخت وزيدان من ناحية الدعوة للاستنارة ومحاربة الشمولية، لكن بريخت كان خلفه تراث من الاستنارة، خلافًا لزيدان.

وقدّم الدكتور فضل مقارنة بين توظيف زيدان لزاده الفلسفي وتوظيف محفوظ لزاده الفلسفي أيضًا، فهما دارسان للفلسفة استفاد كل منهما بطريقته الخاصة من دراسته للفلسفة. أما بناء الرواية على شكل رقوق متتالية اكتُشفت ثم تُرجِمت للغة العربية، فكان المقصود منه توريط القارئ وجعله جزءًا من العمل، لذا تبدأ الرواية بخطف القارئ وتحويله إلى جزء من نسيجها ومفسر لها، بل يصبح بطلها مع انتهاء قراءته للرواية.

وقد اقترح الدكتور سراج الدين تفسيرًا لظاهرة الإفراط في المحتوى الفلسفي للرواية بأن يكون متعمقًا بما يكفي لكشف آفات التعصب والتزمت، أي أن يكون مؤكدًا لدعوة الرواية إلى الانفتاح ونبذ العنف، وهو ما أيده الدكتور غالي موضحًا أن الجوانب الفنية والدرامية للرواية قامت بموازنة الحمولة الفكرية واللاهوتية الكبيرة المنبثة داخل العمل. وأكد أيضًا أن الرواية تقدم رحلة روحية تصطدم بما هو حسي وما هو فكري وثقافي. ثم نوّه الدكتور عقل بالجانب الروحي للرواية مع قدرتها على الانتصار لقيم التنوير والتفاعل والحوار بين البشر دون عنف، كما أنها منحت رجال الدين الحق في الحديث عن العشق وهو ما يتجاوب مع محاولات تراثية سابقة، منها طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي.

وفي الختام أذاع زيدان سر إلهام هذه الرواية، وهو لوحة فسيفسائية معروضة بمتحف الآثار بمكتبة الإسكندرية وُجِدت في موقع بناء المكتبة أثناء الحفر، وهذه اللوحة عبارة عن أرضية أحد البيوت وتصور كلبًا حزينًا أمامه إناء لبن مسكوب، وكان زيدان يتأمله ويحاول رسم صورة أعم للمشهد، فبدأ يتخيل أن هذه الأرضية كانت في بيت التاجر الصقلي الذي كانت تعيش فيه أوكتافيا، وهي التي التقت بالراهب هيبا... وهكذا استمر في نسج التطورات والشخصيات حتى اكتملت الرواية.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
منتج منفذ: استوديو مكتبة الإسكندرية
علاقات عامة: محمد مطش
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، بسمة نافع
مونتاج: محمد صلاح
تصوير: محمد رضا
تصوير تقارير خارجية: محمد عبد الفتاح
مهندسو الاستوديو: محمد زايد، أحمد القلشاني
متابعة مالية وإدارية: محمود عسكر ، طارق بلال ، مراد عبد العال
فنيين: أيهاب العمري، سامي المسماري، محمد السيسي ، رامي رمضان ، عمرو مهدي ، سعد السايس


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: نادية حليم
منتج: أحمد طه
مهندسو الاستوديو: أحمد مصطفى، أسامة قطب
مدير تصوير: جوزيف لويس
مشرف إضاءة: سامي أبو سريع
كرين: ماجد عرفات
تصوير: إسلام المهدي، أحمد ممدوح
مخرج منفذ: شريف عبد الرحمن
مساعد مخرج: منى مجدي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مدير الإنتاج: عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج: حماده حنفي
مساعدو الإنتاج: محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير
مونتاج إلكتروني: أحمد عبد الغني
صوت: أحمد البنا
وحدة تحكم تصوير: تيمور فاروق
فنيون: وائل حتاه
إخراج: أحمد ماهر