الصحافة الإلكترونية - الجزء الثاني

2008 05 31

ضيوف الحلقة:
الأستاذة أمينة خيرى  |  الدكتور شريف اللبان  |  الأستاذ أيمن الصياد



 

تركز النقاش حول تأثير الصحافة الإلكترونية على الصحافة التقليدية. وانطلق من التعريف بأهم ظواهر الإنترنت المستحدثة كالفيس بوك واليوتيوب. وذكرت الأستاذة أمينة أن الفيس بوك عبارة عن شبكة للتشبيك الاجتماعي بدأت في إحدى الجامعات بغرض تبادل المعرفة والتعارف الاجتماعي بين الطلاب من خلال تعريف كل منهم بنفسه واهتماماته وتكوين مجموعات من ذوي التفضيلات المشتركة، أي أنه بدأ كالإنترنت بصورة علمية ليصبح شبكة لزيادة الروابط الاجتماعية.

وتحدث الدكتور شريف اللبان عن علاقة الفيس بوك بالسياسية من خلال الحديث عن المجموعات السياسية التي تتشكل عليه وتنشط على أرض الواقع في بعض الدول، وهو ما حدث من قبل مع المدونات التي بدأت أدبية وانتهت إلى الاهتمام بقضايا السياسة، واختلف معه الأستاذ أيمن الصياد إذ رأى أن الفيس بوك لم يُضف جديدًا على مستوى التشبيك الاجتماعي، وتكوين المجموعات المشتركة بدأ قبله. ويجب بهذا ألا نتصور وجود ارتباط بين الفيس بوك والسياسة من خلال التركيز على حدث واحد نشطت فيه بعض المجموعات السياسية، كما أن المجموعات السياسية لا تشكل سوى نسبة ضئيلة جدًّا من المجموعات الموجودة على الشبكة.

لكن الدكتور اللبان أكد أن الدور السياسي للفيس بوك يتأكد من خلال محاربة العديد من الدول له كالصين وإيران. وأشار الدكتور إسماعيل سراج الدين إلى أنه مازال شبكة للتربيط الاجتماعي، وإن كان هذا لا يمنع وجود نشاط سياسي عليه، كما هو الأمر بالنسبة لليوتيوب والعديد من أشكال الصحافة الموجودة وأغلبها تمثل صحافة اجتماعية تهتم بالفن والمجتمع وإن كان هناك صحافة سياسية.

وانتقل النقاش لتناول قضية الرقابة والضوابط على الصحافة الإلكترونية، وذكر الدكتور سراج الدين أن الصحافة التقليدية ارتبطت بها ضوابط الشرف المهني وهناك إمكانية للرد على الجرائد ومقاضاتها، أما في الإعلام الجديد فيستطيع أي شخص أن يبث ما يريد حتى لو كان هذا تحريضًا على الكراهية والفتنة في المجتمع. وأفاد الدكتور اللبان أن المدونين عندهم مشكلة مهنية؛ كونهم غير متخصصين وممارستهم ممارسة شخصية غير مصقولة، ومن هنا قد يبثون ما يحرض على الكراهية أو ينشر الشائعات دون مسئولية مهنية. ولكن الأستاذ الصياد اختلف مع هذا وأكد أن أي وسيلة بإمكانها الحض على الكراهية ونشر الشائعات وأن المدونين قد يكونون أحرارًا فيما يبثون، وأضافت الأستاذة أمينة أن هذا من طبيعة الإنترنت كساحة لعرض الأفكار والاختيار من بينها، وعاد الصياد ليسأل: إذا وُجِدت قيود فماذا ستكون طبيعتها؟ ومن سيضعها؟ غير أن اللبان أكد أن الحكومات هي الأجدر بوضعها.

وعرض الدكتور سراج الدين مثالاً للضوابط والقيود وهو النظام المعمول به في مكتبة الإسكندرية، حيث تتوفر خدمة الإنترنت مجانًا للمستخدمين للاطلاع على مصادر المعرفة مع وجود فلترة للمواقع الإباحية والقمار من خلال شركات متخصصة، وأشار إلى عمليات الضبط القانوني للبيع والشراء من خلال مواقع الإنترنت كما في القضية الشهيرة لموقع إي باي. وأوضح الدكتور اللبان وجود بنى تشريعية في العديد من الدول لتنظيم الإنترنت كما هو الحال في الولايات المتحدة، حيث وضعت عدة قوانين لضبط استعمال الشبكة، مثل قانون لياقة الاتصالات، وقانون حماية الأطفال من مخاطر الشبكة، وقانون باتريوت الذي أتاح تتبع البريد الإلكتروني الصادر من وإلى البلاد. ورأى أننا نعاني من تخلف تشريعي في مواجهة نمو تكنولوجي، وهو ما يدعونا لإعادة تنظيم البنية التشريعية للرقابة على الإنترنت.

وعاد الأستاذ الصياد ليؤكد أن دولاً قليلة هي التي تفرض قيودًا على الإنترنت وهي محل انتقاد من كل دول العالم الحُر، ولا يعني هذا عدم وجود قوانين لضبط الشبكة مطلقًا فمصر بها قوانين لتنظيم الدفع الإلكتروني. ويبقى أن وضع القيود كما هو الحال مع وثيقة الإعلام العربي المقترحة للرقابة على الفضائيات العربية لن يفيد إلا الجهات الخارجية التي لا تخضع لمثل هذه القوانين. والتذرع بالإباحية لوضع القيود ذريعة واهية؛ فالإباحية موجودة قبل اختراع الإنترنت. وفي عصر السماوات المفتوحة يصعب المنع والتشويش، ومن المعروف أن كل وسيلة رقابية تواجهها عشرات الوسائل المضادة.

وانتقل الدكتور سراج الدين بالنقاش ليؤكد أن جوهر الصحافة الإلكترونية أنها أبرزت تكنولوجيا جديدة قادرة على إحداث تغيير نوعي في التفاعل الاجتماعي، ومن جوانب ذلك التغيير: التفاعلية، كما تظهر في موسوعة ويكيبديا التي صنعها الآلاف من المستخدمين وتطورت لتصبح موسوعة ذات مصداقية عالية، ولم يكن من الممكن تخيل الويكيبيديا دون الإنترنت. وتخلق التكنولوجيا الجديدة فرصًا وتحديات جديدة بالنسبة للمؤسسات الصحفية العريقة التي أخذت في نشر موادها على الإنترنت. ثم طرح الدكتور سراج الدين سؤالاً: هل سيؤدي التغيير الكيفي الذي حققه الإنترنت إلى تغيير مماثل على الساحة الإعلامية القديمة؟

وأجاب الدكتور اللبان بأن بوادر هذا التغيير بدأت تظهر في الاهتمام بالفيديو المصور المصاحب للتقارير الخبرية على مواقع الجرائد المطبوعة، فبدأت مؤسسات مثل نيويورك تايمز في إنشاء أقسام داخل الجرائد المطبوعة لالتقاط مقاطع الفيديو وبثها. وأخذت وكالة الأسوشيتدبرس في إنشاء خدمات الفيديو لتوزيعه على المواقع الصحفية. وأضافت الأستاذة أمينة أن للفيديو ميزة اتصالية عالية، ولكن المطلوب في الإنترنت هو السرعة وغزارة النتائج، وقد أخذت جرائد عربية مثل الحياة والشرق الأوسط في استيعاب ميزة التفاعلية وقبول التعليقات، ومن هنا أصبحت الصحافة الإلكترونية وسيلة لتنشيط الصحف المطبوعة.

وعرض الأستاذ الصياد نتائج بحث عن "مستقبل الصحافة المطبوعة في العصر الرقمي" أجراه منتدى المحررين العالمي مع 400 رئيس تحرير في مختلف دول العالم. وأهم هذه النتائج أن المصدر الأول للأخبار سيكون الإنترنت والهاتف المحمول، وما سيظل مطبوعًا هو الأكثر عمقًا مثل "نيويورك بوك ريفيو" و"أتلانتك منثلي". وأضاف أن الموجة الجديدة في كل شيء ستكون السائدة مهما كانت عيوبها، وهو ما يصدق على عالم الصحافة. ورأى الدكتور اللبان أن عدد مستخدمي الإنترنت في مصر بالنسبة لمجمل السكان يجعل من الصعب التنبؤ باختفاء الصحافة المطبوعة في وقت قريب. وموسوعة الويكيبديا الإلكترونية تتجه نحو إصدار نسخة مطبوعة. وأكدت الأستاذة أمينة أن التعايش سيكون هو العلاقة بين الصحافة المطبوعة والإلكترونية وأن الأخيرة ستحرك المياه الراكدة في الصحافة التقليدية التي ستتجه مستقبلاً نحو الرأي والتحليل والتعمق.

واختتم الدكتور سراج الدين الحلقة بتأكيده على أن للتكنولوجيا جيلاً جديدًا؛ فالفروق ستكون واضحة بين الجيل الذي يتعامل مع الصحافة المطبوعة والآخر الذي يتعامل مع منتجات التكنولوجيا. والتكنولوجيا الجديدة تخدم اتجاه المجتمعات نحو تنظيم نفسها حول المواطنة والمشاركة، إذ إنها أدت إلى الانفتاح على مشاكل العالم كله. ومخاطر هذه التكنولوجيا موجودة ولكن استخدامها سيؤسس لدى الأجيال القادمة الحكمة اللازمة للتعامل مع مجتمع المعرفة.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم :د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد :د/ خالد عزب، محمد مطش، دينا أبو العلا، محمد السيد، أيمن الشربيني
مساعد إنتاج : طارق بلال


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
قراءة تعليق: محمد عبد الوهاب
مدير تصوير: محمد شفيق
مشرف إضاءة: عماد عبد القادر
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه، محمد نصر
منفذ ديكور : محمد نصر
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو 403
مهندسو الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات :محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
تمت أعمال المونتاج في CUBES
مونتاج: محمد فتحي
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج :عادل عبد الحميد
منفذ إنتاج: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مخرج تقارير خارجية : ياسر نبيل
مساعد مخرج :عمرو ربيع
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز