إصدارات ورقية

كتاب "مدرسة الإسكندرية المتأخرة وأثرها في التراث الفلسفي الإسلامي (1) أمونيوس بن هرمياس وأثره في فلسفة الفارابي" للدكتور حسين الزهري

٢١/٠٢/٢٠١٦

يتناول الكتاب الشروح الفلسفية المتأخرة لأمونيوس بن هرمياس مؤسس الدرس الفلسفي في الإسكندرية في نهاية العصر الكلاسيكي، ولما كانت شخصية أمونيوس وفلسفته مجهولة في التراث الإسلامي قديماً وحديثاً عمل المؤلف على التعريف به وبفكره تمهيداً لدراسة أثر فلسفته في التراث الإسلامي، وخلافاً لما ردده كثير من الباحثين المعاصرين بأن تلك الفترة التي كتب فيها أمونيوس شروحه على أفلاطون وأرسطو في القرنين الخامس والسادس الميلاديين بأنها كانت فترة انحطاط فكري، اختلط فيها الفلسفي بالديني ولم تنتج أي فكر ذو قيمة في تاريخ الفلسفة، نجد خلافاً لذلك أنها فترة أنتجت فكراً أصيلاً تأثر به الفلاسفة المسلمون خاصةً منهج الشرح الفلسفي المتبع فيها، وتأثر الفارابي الملقب بالمعلم الثاني بفلسفة تلك الفترة، خاصة أفكار أمونيوس التي قال بها في شروحه الفلسفية التي دون معظمها تلاميذه في مدرسة الإسكندرية المتأخرة.

   وللتحقق من أثر أمونيوس في التراث الإسلامي تناول الباحث الكتاب المخطوط الوحيد المنسوب لأمونيوس في التراث العربي وهو كتاب "آراء الفلاسفة باختلاف الأقاويل في المبادئ في الباري جلَّ وعلا" منتهياً إلى التشكيك في صحة نسبته لأمونيوس، ومحاولاً تتبع أفكار أمونيوس الثابته له في الفلسفة الإسلامية بصورة عامة، وفي فلسفة الفارابي بصورة خاصة.

 

الكتاب هو الجزء الأول من سلسلة تتناول بالتحليل الأفكار الفلسفية لعدد من أعلام مدرسة الإسكندرية المتأخرة وأثرهم في الفلسفة الإسلامية. ويدرس الكتاب فلسفة "أمونيوس بن هرمياس" مؤسس الدرس الفلسفي في مدرسة الإسكندرية في القرن الخامس الميلادي، ويحاول المؤلف بيان أثره في فلسفة المعلم الثاني أبي نصر الفارابي. وسوف يليه عددٌ آخر هم على الترتيب: "سمبليكيوس" شارح أرسطو الأهم في هذه الفترة وتلميذ أمونيوس النجيب، وبعده "أولمبيودوروس الصغير" رئيس المدرسة السكندرية، ومن ثم الدمشقي آخر الأفلاطونيين المحدثين؛ ليختم المؤلف عمله الشاق بستيفانوس السكندرى المحاضر. ويتناول الكتاب في بابه حياة أمونيوس وعصره والظروف السياسية التي نشأت فيها فلسفته، والتي تعدت كونه مجرد شارح للفكر الأرسطي، وكيف وفَّق ابن هرمياس بين رأي قطبي الفلسفة الكلاسيكية أرسطو وأفلاطون؛ وهو النهج الفلسفي الذي سيتبعه فيما بعد الفيلسوفُ المسلم أبو نصر الفارابي. ويعرض الكتاب في بابه الثاني بالتفصيل لفلسفة أمونيوس مدققًا في كل جوانب فِكره من منطق، وإلهيات وطبيعيات. ثم يختتم أخيرًا بالباب الثالث الذي يتناول تأثير أمونيوس في فلسفة الفارابي، وكيفية انتقال الفلسفة اليونانية الكلاسيكية إلى بلاد الإسلام، وكيف حافظ المسلمون على هذه الفلسفة وقاموا بإثرائها بأفكار جديدة متعاملين معها بأفق أرحب مما تعامل به أتباع الديانات الأخرى الذين خلعوا عليها عباءة الوثنية بلا تمحيص ولا تدقيق في بُنيتها شديدة الخصوصية.

الكتاب متوفر في منفذ بيع مكتبة الأسكندرية بالمدخل الرئيسي.