دور المثقف - الجزء الثالث

2010 05 14

ضيوف الحلقة:
الدكتورة آمال قرامي  |  الدكتور محمد الحداد



 

استكملت الحلقة مناقشة المشكلة الأساسية للثقافة العربية بعد التحرر من الاستعمار، وما تلاه من تحالف النخبة المثقفة مع السلطة على حساب حرية المواطن العربي، سعيًا وراء التطور السريع والتحديث من خلال الدولة ذات الهيمنة المطلقة، وأرجعت الدكتورة آمال قرامي سبب المشكلة إلى التعليم لأنه لم يكن متاحًا إلا للنخب التي تُعلِّم أبناءها؛ ومن ثم تصبح مؤهلةً للتعاون مع السلطة في صنع القرار، تلا ذلك مجانية التعليم وتخرّج أعداد كبيرة من الشباب ومن الفتيات أيضًا، فلم تعد المعرفة حكرًا على الرجل وحده؛ وهذا ما خلق منافسات محتدمة بين المرأة والرجل لاحتلال المواقع القيادية؛ من هنا كان طبيعيًّا في تلك الفترة أن تتواطأ النخبة الثقافية مع السلطة، حتى زاد أعداد المتعلمين الذين استوعبوا أزمة التضحية بحرية المواطن لصالح الحرية المطلقة للدولة.

لكن الدكتور محمد الحداد شدّد على خطورة التعميم في الحكم على النخبة الثقافية، لأن بعض مثقفي تلك المرحلة قاوموا اتجاه الدولة لإلغاء حرية الفرد، واصطدموا بالسلطة. كما أكّد الدكتور إسماعيل سراج الدين على حسن نية تلك النخبة التي رأت في التعاون مع السلطة وسيلة فاعلة لتأسيس الخدمات الصحية والتعليمية ونظم الإنتاج، للنهوض بالمجتمع المتخلّف من وجهة نظر النخبة، لكن الثمن كان فادحًا، حيث كرّس ذلك عدم مشروعية الانتقاد والمساءلة، والخلط بين مفهوم الدولة والحكومة بما يجعل من يختلف مع الحكومة خائنًا للدولة، وفي النهاية تم إهدار قيمة التعددية التي هي شرط أساسي لتحقيق حرية الفرد.

ثم طرح الدكتور إسماعيل سراج الدين تحليلاً لتراجع الفكر القومي بعد نكسات عربية مختلفة تلاها تصاعد المد الديني وتغلغل التيارات الدينية في النسيج الاجتماعي، ومنها تيارات دينية ذات رؤى فكرية ضيقة ورجعية، لكنها تحاول فرضها على الآخر المختلف معها. وقد أشار الدكتور الحداد إلى مشكلة أخرى هي الرؤية الآلية التقنية للتنمية التي استهدفتها النخب المثقفة والحاكمة في تلك الفترة (فترة الخمسينيات والستينيات) مع تجاهل الطبيعة الخاصة لأي مجتمع، وهذا ما حوّل المثقفين والقادة إلى مجرد موظفين رسميين؛ وهو ما أدى بدوره لابتعاد أجيال الشباب وفقد ثقتهم في أي قرار أو عمل حكومي، وبالتدريج استقطبت التيارات الدينية المتطرفة هؤلاء الشباب، واكتشفت الدولة في وقت متأخر أن خطاب التحديث ينبغي أن يتأسس على استيعاب مستويات التحديث كلها وعلى احترام حرية الفرد والمجتمع.

وفي الختام عبّرت الدكتورة آمال عن تفاؤلها بالحراك الثقافي الذي تقوده المؤسسات الثقافية الكبرى وعلى رأسها مكتبة الإسكندرية، للنهوض بالمجتمع العربي، ونوّهت بشكل خاص بالجهد الذي تبذله المكتبة في مجال العلوم ومشروعها لرقمنة العلوم، وتنبع أهمية هذا المشروع من طموحاته التي تقاوم العقلية الخرافية السائدة في المجتمع العربي، ولذلك تمنّت ألا تظل هذه التجربة معزولة عن المحيط العربي. بينما أوضح الدكتور الحداد أن مشروعات المكتبة تتسم بروح التجديد والتعددية والاختلاف، وهذا يجعلها مختبرًا مهمًّا جدًّا لاختبار مشروعات التجديد الفكري وتحديث البنية الثقافية العربية على أساس التنوع والاختلاف واحترام الحريات.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم :د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد :د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، بسمة نافع
مهندسو الأستوديو : أحمد مصطفي، أسامة قطب، محمد زايد، أحمد قلشاني
علاقات عامة: محمد مطش
تعليق صوتي: دينا أبو العلا
مونتاج: عبد الله شركس، أحمد قدري
تصوير: محمد رضا، محمد مشعل، وليد احمد
صوت : إيهاب العمري
متابعة مالية وإدارية : محمود عسكر، طارق بلال، مراد عبد العال
فنيو كرين : سامي المسماري، محمد السيسي
فنيو الأستوديو : رامي رمضان، أحمد شوقي، محمود عبد الله، سعد السايس
إشراف : أستوديو مكتبة الإسكندرية، د/ خالد عزب، دينا ابو العلا
منتج منفذ: أستوديو مكتبة الإسكندرية
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام : ناديه حليم
منتج: أحمد طه
إخراج : أحمد ماهر
مهندسو الأستوديو: محمد زايد، أحمد قلشاني
مدير تصوير: وائل خلف
مشرف إضاءة: أحمد ضاحي
كرين :مصطفي البيس، وائل حتاته
تصوير: إسلام المهدي، أحمد ممدوح
مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
مساعد مخرج : مني مجدي
جرافيكس :AROMA
موسيقي التتر : هشام نزيه
مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج : حماده حنفي
مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير
مونتاج الكتروني : أحمد عبد الغني
صوت : أحمد البنا
وحدة تحكم تصوير: تيمور فاروق
مسجل فيديو: سعيد شحاته
فريق الإضاءة : عاطف عبد السلام، محمود بدوي، شريف عبد المعطي، علاء الجمل، مصطفي عبد الحميد
فنيو كرين : طاهر عز الدين