تناولت الحلقة فرقة رضا للفنون الشعبية باعتبارها أبرز فرق الفنون الشعبية التي نجحت في نقل الفن الشعبي المصري إلى العالمية. وذكر مؤسس الفرقة الفنان محمود رضا أن تأسيس الفرقة كان له علاقة بالأرجنتين وباريس، فأثناء دراسته الجامعية شارك مع فرقة شعبية أرجنتينية كانت تقدم عروضًا في القاهرة، وتعلم منها وسافر معها إلى روما وباريس. وفي باريس، تعلم الباليه في أحد المعاهد، وهناك فكر في إمكانية إنشاء فرقة فنية تقدم الفنون الشعبية المصرية بدلاً من الفنون الأجنبية، وترك الفرقة الأرجنتينية وعاد إلى مصر في 1956. أما الفنانة فريدة فهمي فقد ذكرت أنها انضمت إلى الفرقة عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها، لكن والدها أصر على أن تستكمل دراستها الجامعية بقسم اللغة الإنجليزية، وأن تلتحق بالدراسات العليا، وهو ما حققته بعد اعتزال الرقص الشعبي.

وبعد عودته إلى مصر، عمل الفنان رضا في شركة للبترول في السويس إلى أن جاءته رسالة من الأديب يحيى حقي رئيس مصلحة الفنون ليدعوه للاشتراك في تنفيذ أوبريت "يا ليل يا عين" والقيام بدور البطولة فيه مع الفنانة نعيمة عاكف، وهو ما وافق عليه فورًا، حيث حلم بتحقيق مشروع الفرقة مع المصلحة. وبعد تنفيذ الأوبريت، تقدم بالفكرة إلى وزير الإرشاد فتحي رضوان، ولكن القيود البيروقراطية أعاقت تنفيذه، فنفذه كمشروع خاص من خلال مدخرات أعضاء الفرقة التي تم استخدامها في تنفيذ ملابس الفرقة. وأشارت الفنانة فريدة إلى أن علاقتها بالرقص بدأت منذ صغرها، وبعد زواج محمود رضا من أختها وزواجها من الفنان علي رضا، أصبح للأربعة هم فني مشترك صنع نجاح الفرقة.

وصمم الفنان رضا العديد من الرقصات، وكانت الفرقة تعوزها الموسيقى واعتمدت في تنفيذ برنامجها الأول على إيقاع الطبلة. وسأل الدكتور سراج الدين عن دور الفنان في الفرقة: هل كان تصميم الرقصات أم مجرد الرقص؟ فأوضح الفنان رضا أنه قام بالدورين معًا وأن تصميم الرقصات فن قائم بذاته يحتاج إلى دراسة، ولكنه لم يدرسه واعتمد على ملكاته الفنية، وهناك العديد من الأعمال التي قام بها تصميمًا ورقصًا معتمدًا على ملكته الفنية. لكن الفنانة فريدة أفادت أن رضا كان كثير الاطلاع والقراءة المستمرة، وهو ما ساعده في أعماله.

واستكمل الفنان رضا حكاية الفرقة، وتحدث عن الموسيقار علي إسماعيل موسيقار الفرقة، والذي كتب البرنامج الموسيقي الأول في المستشفى مع طفله المريض، وبعد نجاح البرنامج رفض أن يتقاضى أجرًا على عمله. ومن هنا أكد الدكتور سراج الدين على قيمة التفاني وحب العمل والتضحية التي اتسم بها مؤسسو الفرقة، خاصةً أن الرقص الشعبي فن يحتاج إلى جهود جماعية.

وذكر الفنان رضا أنهم استأجروا مسرح الأزبكية الصيفي لتقديم عرضهم الأول، وكان أول من غنّى في العرض الفنان كارم محمود والفنانة شهرزاد. وبعد النجاح بدأ تقسيم العمل بين أعضاء الفرقة، فكان هناك من يكتب مذكرات الفرقة، ومن يسجل أعمالها بالتصوير الفوتوغرافي والسينمائي. وبدأت الفرقة جولة في الصعيد لدراسة الفنون الشعبية المصرية، وبدأت الرحلة من أسوان، وفي الطريق إلى القاهرة، توقفت الفرقة في كل محافظة أيامًا لدراسة فنونها، وقدمت هيئات المحافظات مساعدات للفرقة لاستكمال مهمتها. وكانت الفرقة تستلهم التراث وتقدمه بشكل جديد وبتقنيات فنية حديثة، دون أن تنقله حرفيًّا.

وعاد رضا ليتحدث عن الموسيقار علي إسماعيل، وذكر أنه كان دائم الخلاف معه حول فنيات العمل والتأليف، لكن هذا لم يمنع من توطد الصداقة بينهما، وقد اشتركا معًا في إخراج الرقصات والموسيقى والأغاني بتجارب مختلفة تبدأ أحيانًا بتعديل في الموسيقى أو في الرقصات. وقد كان إسماعيل ذا شخصية مرحة ومتعاونة للغاية، وأضافت الفنانة فريدة أنه كان علامة فارقة في الموسيقى المصرية لدمجه الموسيقى والآلات الشعبية في الأوركسترا الغربية.