فى مدينة "إدكو" كلما حضر البحر فرشوا له الأرض رمل

ahmed.alromi

 

كتب | أحمد الرومى

إذا كنت من المؤمنين بأن فرش الأرض "رمل" يعد تعبيرا عن الأحتفاء بقدوم الزائرين الاعزاء، فأعلم أن الامر تغير بمرور الزمن، خصوصا مع بدء حصاد الإنسان أثار التغيرات المناخية، فهناك مَن يفرشون الأرض بالرمال عنوه، لاستقبال ضيف غير مرحب به بالمرة، يهلك القوت والحجر، وقد تندهش إذا عرفت أن هذا الضيف هو البحر.

ففى مدينة إدكو الساحلية، الواقعة فى محافظة البحيرة (المطلة على البحر الأبيض المتوسط، شرقي الإسكندرية) يحصد الأهالى آثار تغير المناخ الذي بات ملموسا مع ازدياد حدة نوّات البحر، التى تهدد حرم الشواطئ.

فبعد أن كان هناك حاجز طبيعي يصدّ الموج المرتفع، أصبحت الشواطئ فريسة للبحر الذى يقترب شيئا فشيء، بعد قيام المقاولين بتجريف الكثبان الرملية للمدينة.

أما التربة الزراعية فتعاني من زيادة ملوحتها بشكل يؤثر على قوتها الانتاجية، فتلك المدينة المشهورة بزراعة فاكهة الجوافة والعنب، تتعرض اشجارها للتلف، بسبب ارتفاع ملوحة التربة، ما يجعل الفلاحون يضطرون إلى فرش الأرض بالرمال، بارتفاع قد يصل إلى متر، لتعلية التربة، لتصبح فوق مستوى سطح البحر، وإبعادها عن منسوب المياه الجوفية المالحة، لقرب المنطقة من البحر المتوسط.

وتعد الكثبان الرملية الموجودة على الشواطئ الممتدة بإدكو هى حماية طبيعية للمناطق الساحلية من طغيان البحر، إلا أن التدخلات البشرية مثل عمليات تجريف الكثبان الرملية، التى تتم حاليا، قد تؤدى فى المدى القصير إلى تدمير الطريق الدولى الساحلى، بل يمكن أن يحدث غرق  للدلتا من بطن الأرض (عن طريق زيادة منسوب المياه الجوفية) وليس ظاهريا بطغيان البحر على السطح.

 

Bibliotheca Alexandrina