من يكتب التاريخ - الجزء الثاني

2010 03 05

ضيوف الحلقة:
الدكتور عمرو الشوبكي  |  الدكتورة زُبيدة عطا  |  الدكتور جمال حجر



 

بدأ النقاش بالحديث عن أثر التكنولوجيا على كتابة التاريخ، وتحدث الدكتور سراج الدين عن الإمكانات التي تتيحها التكنولوجيا المتقدمة لتزوير الصور والوقائع، وهو ما يجرح مصداقيتها كوثائق، وتساءل عن دور المؤرخ في تمحيص هذه المصداقية. ورأى الدكتور عمرو الشوبكي أن هناك مواثيق شرف إعلامية تضعها كل مؤسسة إعلامية لمنع التزوير، وأضاف أن هذا التزوير قد يكون من خلال وضع صور معينة لإعطاء إيحاء غير صادق، كربط صور الحجاب بالعمليات الإرهابية.

ثم ناقش الدكتور سراج الدين قراءة التاريخ من وجهات نظر معاصرة، فكثيرًا ما يتم تناول الأحداث والشخصيات من خلال قيم ورؤى معاصرة وبعيدة عن سياقها. وأكد الدكتور الشوبكي أن قراءة التاريخ في سياقه مبدأ تاريخي هام. وأوضح الدكتور حجر أن المؤرخ سيخطئ إذا خرج عن سياق العصر الذي يكتب عنه. لذا عليه أن يتحرى روح وثقافة ومعتقدات وأفكار العصر الذي يتناوله.

لكن الدكتور سراج الدين أشار إلى صعوبة ذلك، خاصة مع وجود شخصيات وأحداث سابقة أو مغايرة لروح عصرها، فرغم أن بريطانيا في القرن التاسع عشر شهدت ظلمًا اجتماعيًّا - كما تصوره قصص شارلز ديكنز - غير أنها شهدت مبادرات اجتماعية. وكما شهدت وجود شخصيات استعمارية مثل جلادستون، كان هناك بلنت معارض الاستعمار ومحامي العرابيين.

وارتبط بهذه القضية علاقة التاريخ بالسياسة. ورأى الدكتور الشوبكي أن هناك تداخلاً بين التاريخ والسياسة؛ فالتحيزات السياسية تتدخل بشكل مباشر في قراءة التاريخ. والمؤرخون الأمريكيون في فترة ما تأثروا بالرواية الرسمية للتاريخ التي تغطي على جرائم إبادة الهنود الحمر واستعباد الزنوج. وعقب الدكتور سراج الدين بأن هذا التداخل يجعل للرأي العام الضاغط على الساسة، دورًا في كتابة التاريخ، ثم تساءل عن دور المؤرخ: هل يأتي قبل الأحداث أم بعدها؟

وقد أفاد الدكتور حجر أنه لابد من وجود مسافة زمنية بين الحدث والكتابة عنه، فالتاريخ المعاصر تاريخ ناقص. وشرحت الدكتورة زبيدة أن عدم اكتمال الأحداث الجارية يجعل تناولها عسيرًا على المؤرخ، وأضاف الدكتور الشوبكي أن من يكتبون عن الأحداث الجارية - مثل حرب العراق - ليسوا مؤرخين بل إعلاميون أو محللين سياسيين.

ثم ناقش المتحدثون بروز تيار تاريخي حديث تتداخل فيه أبعاد الجغرافيا والأنثربولوجيا والثقافة مع كتابة التاريخ، وأصبح هناك اهتمام بقضايا وموضوعات غير معهودة كالحياة اليومية، والمراسلات. وعقب الدكتور حجر بأن البسطاء والعامة أصبحوا في مركز الكتابة التاريخية التي لم تعد مجرد كتابات عن الحكام، كما أصبح علم التاريخ ينظر للمجتمع من أعلاه إلى أدناه.

واختتم الدكتور سراج الدين بالتأكيد على أن كل عصر يبتكر أدوات إبداعه الخاصة، وأن التكنولوجيا أتاحت إمكانية التعرف على الحقائق. وأضاف أن المؤرخ والإعلامي يساهمان في صياغة ذاكرة الإنسانية، ودعا إلى العودة إلى قراءة التاريخ من مصادره التقليدية لما في هذا من متعة وفائدة عظيمة.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم :د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد :د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، بسمة نافع
مهندسو الاستوديو محمد زايد، أحمد قلشاني
علاقات عامة : محمد مطش
تعليق صوتي :دينا أبو العلا
مونتاج :عبد الله شركس، أحمد قدري
تصوير: محمد مشعل، وليد احمد
صوت : إيهاب العمري
متابعة مالية وإدارية : محمود عسكر، طارق بلال، مراد عبد العال
فنيو كرين : سامي المسماري، محمد السيسي
فنيو الأستوديو : رامي رمضان، أحمد شوقي، محمود عبد الله، سعد السايس
إشراف :أستوديو مكتبة الإسكندرية ، د/ خالد عزب، دينا ابو العلا
منتج منفذ: أستوديو مكتبة الإسكندرية
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام :ناديه حليم
منتج: أحمد طه
إخراج :أحمد ماهر
مهندسو الاستوديو : احمد مصطفي، أسامة قطب
مدير تصوير : وائل خلف
مشرف إضاءة: احمد ضاحي
كرين :مصطفي البيس، وائل حتاته
تصوير: إسلام المهدي، أحمد ممدوح، محمد رضا
مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
مساعد مخرج :مني مجدي
جرافيكس: AROMA
موسيقي التتر : هشام نزيه
مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج : حماده حنفي
مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم ، أحمد جعفر ، سامي سمير
مونتاج إلكتروني : احمد عبد الغني
صوت : أحمد البنا، إيهاب العمري
وحدة تحكم تصوير:تيمور فاروق
مسجل فيديو :سعيد شحاته
فريق الإضاءة : عاطف عبد السلام، محمود بدوي، شريف عبد المعطي، علاء الجمل، مصطفي عبد الحميد
فنيو كرين : طاهر عز الدين