الثورة الفرنسية - الجزء الأول

2010 05 28

ضيوف الحلقة:
الأستاذة نهى عمر



 

دار الحوار حول الثورة الفرنسية، باعتبارها أبرز أحداث الإنسانية في التاريخ المعاصر، وأشار الدكتور إسماعيل سراج الدين إلى أنه رغم وجود عدد من الثورات المؤثرة في التاريخ الإنساني، كالثورة الروسية والأمريكية والصينية، ظلت الثورة الفرنسية تتصف بالتفرّد لأنها رسخت مفاهيم الحرية والإخاء والمساواة في الفكر الإنساني، وأصدرت دساتير تعبر عن هذا الفكر. وهذه الثورة تتكون من بانوراما كبيرة مليئة بالأشخاص والأحداث. وأوضحت الأستاذة نهى عمر أن الثورة الفرنسية تمثل حجر زاوية في الثقافة الفرنسية، ورموزها، وتأثيرها ممتد حتى وقتنا الحالي.

وذكر الدكتور سراج الدين أن بدايات الثورة ارتبطت باستبداد لويس الرابع عشر صاحب مقولة "أنا الدولة"، ثم جاء بعده حفيده لويس الخامس عشر الذي فاقم باستهتاره من أزمات الحكم والمجتمع، ليتكون طوفان الثورة في عهد لويس السادس عشر، ويطيح بالملكية بطريقة دموية مروعة. وأشارت الأستاذة نهى إلى أن الثورة لم تكن دموية في بدايتها، لكن الظروف أوجدت مناخًا ثوريًّا جارفًا، فقد شهدت فرنسا في العام السابق للثورة قحطًا وشتاءً قارسًا وكثر الجياع من أهلها، بينما كان الملك الساذج يقيم مآدب الطعام الضخمة، فبدأ الفرنسيون يشعرون بقطيعة بينهم وبين الملك، وباجتماع المجلس العام وفشله في معالجة القضايا، ثارت الجماهير واندلعت الثورة عام 1789.

وقد وضع الدكتور سراج الدين أحداث الثورة في سياق فكري أوسع، فأشار إلى أن الفكر الأوروبي في عصر التنوير تركز على مفاهيم الحرية وحقوق الإنسان والعقلانية، وجسّد هذا الفكر فلاسفة فرنسيون مثل روسو وفولتير، وشاعت أفكار العقد الاجتماعي في مواجهة الاستبداد الملكي، وبدأ السعي نحو نظام سياسي بديل على أساس هذا الفكر، وأضافت الأستاذة نهى أن التنويريين ومن بينهم مونتسكيو مؤلف "روح القوانين" مهدوا الطريق إلى إعلان حقوق الإنسان والمواطن، والدستور، واللذين ظهرا إبان الثورة، بحيث كانت هذه الوثائق تلخيصًا لهذا الفكر الذي رسخ أيضًا فصل الدين عن الدولة.

ومن هذه النقطة، أوضح الدكتور سراج الدين أن الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية منذ مازاران وريشيليو كانت متداخلة مع الحكم، وتمتعت بصلاحيات اقتصادية واسعة، وعاش رجال الدين في ظل الملكية كالنبلاء، وهو ما جعلهم هدفًا للثائرين مع الملك لويس السادس عشر والملكة ماري أنطوانيت اللذيْن كانا في طور الشباب ولم يسلما من الطيش. ورأت الأستاذة نهى أن التحول في مسار الثورة واتجاه الثائرين نحو إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية كان بسبب فيليب إيجاليتيه شقيق الملك الذي نصحه نصائح مغرضة للقضاء على الثورة، كان من بينها الاستعانة بجيوش النمسا، موطن ماري أنطوانيت، لمحاربة الشعب، وحاول الملك الهرب إلى النمسا فقبض عليه في فارين الحدودية، واتهم بالخيانة وأعدم مع عائلته.

وأوضح الدكتور سراج الدين أن هذه الأثناء شهدت بروز شخصيتين هامتين هما دونتان وروبسبيير اللذيْن قادا اللجنة الكبرى التي حكمت فرنسا في فترة الرعب الثوري، ورغم تشاركهما في الحكم غير أنهما كانا متناقضين، فقد كان روبسبيير أيديولوجيًّا يحارب الفساد، في حين كان دونتان أكثر شعبوية. وفي هذه الفترة أقيمت المذابح ضد من صُوِّروا كأعداء للشعب والثورة، وأطاحت المقصلة برءوس الآلاف، وهو ما أثار تحفظ دونتان، فطالب بوقف هذه المذابح، فأطاح روبسبيير برأسه. وبعد فترة قصيرة لحق به رأس روبسبيير.

وفي ظل هذه الاضطرابات بدأت الجيوش الأوروبية تحاصر فرنسا للقضاء على الثورة التي هددت عروش ملوكها. ومع هروب النبلاء الفرنسيين، أخذ الثوار في إعادة تكوين الجيش على أساس التجنيد الحديث، ورُقي عدد من الضباط بسرعة ليقودوا جيوش الثورة ضد أعدائها، وكان من بينهم نابليون بونابرت. ورغم قصر فترة الرعب الثوري هذه غير أنها عَلِقَت بالأذهان، وذكرت الأستاذة نهى أن هذه الفترة خلَّفت أول دستور فرنسي، وأول إعلان لحقوق الإنسان والمواطن.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم : د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد : د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، بسمة نافع، أمنية خليل
مهندسو الأستوديو: محمد زايد، أحمد قلشاني
علاقات عامة : محمد مطش
تعليق صوتي : دينا أبو العلا
مونتاج : أحمد قدري
مديرو تصوير : محمد رضا، محمد مشعل، وليد أحمد
صوت : إيهاب العمري
متابعة إدارية ومالية : محمود عسكر، طارق بلال، مراد عبد العال
فنيو كرين : سامي المسماري، محمد السيسي
فنيو الأستوديو : رامي رمضان، أحمد شوقي، محمود عبد الله، سعد السايس
إشراف: أستوديو مكتبة الإسكندرية، د/ خالد عزب، دينا أبو العلا
منتج منفذ : أستوديو مكتبة الإسكندرية
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام : ناديه حليم
منتج : أحمد طه
إخراج : أحمد ماهر
مهندسو الأستوديو : أحمد مصطفي، أسامة قطب
كرين : وائل حتاته
مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
جرافيكس :AROMA
موسيقي التتر : هشام نزيه
مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج : حماده حنفي
مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير
مونتاج إلكتروني : أحمد عبد الغني