تساءل الدكتور سراج الدين عن دور التلفزيون مقارنة بالإنترنت، لأنه يصل لعدد أكبر من المصريين. وأجاب أحمد بأن اتجاه المعلومة في التلفزيون أحادي، خلافًا للإنترنت التي تطرح معلومات تفاعلية متعددة الاتجاه بتعدد المستخدمين، حيث يتم تبادل المعلومات والآراء على نطاق واسع ومن خلفيات متنوعة، وإن كان ذلك يطرح مشكلة أخرى حول مصداقية مصدر المعلومة. كما أن القنوات التلفزيونية أصبحت تبث برامجها عن طريق النت. واتفق عمرو إسماعيل مع ذلك الرأي.

ثم تناول النقاش قضية مصداقية المادة المتاحة عبر الفضاء الإلكتروني الذي أتاح عددًا هائلاً من المعلومات والصور والمواد المقروءة والمسموعة، لكننا لا نعلم مقدار حقيقتها أو مصداقيتها. بل الأخطر من ذلك أنه كلما زاد التطور التكنولوجي أصبح من الأسهل طرح صور مزيفة أو مزورة مثلاً. وذهب عمرو إسماعيل إلى أهمية التوثيق والمراجعة من خلال المكتبات أو الكتب الورقية.

وتعليقًا على ذلك تحدث الدكتور سراج الدين عن أهمية مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، أحد أهم مشروعات مكتبة الإسكندرية، لأنه يضم محتوًى رقميًّا هائلاً وموثقًا كله، سواء من المقالات أو الصور أو المادة التاريخية. أما عملية دفع المعرفة للأمام ودور الشباب في ذلك، فقد أوضح أحمد الشيخة أن إشاعة الاستخدام اليومي للمعرفة عبر الفضاء الإلكتروني، وخاصة الفيس بوك، هو أمر مهم ومفيد في تدويل المعرفة. لكن نشر المعرفة على هذا النطاق يتضمن خطورة أيضًا، سواء من المعلومات المغلوطة، أو الجرائم الإلكترونية، وهذا دور حملات التوعية التي تغير الثقافة المجتمعية. وفي هذا الصدد نوّه عمرو إسماعيل بأهمية ثقافة المشاركة مجتمعيًّا، لأن مستخدمي الإنترنت سواء في التدوين أو في الفيس بوك يزيدون كثيرًا ويزيد تأثيرهم أيضًا.

ثم طرح الدكتور سراج الدين إشكالية مرتبطة بذلك، هي دور تطور الميديا في زيادة الاستقطاب، لأن المواطن أصبح يجد قنوات تلفزيونية أو جروبات على الفيس بوك تؤيد وجهة نظره المسبقة، وهذا من شأنه تأجيج الخلافات السياسية وزيادة هوة الخلافات بين المواطنين. وقد علّق أحمد بأن هذه المشكلة في مصر أقل منها بكثير عما هي عليه في أمريكا، ورأى عمرو إسماعيل أن ذلك أمر إيجابي لأن الصدام في الرأي أمر حيوي وحتمي في مسيرة الديمقراطية. وأيّد هذا الرأي أحمد الشيخة.

وأضاف الشيخة أن مبادرة خطوة لفوق تعمل على تكريس قيم التنوع والثراء والتعددية، من خلال النقاش المستمر والبرامج الهادفة. وشدّد عمرو على أهمية فكرة حل المشكلات وتشجيع الشباب عليها بشكل إيجابي. وقد ختم الدكتور سراج الدين الحلقة بتأكيد ثقته وإشادته بالشباب المصري الواعي الذي يحمل الهم العام لوطنه ويدافع عن قضاياه.