الذكاء والإبداع - الجزء الثالث

2010 04 09

ضيوف الحلقة:
الدكتور قدري حفني  |  الدكتور ماجد موريس



 

استهل الدكتور إسماعيل سراج الدين الحلقة بالإشارة إلى وجود حالات من الأشخاص الذين لا يُختلف على عبقريتهم الفذة، كالموسيقار النمساوي موتسارت الذي ظهر نبوغه الموسيقي في سن الرابعة، وألّف أول أوبرا وهو في الثانية عشرة من عمره، وتوفي في السابعة والثلاثين وقد خلف للبشرية 44 أوبرا، وعددًا كبيرًا من السيمفونيات.

وقد أفاد الدكتور قدري حفني أن هذه الحالات توقف عندها العلم باعتبارها استثناءات دون أن يقدم تفسيرًا لها، والاستثناء لا يقاس عليه. فالعبقريات تجسد حالات غير مسبوقة مثل أينشتاين. وتساءل الدكتور سراج الدين عن الحد الذي تعجز عنده مقاييس الذكاء عن التعبير عن مثل هذه الحالات غير المسبوقة. وأوضح الدكتور حفني أن من شروط إعداد المقاييس هو عدم حصول أحد على الدرجة النهائية، وإذا حدث ذلك فلابد من تعديل هذا المقياس، وأشار إلى أن المقياس الجيد هو ما يفرق بين الشخص العبقري والشخص العادي.

ثم تناول النقاش قضية رعاية المتفوقين، فتساءل الدكتور سراج الدين عن الطريقة المُثلى للتعامل المتميزين: هل يجب رعايتهم في أماكن خاصة تجمعهم معًا، أم يجب تركهم مع أقرانهم؟ وأشار الدكتور ماجد موريس إلى اختلاف الآراء العلمية حول هذه النقطة، لكنه ذهب إلى أن ما يدفع الإنسان للتفوق هو مجرد إحساسه بالتفوق على أقرانه، ولكن عند وضعه مع من هم في مستوى تفوقه، فقد يقل الجهد الأدائي والعقلي الدافع للتفوق، وقد يصاب هذا المتفوق بإحباط يكبل إنجازاته.

وأوضح الدكتور حفني أن مصر جربت هذه الطريقة فيما عُرف بفصول أو مدارس المتفوقين التي أثبتت فشلها، وأشار الدكتور سراج الدين إلى حالات الانتحار المتكررة في جامعة هارفارد التي يقدم عليها طلاب متفوقون لشعورهم بالإحباط مقارنةً بأقرانهم. وأفاد الدكتور حفني أن الاغتراب الذي يشعر به المتفوق بعد خروجه من الوسط الذي حقق فيه تفوقه يؤثر بشكل كبير في حالات الفشل والإحباط التي قد يتعرض لها.

وفي هذا الصدد، أكد الدكتور سراج الدين أن من أكبر هموم المجتمع إيجاد مفتاح لتحسين المستوى العام للذكاء، من خلال التعليم والتدريب وخلق مناخ مناسب لتنمية القدرات التعليمية وغيرها من القدرات، وصنع حضانة اجتماعية لتنمية هذه القدرات لدى الأفراد، فالقضية ليست مجرد قضية تدريب أكاديمي بقدر ما هي قضية مناخ اجتماعي ومؤسسي.

وأشار الدكتور حفني إلى أن المناخ المطلوب هو مناخ يسمح بالخطأ دون خوف، فكل مبتكر يخطئ، وإذا عوقب سيكف عن الابتكار. وفصل الدكتور موريس قائلاً إن المطلوب هو مناخ تقل فيه حدة السلطوية التربوية، وتسوده التربية من أجل التنمية؛ فمجتمعاتنا يسودها العقاب على الأخطاء، ويغيب تعليم المهارات والعادات السليمة عن التربية فيها، وأضاف أن البيوت يجب أن يسودها جو من الدفء والاحترام والحب كي يتشجع الأبناء على التصرف دون خوف.

واختتم الدكتور سراج الدين النقاش بتأكيده على عدة نقاط، من بينها: أن كل فرد في المجتمع له أهمية، وهو قادر على العطاء مهما كان صغيرًا ومهما كانت قدراته، والمجتمع القوي هو القادر على تعظيم هذه القدرات والإفادة منها دون قمع أو قهر. والأفراد لا يعملون في فراغ بل في إطار اجتماعي ومؤسسي؛ لذا يجب أن يستكملوا إبداع الآخرين، وأن يحمل المجتمع إبداعاتهم إلى الآخرين.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم : د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد : د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، بسمة نافع
مهندسو الأستوديو : محمد زايد، أحمد قلشاني
علاقات عامة : محمد مطش
تعليق صوتي : دينا أبو العلا
مونتاج :عبد الله شركس، أحمد قدري
تصوير: محمد رضا، محمد مشعل، وليد احمد
صوت : إيهاب العمري
متابعة مالية وإدارية : محمود عسكر، طارق بلال، مراد عبد العال
فنيو كرين : سامي المسماري، محمد السيسي
فنيو الأستوديو : رامي رمضان، أحمد شوقي، محمود عبد الله، سعد السايس
إشراف :أستوديو مكتبة الإسكندرية، د/ خالد عزب، دينا ابو العلا
منتج منفذ: أستوديو مكتبة الإسكندرية
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام : ناديه حليم
منتج : أحمد طه
إخراج : أحمد ماهر
مهندسو الأستوديو : أحمد مصطفي، أسامة قطب
مدير تصوير : وائل خلف
مشرف إضاءة: أحمد ضاحي
كرين :مصطفي البيس، وائل حتاته
تصوير: إسلام المهدي، أحمد ممدوح
مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
مساعد مخرج : مني مجدي
جرافيكس :AROMA
موسيقي التتر : هشام نزيه
مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج : حماده حنفي
مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير
مونتاج إلكتروني : أحمد عبد الغني
صوت : أحمد البنا
وحدة تحكم تصوير: تيمور فاروق
مسجل فيديو: سعيد شحاته
فريق الإضاءة: عاطف عبد السلام، محمود بدوي، شريف عبد المعطي، علاء الجمل، مصطفي عبد الحميد
فنيو كرين : طاهر عز الدين