بين الثقافة والإعلام

2010 03 12

ضيوف الحلقة:
الأستاذ أيمن الصياد  |  الأستاذ حسام عبد القادر



 

تناولت الحلقة المتغيرات الطارئة على منتجات الثقافة في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم، وبدأ الدكتور إسماعيل سراج الدين النقاش بسؤال عن طبيعة المنتجات الإعلامية الجديدة؛ فهل يمكن اعتبارها جزءًا من الثقافة أم أنها تكتسب هذه الصفة لاحقًا؟ ورأى الأستاذ أيمن الصياد أنه بتوسيع مفهوم الثقافة بما يتجاوز أشكالها التقليدية، يمكن اعتبار المنتجات الإعلامية الجديدة جزءًا من الثقافة، بل إنها تشكل ثقافة جيل كامل، كما تترك تأثيرها العميق على أشكال التعبير الثقافي التقليدية كالسينما والمسرح والأدب، الذي يجد ساحة واسعة له على الإنترنت حيث ظهرت حركات أدبية وسينما مستقلة بما يتيح لمستقبلي المنتج الإعلامي المشاركة والإنتاج الثقافي.
  وطرح الدكتور سراج الدين مفهومًا للثقافة يعتبرها "كل ما يتبقى بعد أن ننسى ما تعلمناه". وبهذا المعنى، يمكن اعتبار الفورية التي تميز الوسائط الإعلامية الجديدة متعارضة مع هذا المفهوم، بسبب الكم الهائل من التدفق المعلوماتي، وأضاف أن من سلبيات الإعلام الجديد أنه يعرّض المستقبل للتبلد والسطحية بما يؤثر على القيم الثقافية الإنسانية.

لكن الأستاذ الصياد رأى أن التكنولوجيا الجديدة أتاحت الوصول إلى مواد ثقافية يستحيل الحصول عليها في ظل غيابها، ومن ناحية أخرى مكّنت ذوي التوجهات المتشابهة من التجمع والتواصل والتعبير عن الرأي كما يحدث في مؤتمرات البيئة، ولكن الدكتور سراج الدين رأى أن التأثير الأبرز في مثل هذه التحركات عادة ما يكون لعوامل أخرى مثل بروز المجتمع المدني وتحركه لصالح قضايا البيئة، كما شهد العالم في الفترة السابقة لقمة ريو 1992، وقد استطاعت هذه التحركات أن تتجاوز الحدود لتؤسس حركة مجتمع مدني عالمية.

وأثار الأستاذ حسام عبد القادر قضية حقوق الملكية الفكرية، حيث رأى أن الإنترنت ساحة كبيرة لسرقة الإبداع الفكري بصور مختلفة ودون رقابة. ورأى الدكتور سراج الدين أن كثيرًا من الشركات التي تثير هذه القضية تدافع عن نموذج عمل غير متناسب مع التكنولوجيا الحالية، وقد اتجه بعضها للتوافق مع معطيات التكنولوجيا بالتخفيف من قيود الانتفاع بالمادة الموجودة على الإنترنت، وتساءل عن جدوى التمسك الاستئثاري بالحقوق الفكرية في مقابل حق الإبداع الثقافي وفي ظل سرعة التكنولوجية المتجددة. وأضاف أن نمط الحقوق الحالي يخدم المصالح التجارية، ودعا إلى تغيير هذه المفاهيم بما يتناسب والتغيرات التكنولوجية، وأكد على إمكانية استيعاب الأجيال الجديدة للمفاهيم المستحدثة بهذا الخصوص كأي تغير اجتماعي مقبول.
  وأوضح الأستاذ الصياد أن للتكنولوجيا الاتصالية تأثيرات سلبية في العالم العربي، فرغم وجود حالة من التمترس والاستقطاب في الآراء في الإعلام الغربي والأمريكي على وجه الخصوص، لكننا في العالم العربي نفتقد المعاني الأساسية لمفهوم الحوار، وقد أصبحت المنتديات العربية على الإنترنت والبرامج الحوارية في الفضائيات ساحات للسجال والعراك الذي يشبه صراع الديوك، دون إثراء للمتلقي، مع إهمال لتراث عربي راسخ يؤكد على قيمة الحوار وتقبل الرأي المخالف.

واتصل بهذا تأكيد الدكتور سراج الدين على أن تشريعات حرية الرأي والتعبير تستهدف حماية الآراء المخالفة للتيار العام في المجتمع، وقد سمحت التكنولوجيا بدرجة كبيرة من التقدم والمشاركة، ولكن يجب أن يكون هذا داخل إطار من قيم العقلانية والانفتاح والتعددية، وتساءل عن المطلوب من الإعلام الجديد كي يحافظ على هذه القيم. وأشار الأستاذ عبد القادر إلى ضرورة استغلال مساحة الحرية الواسعة التي تتيحها هذه التكنولوجيا في إطار من الانضباط والالتزام، وأكد الأستاذ الصياد على ضرورة أن يغير القائمون على البرامج الحوارية في الفضائيات والمنتديات من طبيعة المادة التي يطرحونها بما يرسخ قيم الانفتاح والتسامح.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

- إعداد وتقديم :د/ إسماعيل سراج الدين
- فريق الإعداد :د/ خالد عزب ، دينا أبو العلا ، محمد السيد ، ياسمين أسامة، بسمة نافع
- مهندسو الأستوديو : محمد زايد ، أحمد قلشاني
- علاقات عامة : محمد مطش
- تعليق صوتي :دينا أبو العلا
- مونتاج : عبد الله شركس ، أحمد قدري
- تصوير: محمد رضا نمحمد مشعل ، وليد احمد
- متابعة مالية وإدارية : محمود عسكر ، طارق بلال ، مراد عبد العال
- فنيو كرين : سامي المسماري ، محمد السيسي
- فنيو الأستوديو : رامي رمضان ، أحمد شوقي ، محمود عبد الله ، سعد السايس
- إشراف : أستوديو مكتبة الإسكندرية ، د/ خالد عزب ، دينا ابو العلا
- منتج منفذ : أستوديو مكتبة الإسكندرية
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

-إشراف عام :ناديه حليم
- منتج: أحمد طه
-إخراج :أحمد ماهر
- مهندسو الاستوديو : احمد مصطفي، أسامة قطب
- مدير تصوير : وائل خلف
- مشرف إضاءة: احمد ضاحي
- كرين :مصطفي البيس ، وائل حتاته
- تصوير: إسلام المهدي ،أحمد ممدوح
- مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
- مساعد مخرج : مني مجدي
- AROMA : جرافيكس
- موسيقي التتر : هشام نزيه
- مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
- منفذ الإنتاج : حماده حنفي
- مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم ، أحمد جعفر ، سامي سمير
- مونتاج إلكتروني : احمد عبد الغني
- صوت : أحمد البنا، إيهاب العمري
-وحدة تحكم تصوير: تيمور فاروق
- مسجل فيديو :سعيد شحاته
- فريق الإضاءة : عاطف عبد السلام ، محمود بدوي، شريف عبد المعطي ،علاء الجمل، مصطفي عبد الحميد
- فنيو كرين : طاهر عز الدين