السينما العالمية - الجزء الأول

2009 03 21

ضيوف الحلقة:
الدكتور سمير فريد



 

دار الحوار حول السينما، ذلك الفن الذي يجمع الفنون التقليدية ويصنع منها لغة جديدة للتعبير الإنساني، وكانت السينما كما أشار الدكتور سمير فريد أول شكل من العولمة الإنسانية الهادفة إلى إقامة حوار حقيقي بين الثقافات؛ فالسينما فن له قابلية العرض في أكثر من مكان في الوقت نفسه. وأشار الدكتور إسماعيل سراج الدين إلى أن السينما بدأت باختراع الأخوين لوميير اللذيْن بدآ تسجيل أفلامهما الوثائقية القصيرة في فرنسا عام 1895، ثم في مصر عام 1896، وأوضح الدكتور فريد أن هذا كان أول حوار بصري بين الثقافات؛ حيث أراد الأخوان لوميير أن يستجيبا لرغبة المشاهد الفرنسي في معرفة بلدان أخرى كمصر والجزائر.

وأكد الدكتور فريد على صحة الرأي القائل بأن بداية السينما الروائية الطويلة قد ارتبطت بديفيد جريفيث المخرج الأمريكي وفيلمه "مولد أمة" 1915، ثم فيلمه "التعصب" في العام التالي، وأوضح الدكتور سراج الدين أن الفيلم الأخير كان محاولة من جريفيث لتصحيح ما رآه البعض صورة سلبية عن الزنوج الأمريكيين قدمها الفيلم الأول الذي يحكي عن الولايات المتحدة أثناء الحرب الأهلية.

وتزامن مع سينما جريفيث، صعود شارلي شابلن الذي صنع جماهيرية السينما، وأضاف الدكتور فريد أن شابلن صنع شخصية درامية وفارقة في تاريخ السينما، وهي شخصية الصعلوك المتشرد الذي يندر ألا نجد من يقلده إلى اليوم في أي مكان في العالم، وكمنت عبقرية أعمال شابلن في تعبيرها الصادق والإنساني عن مشاعر البسطاء.

وأثارت أعمال شابلن سؤالاً عن كون السينما صناعةً أم فنًّا؛ فقد انضم كل من شابلن وجريفيث وعدد من الفنانين لتأسيس شركة أطلقوا عليها "الفنانين المتحدين"، وذلك حتى يمنعوا الشركات الكبرى من أن تفرض مفهومًا تجاريًّا للفن. ورأى الدكتور فريد أن الفنون كلها في السوق، وفن السينما يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالسوق لكونه الفن الأكثر شعبية، ومن ثم الأكثر حاجة إلى التكاليف ورأس المال الضخم، وما تعرض له شابلن وجريفيث مشكلة تواجه كل المبدعين في كل وقت وكل مكان دون اختلاف. وشبه الدكتور سراج الدين السينما بالعمارة من حيث كونها فنًّا يتطلب جهودًا جماعية، وتساءل عن الشخصية الفارقة في صناعة الفيلم. وأكد الدكتور فريد أن هذه الشخصية هي مخرج العمل الذي تتجمع لديه جهود الآخرين، ورغم أهمية العناصر الفنية الأخرى، غير أن الفيلم هو تعبير عن رؤية المخرج الخاصة.

وتزامن مع سينما شابلن وجريفيث الأمريكية صعود أفلام المبدع الروسي سيرجي أيزنشتاين، ورأى الدكتور فريد أن أيزنشتاين هو منظّر السينما؛ حيث وضع الأصول النظرية لفلسفة السينما، خاصة بأعماله عن "المونتاج" وكيفية تغيير المعنى من خلال خداع الصورة، وقد كان أيزنشتاين عبقريًّا في أعماله التي خرجت في ظل النظام القمعي الستاليني. وأوضح الدكتور أن السينما الناطقة بدأت بفيلم "مغني الجاز" عام 1927، حيث ظهر معها الحوار المسموع والموسيقى، وأشار أيضًا إلى أن كثيرًا من الفنانين لم يستوعبوا التحول من السينما الصامتة إلى السينما المنطوقة. ورأى الدكتور فريد أن السينما الصامتة تعتبر فنًّا قائمًا بذاته استمر لفترة ثم انتهى بحيث لم تكن السينما الناطقة امتدادًا لها، فقد أضاف الصوت تغييرًا كاملاً في الفن كليةً.

ومن أهم الشخصيات السينمائية التي أحدثت انقلابًا كبيرًا في فن السينما وأضافت إلى اللغة السينمائية المخرج الأمريكي "أورسون ويلز" بفيلمه "المواطن كين"، وأوضح الدكتور سراج الدين أن ويلز كان شابًّا ذا موهبة نادرة، وبدأ ممثلاً مسرحيًّا وعمل على مسرحة الأعمال الروائية الكبرى كأعمال شكسبير وويلز وقدَّمها في الراديو، ثم انتقل إلى هوليوود لصناعة فيلمه الأول "المواطن كين" عام 1941 الذي ما زال يحوز على لقب أحسن فيلم إلى اليوم. وتساءل عن سر هذه المكانة التي يحظى بها هذا الفيلم. ورأى الدكتور فريد أن عبقرية الفيلم الفنية تأتي من طريقة تعبيره عن فكرته فنيًّا، فويلز حقق فيه ما عناه أيزنشتاين بتعبيرية الأبيض والأسود، كما استخدم فيه خلفية المنظر واعتبرها جزءًا من الحوار، وكذلك أبدع في استخدام المونتاج وزوايا التصوير، أي أن "الخيال" هو الذي صنع قيمة هذا الفيلم. واستشهد الدكتور سراج الدين على ذلك بمقولة المخرج الفرنسي جان لوك جودار بأن كل السينمائيين مدينون دائمًا لويلز.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، محمد السيد، أيمن الشربيني
منتج منفذ: مكتبة الإسكندرية
مساعد إنتاج: طارق بلال


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
قراءة تعليق: محمد عبد الوهاب
مدير تصوير: محمد شفيق
مشرف إضاءة: محسن جاد
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه، محمد نصر
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو403
مهندس الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات: محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
تمت أعمال المونتاج في CUBES
مونتاج: محمد فتحي
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج: عادل عبد الحميد
منتج منفذ: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج تقارير خارجية: ياسر نبيل
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز