الإسكندرية في 24 مايو 2005 — شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم زيارة رسمية لكل من السيدة الفاضلة سوزان مبارك وسيدة الولايات المتحدة الأمريكية الأولى لورا بوش قرينة الرئيس الأمريكي جورج بوش في أول زيارة لها لمكتبة الإسكندرية، تصحبها السيدة ليز تشيني نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية، والسيد جوردن جراي نائب السفير الأمريكي بالقاهرة. وقد قام الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة باستقبال سيدتيّ مصر والولايات المتحدة، واصطحبهما في جولة داخل المكتبة لمشاهدة قاعة الاطلاع الكبرى وأهم الخدمات التي تقدمها المكتبة لروادها من الزائرين والقراء حيث أشادت السيدة بوش بروعة تصميم المكتبة وأشارت إلى أن قاعة الاطلاع بالمكتبة من أكبر قاعات الاطلاع المفتوحة في العالم وعدّت مكتبة الإسكندرية مركزاً عالميًّا للتميز الثقافي بما تحويه من مكتبات فريدة متخصصة، ومتاحف، وقاعات للمعارض، ومراكز للبحث، والمؤتمرات، وساحة للبحث، والحوار، والتفاهم.بعد ذلك شاهدت قرينتا الرئيسين عرضاً للوسائط المتعددة الذي أعدته المكتبة لاستعراض قصة مكتبة الإسكندرية القديمة وتاريخها بالإضافة إلى مشروع إعادة إحياءها، بالإضافة إلى ذلك تضمنت الجولة زيارة لمكتبتي الطفل والنشء قامت فيها الدكتورة سهير وسطاوي رئيس قطاع المكتبات بالتعريف بأهم أنشطتهما بالإضافة إلى مشروع كتابي الالكتروني المطبوع الذي يتمكن الأطفال من خلاله من اختيار أحد الكتب التي توفرها المكتبة على موقعها الإلكتروني ومن ثم يقوم بطباعته، وقصه، ولصقه، كل ذلك من خلال السيارة التي تحتوي على وحدة المكتبة المتنقلة، وقد أشادت السيدة بوش بجهود مكتبة الإسكندرية للنهوض بالمستوى الثقافي والفكري للأطفال والنشء من خلال مكتبتي الطفل والنشء واللتان تهيئان الأطفال لاستخدام أنظمة المكتبة الرئيسية، وتنظمان العديد من الأنشطة، والبرامج التي تشجع على القراءة، والبحث. كما أشادت بمشروع كتابي الالكتروني الذي يربط الطفل بالمعلومة الرقمية، والمعلومة المطبوعة الأمر الذي يتيح للأطفال الأقل حظًّا من المجتمع فرصة اكتشاف عجائب التكنولوجيا الحديثة والاستفادة منها.قامت بعد ذلك الدكتورة نهى عدلي مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات بالمكتبة بمصاحبة السيدة سوزان مبارك والسيدة بوش في جولة لتعريفهم بأحدث انجازات الإدارة والتي من بينها أحد المشروعات الخاصة بالأطفال وهو مشروع "طاقة في الجدار" والذي يُعد مبادرة اجتماعية تنموية تطرح الافتراض القائل بأنه "إذا توافر لمجموعة من الأطفال الصلات والتواصل المناسب، سيتمكنون من تعلم كيفية استخدام الحاسب الآلي وشبكة الإنترنت بدون أي تدخل أو إرشاد، أو بحد أدنى منه". وشرحت الدكتورة نهى عدلي فكرة هذا المشروع المبتكر الذي بدأ في الهند، وهو عبارة عن وضع كشك يحتوي على جهاز حاسب آلي تم توصليه بشبكة الإنترنت في المناطق التي لا يعرف أطفالها كيفية التعامل مع الحاسب الآلي، والإنترنت، حيث يقود الأطفال فضولهم لأن يُعلموا أنفسهم كيفية تشغيل هذا الجهاز، وكيفية تصفح شبكات الإنترنت بدون أي إرشادات، أو تعليمات مُسبقة من أي شخص. انتقلت الجولة بعد ذلك إلى متحف المخطوطات والكتب النادرة بمصاحبة الدكتور يوسف زيدان رئيس إدارة المخطوطات الذي قدم شرحاً وافياً عن أهم مقتنيات المكتبة من المخطوطات والكتب النادرة والذي يضم وحدة لترميم الكتب، ووحدة للميكروفيلم، ووحدة لحجرات قراءة المخطوطات، ويحتوي على حوالي 6700 مخطوطة نادرة، تضم حوالي 10500 عنوان يسجل تاريخ العرب ثقافياً وفكرياً وعلمياً، بالإضافة إلى مشروعات المركز المتعددة من الإصدارات الإلكترونية والمطبوعة، مكتبة المخطوطات الرقمية.كما قامت قرينتا الرئيسين المصري والأمريكي بزيارة متحف محمد عوض "تاريخ الإسكندرية" والذي يحتوي على خرائط نادرة، ونقوش، وصور لمدينة الإسكندرية بداية من القرن الخامس عشر حتى القرن التاسع عشر الميلادي، وصور لمدينة الإسكندرية الكوزموبوليتانية حتى منتصف القرن العشرين، بعد ذلك انتقلت الجولة إلى متحف الآثار التابع للمكتبة والذي يحوي مجموعة منتقاة من الآثار التي تعكس تعدد الثقافات، والحضارات لتاريخ مصر الغني من تراث فرعوني، ويوناني روماني، وقبطي، وإسلامي، مع التركيز على مدينة الإسكندرية في الفترة الهلينية، وقد ألقت السيدة منى سري مديرة المتحف الضوء على البرامج والأنشطة التعليمية وورش العمل التي ينظمها المتحف لدعم رسالته، ولمساعدة الأجيال الجديدة في التعرف على تراث مصر الغني، واكتشاف أسراره. وأخيراً اختتمت الزيارة بمشاهدة عرض البانوراما الثقافية التي أعدها مركز التوثيق التراث الطبيعي والحضاري التابع للمكتبة. كما قام الدكتور إسماعيل سراج الدين في نهاية الزيارة بعرض وثيقة الإسكندرية على السيدة لورا بوش موضحاً دور مئات المثقفين المصريين والعرب الذين شاركوا في صياغة هذه الوثيقة ليضعوا أجندة إصلاح لمجابهة تحديات المنطقة في المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.