تناولت الحلقة مشروع مكتبة الإسكندرية لإحياء التراث التنويري، وأكد الدكتور إسماعيل سراج الدين أن هذا المشروع يثبت أن الفكر الإسلامي لم يكن مزدهرًا في العصور الوسطى فحسب، بل أيضًا مع بداية النهضة الحديثة. ويستهدف المشروع بالأساس إيصال هذا الفكر إلى الشباب الذين لم تتح لهم فرصة التعرف على هذا الفكر مباشرةً. وتساءل عن معايير اختيار أعمال هذا المشروع، فأوضح الدكتور كمال الإمام أن اللجنة الاستشارية وضعت مجموعة من المعايير لاختيار الكتاب؛ منها أن يكون ضمن مشروع نهضوي إسلامي، أي أن يستهدف الانتقال من حالة التأخر إلى التقدم، ثم أن يكون له أهمية فيما أثاره من ردود أفعال، مع عمق الدراسة.

وقد حرص المشروع على اختيار أعمال من مناطق جغرافية مختلفة من العالم الإسلامي، بحيث يغطيه من مشرقه إلى مغربه. وتحفظ الدكتور سراج الدين على القول بشمولية المشروع فهو لم يمثل المرأة بصورة كافية، فرغم وجود كتب عن المرأة، غير أنه يجب إضافة الكتابات النسائية كأعمال ملك حفني ناصف، وهدى شعراوي.

وأضافت الدكتورة زينب الخضيري أن المشروع ضخم، والقضايا التي يطرحها لا يزال بعضها مطروحًا حتى الآن، ونحن نقف عند هذه القضايا ونستلهمها، ونقوم بخطوات للأمام. وأوضح الدكتور إبراهيم غانم أن أهمية هذا المشروع تأتي من عدة عدة نقاط، منها: موضوعه بالغ الأهمية، فأكثر الجيل الحالي لم يقرأ للرواد لصعوبة الحصول على كتبهم. وأضاف أننا لسنا أول من يحيي التراث، فالنهضة الأوروبية قامت على إحياء التراث العقلي اليوناني. والنهضة الألمانية قامت على إحياء التراث التيوتوني.

ثم ذكر الدكتور سراج الدين أن المشروع يستهدف إحياء التراث الفكري الإسلامي كجزء من الفكر العالمي، ويعمل على تقديمه بالفرنسية والإنجليزية لأبناء الجاليات الإسلامية في الغرب، كجزء من التواصل الثقافي. وأوضح أن هناك معايير لوضع المقدمات ومناقشتها. وعملية الانتقاء ليست فردية ولكن هناك لجنة من كبار العلماء المتميزين. وقد اقترح الدكتور سراج الدين أن يتم توضيح الكلمات التي قد تكون غريبة على أبناء الأجيال الحالية، دون المساس بالنص. وأشار إلى أنه في بعض الحالات كان من العسير الوصول إلى النص الأصلي ككتاب تجديد التفكير الديني في الإسلام لمحمد إقبال. وفيما يتعلق بهذه النقطة أوضح الدكتور غانم أن هناك قواعد إجرائية لنشر الكتب، فالنسخة المنشورة يجب أن تكون كاملة، وأن تكون النسخة الأخيرة والصادرة في حياة المؤلف بموافقته. وأفاد الدكتور الإمام أن المشروع قد تبنى منهجًا لكتابة المقدمات، ويتلخص في أن تُكتب على عدة محاور. وأصر الدكتور سراج الدين على ضرورة إتاحة هذا المحتوى على الإنترنت لتلبية احتياجات الجيل الجديد.

وأخيرًا اختتم الدكتور سراج الدين الحلقة بالتأكيد على أن المشروع ليس إلا استهلالاً لما سيأتي من مشروعات نهضوية تنويرية قادمة، والفكر التنويري مهم باعتباره يقدم جذورًا للتنوير، فقضايا الشباب في القرن الحادي والعشرين مغايرة لقضايا الفكر في القرن التاسع عشر، ولكن من المهم أن يتم توضيح منهجية الحوار الفكري والنقاش البناء والانفتاح والعقلانية كأدوات للنهضة.