المخطوطات - الجزء الأول

2010 07 30

ضيوف الحلقة:
الدكتور يوسف زيدان



 

استهل الدكتور إسماعيل سراج الدين المناقشة بسؤال عن أهمية الاهتمام بالتراث والمخطوطات، فبدأ الدكتور يوسف زيدان بتعريف المخطوطة لغةً واصطلاحًا، وأنواع المخطوطات، التي منها خربشات ونقوش ووثائق وكتب أو لفائف. وأوضح الدكتور زيدان أن أهمية التراث تنبع من أن جهلنا به يعني جهلنا بأنفسنا وبما قدّمناه للعالم. كما أشار إلى أن قيمة المخطوطة لها جانبان: قيمة المضمون وقيمة الوعاء، فعند نشر المخطوطة يُعرف مضمونها، لكنه لا يلغي قيمة الوعاء نفسه، فربما تكون المخطوطة بخط مؤلفها، كما قد تضم المخطوطة تعليقات وشروحًا تقدم فتحًا علميًّا؛ وهذا ما يجعل المخطوطة ذاتها مهمة حتى بعد نشر محتواها.

أما علم المخطوطات، فهو علم حديث، فرنسي بالأساس، رغم وجود إشارات تراثية كالتي نجدها في الفهرست لابن النديم تهتم بالتأريخ لنسخ المخطوطة الواحدة وترصد الاختلافات بينها. لكن أوروبا بعد عصر النهضة انتبهت لأهمية قراءة التراث لكي تتقدم، كما فعل العرب مع التراث اليوناني، وكما فعل اليونانيون قبلهم مع التراث المصري الأقدم. وهنا أشار الدكتور سراج الدين إلى أن الإسهام الأكبر لزينودوتوس أول مدير لمكتبة الإسكندرية القديمة كان تحقيق الإلياذة والأوديسا لهوميروس.

ثم تحدث الدكتور زيدان عن صعوبة عملية تحقيق المخطوطات، حيث رأى أنها من أشق الأعمال وأقلها مجدًا. فهي تقتضي من المحقق الكثير من الاطلاع والصبر والعمل الدائم، وحكى عن تجربته في تحقيق كتاب "الشامل" لابن النفيس. وتناول الدكتور زيدان أيضًا عملية الفهرسة وصعوبتها، لأن المفهرس يتعامل مع كتب في شتى التخصصات ويواجه أحيانًا مخطوطات منزوعة الغلاف ومنزوعة النهاية أيضًا، وقد تكون المخطوطة عن العلوم الخفية مثلاً، وعلى المفهرس أن يعرف موضوعها.

أما مدارس التحقيق فقد قسمها الدكتور زيدان إلى مدرستين رئيسيتين في التحقيق، الأولى ترى أن النص المحقّق يجب نشره كما هو والمحافظة على أخطائه النحوية مثلاً في المتن مع تصويبها في الهامش، وكذلك الرسم الإملائي القديم والكلمات العامية والركيكة الواردة في المخطوطة. أما المدرسة الأخرى فترى أهمية ضبط النص وتقريبه للشكل الذي أراده المؤلف الأصلي، وهذا يقتضي تصويب أخطاء النسّاخ، لأنه من غير المعقول أن يخطئ عالم لغة قدير أو شاعر كبير خطأً واضحًا، بل الطبيعي أنه خطأ من الناسخ؛ ولذلك يُنبّه عليه في الهامش ويُكتب المتن صحيحًا. وهذه المدرسة في التحقيق هي الأكثر انتشارًا في العالم العربي بتأثير من جهود المستشرقين.

بعد ذلك أثار الدكتور سراج الدين قضية المخطوطات المترجمة، مثل المخطوطات المترجمة عن أرسطو مثلاً ضمن حركة الترجمة الكبرى في العصر العباسي، ونوّه الدكتور زيدان بأن بعض المخطوطات تُرجِمت أكثر من مرة، مثل كتاب "المجسطي" لكلوديوس بطلميوس الذي ظل مسيطرًا على علم الفلك أكثر من ألف سنة، وترجمه العلماء العرب خمس ترجمات مختلفة، وهذا الاختلاف في الترجمة سببه أن عالمًا قد يطلع على مخطوطات أخرى تغير رؤيته العلمية وتدفعه إلى تقديم ترجمة أخرى لنفس الكتاب الذي ترجمه غيره من العلماء.

ثم أشاد الدكتور زيدان بحرص المترجمين العرب على نسبة الآراء لأصحابها من العلماء السابقين وتقديرهم أيضًا، بحيث نجد دائمًا أن وصف الفاضل يسبق اسم جالينوس أو أبقراط. ورغم ذلك حين تُرجِم التراث العربي للغات الأوروبية لم يتم التعامل معه أحيانًا بهذه الأمانة والتقدير.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم :د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد :د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، بسمة نافع، أمنية خليل
مهندسو الاستوديو : محمد زايد، أحمد القلشاني
علاقات عامة : محمد مطش
تعليق صوتي :دينا أبو العلا
مونتاج : أحمد قدري
مديرو تصوير :محمد رضا، محمد مشعل، وليد أحمد
صوت : إيهاب العمري
متابعة إدارية ومالية : محمود عسكر، طارق بلال، مراد عبد العال
فنيو كرين : سامي المسماري، محمد السيسي
فنيو الأستوديو : رامي رمضان، أحمد شوقي، محمود عبد الله، سعد السايس
إشراف : أستوديو مكتبة الإسكندرية، د/ خالد عزب، دينا ابو العلا
منتج منفذ : أستوديو مكتبة الإسكندرية
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام : ناديه حليم
منتج: أحمد طه
إخراج : أحمد ماهر
مهندسو الأستوديو : أحمد مصطفى، أسامة قطب
كرين : وائل حتاته
مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
جرافيكس :AROMA
موسيقى التتر : هشام نزيه
مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج : حماده حنفي
مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير