الإلياذة والدراسات الهلينستية – الجزء الثاني


ضيوف الحلقة:
الدكتورة سحر حمودة  |  الدكتور أشرف فراج



 

في البداية، أبدى الدكتور سراج الدين فخره بتاريخ مكتبة الإسكندرية القديمة، حيث تحولت الإسكندرية في تلك الفترة الهلينستية إلى عاصمة ثقافية للعالم وقتها؛ ولذا تعاونت مكتبة الإسكندرية الجديدة وجامعة الإسكندرية في إنشاء مركز للدراسات الهلينستية للتركيز على دراسة هذه الفترة المهمة من تاريخنا، وهي فترة يجهلها كثير من المصريين.

وحول الفترة الهلينستية، فقد وصفها الدكتور أشرف بأنها تجربة عولمة ناجحة، مضيفًا أن فكرة العولمة في الحقيقة، بدأت قبل عصر الإسكندرية واستمرت بعده حتى اليوم. ولكن عولمة الإسكندرية لم تكن بالمعنى التقليدي الذي يلغي فيه القوي جميع الثقافات الأضعف ليفرض ثقافته هو. وهذه المحاولات بدأت منذ حضارة الفراعنة وغيرهم. أما العصر الهلينستي فارتبط بمفهوم الإسكندر عن المزج بين حضارتي الشرق والغرب، دون أن يسحق القوي الضعيف. وقد اختلف معه الدكتور سراج الدين حول ذلك المفهوم، معتبرًا أن تغليب الفكر اليوناني والثقافة الهلينية على العالم، فيه نوع من العولمة التقليدية أيضًا. بينما رأى الدكتور أشرف أن الثقافة الهلينستية كانت تعتمد على المزج أكثر من التغليب.

ثم تناول النقاش دور الإسكندر الأكبر في طرح فكرة الثقافة العالمية، التي أتمها تلميذه ورفيق دربه بطلميوس الأول الملقب بسوتير، فقد كان مع الإسكندر ضمن تلاميذ أرسطو، الذي كانت لديه بذور فكرة العولمة الثقافية وإن لم تأخذ اسمها الاصطلاحي "الثقافة الهلينستية"، ثم بدأ بطلميوس فكرة إنشاء مكتبة عالمية تضم أهم العقول الموجودة في العالم كله وقتها. وتلك كانت أول محاولة لجمع هذه الثقافات كلها معًا في المكتبة القديمة وترجمتها ونشرها؛ وهذا ما قدّم للبشرية زخمًا حضاريًّا استثنائيًّا. واستعرض النقاش رموز مدرسة الإسكندرية وإنجازاتهم.
وبشكل خاص تناول الدكتور سراج الدين أهمية مدرسة الإسكندرية في الطب، حيث كانت المدرسة الطبية اليونانية عريقة ومتطورة بينما ينقصها علم التشريح، الذي برعت فيه المدرسة الطبية المصرية، لأن المصريين كانوا يقومون بتحنيط الجثث منذ آلاف السنين، فأصبحت لديهم في ذلك الوقت مهارات خاصة في التشريح، لدرجة تمكنهم من إخراج مخ الإنسان بواسطة خطاف يدخلونه من فتحة الأنف. وعن هذا التزاوج بين المدرستين، نشأت مدرسة الإسكندرية في الطب، التي كانت أعظم المدارس الطبية في العالم، وظل الأطباء يعتمدونها كمرجع أساسي على مر القرون.

وختامًا أشار الدكتور سراج الدين إلى مشكلة ثقافية مصرية راهنة، هي أن المصريين دائمًا يفخرون بالحضارة الفرعونية ثم الحضارة العربية الإسلامية، ولا يكادون يعرفون شيئًا عن الفترة الهلينستية، وربما يعتبرونها فترة احتلال، وهذا غير صحيح لأن مصر صبغت غزاتها دائمًا بصبغتها الخاصة. فهذه فترة في غاية الأهمية بالنسبة للحضارة العالمية كلها؛ وهذا ما تسعى مكتبة الإسكندرية الحديثة إلى معالجته.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم :د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد :د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، مينا هاني
مهندسو الأستوديو : محمد زايد، أحمد القلشاني
علاقات عامة : محمد مطش
تعليق صوتي :دينا أبو العلا
مونتاج :عبد الله شركس، خالد نديم، أحمد قدري
مكتبة الشرائط : بسمة نافع
مديرو التصوير : محمد رضا، محمد عبد الفتاح
صوت : إيهاب العمري
فنيو الأستوديو : محمد عامر، أحمد شوقي، محمود عبد الله، رامي رمضان، سعد السايس
فنيو كرين : سامي المسماري، محمد السيسي
متابعة إدارية ومالية : محمود عسكر، منى نصر، طارق بلال
إشراف : أستوديو مكتبة الإسكندرية، د/ خالد عزب، دينا أبو العلا
منتج منفذ : أستوديو مكتبة الإسكندرية
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام :ناديه حليم
منتج: أحمد طه
إخراج : أحمد ماهر
كرين : وائل حتاته
مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
مساعد مخرج : منى مجدي
جرافيكس :AROMA
موسيقى التتر : هشام نزيه
مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج : حماده حنفي
مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير