الأمن الغذائي - الجزء الأول

2008 07 26

ضيوف الحلقة:
الدكتور صلاح سليمان  |  الدكتور مجدي مدكور  |  الدكتورة دينا الخشن



 

بدأ النقاش بتساؤل من الدكتور إسماعيل سراج الدين عن أسباب ارتفاع أسعار الغذاء في العالم، فأرجع الدكتور مجدي مدكور هذه الظاهرة العالمية إلى انكماش حجم المحاصيل الزراعية المخصصة للغذاء، نتيجة لاستخدامها في أغراض أخرى كاستخدام الذرة لإنتاج الوقود الحيوي "الإيثانول". وأضاف الدكتور سراج الدين أن استخدام الذُرة في تغذية المواشي لإنتاج اللحوم في بعض الدول يسهم في هذه الظاهرة. وقد ندد عدد من العلماء المشاركين في مؤتمر عقدته مكتبة الإسكندرية باستخدام غذاء الفقراء لدعم سيارات الأغنياء.

وأكد الدكتور سراج الدين على تعقد القضية وتداخل أبعادها، وأوضح الفارق بين مفهومين متداخلين هما "الأمن الغذائي" و"الاكتفاء الذاتي"؛ فالأمن الغذائي لا يعني مجرد الاكتفاء الذاتي، ويشير إلى وصول الغذاء إلى كل فرد في المجتمع بكميات كافية لضمان حياة صحية سليمة وبأسعار يقدر عليها. أما الاكتفاء الذاتي فهو يشير إلى زراعة ما يكفي من المحاصيل لضمان تغطية احتياجات الشعب كله من الغذاء، وطرح سؤالاً عن إمكانية تحقيق هذا في مصر. وأفاد الدكتور مدكور أن الاكتفاء الذاتي كان هدف السياسة الزراعية والغذائية في مصر منذ ثلاثة عقود، ولكن اتضح أن مصر لا تستطيع الوصول إلى هذا الهدف في ظل الظروف المتعلقة بمساحات الأراضي المزروعة ونوعية المحاصيل المتاحة والظروف المناخية الحالية.

وأوضح الدكتور سراج الدين أن مصر لديها أعلى معدلات إنتاجية لمحصوليْ الأرُز والقمح، وأن هناك كفاءة إنتاجية عالية لدى الفلاحين المصريين والبحث العلمي، ومع ذلك تظل حقيقة الاستيراد قائمة، وتساءل عن إمكانية التوسع في الإنتاج المحلي الذاتي، وأفادت الدكتورة دينا الخشن أنه مع استخدام التكنولوجيا يمكننا التوسع في المحاصيل المزروعة ولكن الزيادة السكانية المطردة في مصر تضع قيدًا على هذا التوسع.

ورسم الدكتور سراج الدين صورة لوضع مصر الغذائي، ومع زيادة السكان سيزيد الاستيراد من الخارج وهو ما يضعنا تحت ضغط ارتفاع الأسعار العالمية التي يسببها استخدام الغذاء كوقود في أمريكا وكعلف في الصين وانخفاض احتياطي الغذاء العالمي وتغير الظروف المناخية الكوكبية التي أحدثت قحطًا في بلاد كأستراليا، وكذلك ارتفاع أسعار البترول العالمية. وأضاف أن هذه الظروف المحلية والعالمية تعيد إلى الأذهان تجربة الثورة الخضراء في الهند منذ أربعة عقود. فقد كان هناك تصور يؤكد أن الهند ذات الـ450 مليون نسمة آنذاك ستتعرض لسلسلة من المجاعات لعدم قدرتها على تغذية نفسها، غير أن هذا التصور لم يتحقق بسبب تفعيل العلم في مضاعفة إنتاج الغذاء على نفس المساحة المتاحة وبكمية المياه ذاتها مع استخدام المبيدات والأسمدة، وقد حصل مهندسا هذه الثورة الزراعية نورمان بورلوج وسواميناثان على جائزة نوبل.

وأكد الدكتور سليمان أن زيادة الإنتاجية الزراعية في مصر يعتمد بصورة كبيرة على عامل حيوي وهو عامل المياه، وموارد المياه في مصر محدودة للغاية حيث تعتمد في الجزء الأكبر من هذه الموارد على مياه نهر النيل، وهناك مصادر أخرى ضئيلة. والتوسع في المساحة الزراعية البالغة 4% من مجمل المساحة غير ممكن مع محدودية مصادر المياه. ومع هذا فإمكاننا القول إن مصر خلال العقود الثلاثة الأخيرة قد حققت شكلاً من أشكال الثورة الخضراء، فحين كان تعداد السكان أقل من 25 مليون نسمة كانت مصر تستورد 50% من احتياجاتها الغذائية من محصول القمح، ولو ظلت نسبة الإنتاج كما هي لكانت تستورد الآن 80% من هذه الاحتياجات، ولكن النسبة ظلت كما هي بفضل تفعيل البحث العلمي في هذا.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، محمد السيد، أيمن الشربيني
منتج منفذ: مكتبة الإسكندرية


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام:سوزان حسن
منتج: أحمد طه
قراءة تعليق: محمد عبد الوهاب
مدير تصوير: محمد شفيق
مشرف إضاءة: محسن جاد
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه، محمد نصر
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو403
مهندس الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات: محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد – خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
Post production: GOOD NEWS، محمد فتحي
مساعد مونتاج: صلاح أبو سنه، سيد عبد الله
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج: عادل عبد الحميد
منتج منفذ: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مساعد مخرج: عمرو ربيع
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج تقارير خارجية: ياسر نبيل
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز