صناعة الموضة المستدامة

شارك

تعد صناعة الأزياء العالمية ثاني أكثر الصناعات تلويثًا في العالم، وقد تم تأكيد تأثيراتها في بعض التقارير؛ إذ تبلغ نسبة انبعاثات الكربون من الثوب الواحد 18٪ من إنتاج الألياف، و16٪ من إنتاج الغزل، و39٪ من سلوك المستهلك الذي يشمل الغسيل إلى أن يتم التخلص من الثوب في نهاية الأمر. وهو ما دفع عديد من المصممين وبيوت الأزياء إلى الالتحاق بتيَّار «الموضة المستدامة»، أو «الموضة البيئية»، والتي تهدف إلى صناعة أزياء مستدامة وتسوقها، مع مراعاة الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية.

 

 

أصبحت صناعة الأزياء المستدامة اليوم أبعد من استخدام القطن العضوي فقط. فأطلقت عديد من دور الأزياء خطوطًا كاملة تتبع معايير حماية البيئة من مخلفات صناعة الأزياء الملوثة، في إطار المحافظة على البيئة والمصادر الطبيعية. وقد تم استلهام مفهوم بيوت الأزياء المستدامة من المواد والطبيعة؛ من خلال عدم استخدام الجلود أو أي مواد حيوانية في التصميمات، بالإضافة إلى استخدام أساليب مبتكرة لأزياء مستدامة وصديقة للبيئة.

ابتكر القائمون على هذه الصناعة أقمشة صديقة للبيئة، وبحثوا عن بدائل للمواد الحيوانية. فامتنعت بعض بيوت الأزياء عن استخدام جلود وفراء الحيوانات، واستخدمت أكثر التقنيات والممارسات رأفةً بالبيئة؛ ومنها استخدام نسيج لايوسل المطابق للقطن والمصنوع من أشجار الأوكالبتوس، دون استخدام مواد كيميائية. وكذلك قدمت عديد من بيوت الأزياء المتخصصة في الأزياء المستدامة تصميمات عصرية وتحترم البيئة في الوقت نفسه؛ كالتصميمات المصنوعة من الجلود والفراء والصوف، لكن بمصادر نباتية مستوردة من مطاحن إيطالية، وفرنسية، ويابانية، وبريطانية.

وتواصل معظم شركات الملابس الكبرى اليوم عملها في مجال الاستدامة؛ كما أنها تهتم أيضًا بشكل متزايد بالمستخدم وتشجعه على عمليتي إعادة الاستخدام وإعادة التدوير. فأصبحت شريحة لا بأس بها من النساء تتمتع الآن بوعي عن هذه الصناعة. قد تهتم أيضًا لقراءة مقال «صناعة الموضة: كم هي مستدامة؟».

كذلك تطمح بعض العلامات التجارية الآن إلى تطوير الملابس المستدامة والأنيقة باستخدام بعض المواد المبتكرة والمعاد تدويرها؛ فاستخدمت مختلف المواد المعاد تدويرها مثل النايلون، والكرتون، والمطاط، والفلين. وتبحث بعض بيوت الأزياء والتي تحتل الاستدامة جزءًا كبيرًا من مبادئها، عن الجلود النباتية المصنعة من طبقات بلاستيكية، وتلك المتخصصة في صناعة الأحذية الفاخرة تُصمِّم كل قطعة بشكل فردي على يد حرفيين محليين، وتجمع بين صناعة أيادي الحرفيين من المواد النباتية ذات الجودة العالية والمواد المعاد تدويرها والمعالجة بطرق مستدامة.

وقد يتم تحقيق الاستدامة طويلة الأجل عن طريق تقليل التأثير البيئي الناتج عن التصميم والإنتاج، وما ينتج عنه من تأثير إيجابي لدى العملاء. لذلك، على جميع شركات الأزياء الاشتراك في خطة العمل المستدامة، كما يجب أن تتم هذه الصناعة بموجب ترخيص يتضمن أهدافًا بشأن الكربون والنفايات والمياه، إلى جانب حث العلامات التجارية على الإنتاج بشكل أكثر استدامة للانتقال إلى مستقبل أنظف وأكثر خضرة. اقرأ أيضًا مقال «الأخضر هو الأسود الجديد».

من ثم، تهدف الموضة المستدامة إلى إطلاق تصميمات مبتكرة وفق قيم حرفية وجودة مرتفعة ومراعية لحقوق وراحة جميع الكائنات الحية. وهذا يشمل كيفية إنتاج واستهلاك الملابس والأحذية والإكسسوارات والمنسوجات الأخرى؛ فيجب أن تساهم شركات الأزياء في تشجيع أنماط الاستهلاك الأكثر استدامة. فاستطاعت بيوت الأزياء أن تجعل عملائها يفتخرون بما يرتدون؛ ليس فقط بالناحية الجمالية، بل بالرسالة التي تحملها التصميمات، وهي التأثير الإيجابي على البيئة والمجتمع.

 

المراجع

about.lindex.com

chronogram.com

greenstrategy.se

jamalouki.net

nationalgeographic.com

thesustainableangle.org

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية