كنز مصر المنسى

Mohamed.Magdy

محمد مجدي، وسحر المكاوى «جريدة الوطن»

مناظر طبيعية خلابة تسحر القلوب، وتجذب العقل ليرى جمال خلق الله فيها؛ فهنا كائنات أوشكت على الانقراض ذات مظهر خلاب يُحافظ عليه داخل المحمية، وهنا المناخ الجميل وسط جمال السماء، لتكون باقتدار مقصداً سياحياً مهملاً يمثل كنز مهدراً لابد من الاستفادة منه.

الإحصائيات الرسمية للدولة  تكشف عن استقبال 9 محميات فقط من أصل 30 محمية لزوار لها خلال عام 2013، وهى أحدث إحصائية متوفرة بهذا الصدد، ما يمثل إهداراً لموارد يجدر بالدولة المصرية استغلالها لما سيكون لها من مردود اقتصادى جيد على الدولة.

استقبلت المحميات التسع في 6 محافظات هى جنوب سيناء، والقاهرة، والفيوم، ومطروح، والوداى الجديد، والبحر الأحمر، والفيوم نحو 201 ألف شخص خلال العام ذاته، طبقاً لإحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، وهو الجهاز المنوط به إصدار البيانات الرسمية، بإجمالى إيرادات نحو 13 مليون و821 ألف جنيهاً فقط.

وعلى الرغم من الطبيعة الخلابة التى تزخر بها المحميات الطبيعية، إلا أن نحو 21 محمية طبيعية لا تستقبل زوراً لها بما يمثل إهداراً مهماً للموارد التى قد تستفيد منها الدولة، خاصةً وأنها ستمثل عنصر جذب كبير للسائحين على مستويى السياحة الداخلية، والخارجية.

وبالإطلاع على الأرقام الرسمية عن زوار المحميات، تفاجئ أن عدد زوارها من المصريين تسجل 29 ألف مصرياً فقط، فيما يزورها 172 ألف أجنبى، ما يطرح تساؤلات عدة حول عدم الاستفادة منها في زيادة حجم السياحة سواء الداخلية أو الخارجية.

وحين تنظر للمحميات الطبيعية في مصر؛ فتجد لكلاً منها طبيعة خاصة تميزه، وتجذب الأنظار إليها؛ فهذه محمية رأس محمد وجزيرتا تيران وصنافير بمحافظة جنوب سيناء، والتى يتواجد بها الشعاب المرجانية الرائعة، والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة، كما تشكل الانهيارات الأرضية " الزلازل " تكوين الكهوف المائية أسفل الجزيرة كما أن المحمية موطن للعديد من الطيور والحيوانات، فيما يتعايش على جزيرة تيران شعاب مرجانية عائمة وتتكون من صخور القاعدة الجرانيتية القديمة.

أما محمية الزرانيق، وسبخة البردويل بمحافظة شمال سيناء؛ فتعتبر أحد المفاتيح الرئيسية لهجرة الطيور فى العالم حيث تمثل المحطة الأولى لراحة الطيور والحصول على الغذاء بعد عناء رحلة الهجرة من أوروبا وأسيا خلال الخريف متجهة إلى أفريقيا كما تقيم بعض الطيور فى المنطقة بصفة دائمة وتتكاثر فيها . وتم تسجيل أكثر من 270 نوعاً من الطيور فى المحمية تمثل 14 فصيلة.

وهناك منطقة الأحراش الساحلية برفح بمحافظة شمال سيناء، والتى تتميز بمناطق الكثبان الرملية التى يصل ارتفاعها إلى حوالى 60 متر عن سطح البحر وتغطيها كثافة عاليه من أشجار الأكاسيا وبعض أشجار الأثل والكافور والشجيرات والأعشاب والنباتات الرعوية والعلفية الأخرى مما يجعلها مورداً للمراعى والأخشاب ومأوى للحيوانات والطيور البرية، كما تعمل على تثبيت الكثبان الرملية والغرود الواقعة داخل نطاق الحماية لتحافظ على أحد أشكال البيئات الهامة لساحل البحر المتوسط.

وهذه هى محميات علبة الطبيعية بمحافظة البحر الأحمر، والتى تقع فى الجزء الجنوبى الشرقى من الصحراء الشرقية وتقع جبالها على الحدود المشتركة بين مصر والسودان على البحر الأحمر وتشمل على غابات الشورى والقنديل "مانجروف" فى النطاقات الساحلية، ومناطق محدودة من الكثبان الرملية الساحلية ينمو عليها كساء نباتى من الحشائش، ونطاقات الأرض الملحية الساحلية " السبخات الساحلية "، والسهل الساحلى الصحراوى، والجبال الساحلية والتلال المحيطة بها والتى توجد فيها واحات الضباب، كما توجد فى هذه البيئات غالبية ألانواع من الحيوانات والطيور والزواحف والنبتات الطبية والبرية المصرية المهدادة بالانقراض.

وهذه محمية العُميد الطبيعية بمحافظة مطروح، والتى يتواجد بها نحو 170 نوعا من النباتات البرية تنمو فى البيئات المختلفة بها سواء الكثبان الرملية أو الهضاب الداخلية وقد أظهرت الدراسات أن هذه النباتات البرية لها فوائد اقتصادية وطبية حيث يوجد حوالى 70 نوع يمكن استخدامها فى الأغراض الطبية والعلاجية منها العنصل والشيح ولسان الحمل والمتنان والحميض، كما يوجد 60 نوعاً يمكن استخدامها فى أغراض مختلفة منها مصادر للوقود مثل العجرم والعوسج، ومصدر للزيوت والصابون مثل حنة الغول، وغذاء للإنسان مثل البصل، وتجميل الحدائق مثل ضرس الشايب، وتصنيع الأحبال والأسقف مثل البوص، والرعى مثل الطفوة والدباح. كما يوجد حوالى 40 نوعاً من النباتات لها أهمية لدورها البيئى منها حجز الرمال وبناء طبقات جديدة ويوجد بالمحمية العديد من الحيوانات البرية مثل ( الغزلان، الثعالب، الارانب، الجربوع، أبوشوك، قاضى الجبل ،الحرباء، العقارب) كما يوجد 14 نوعا من الطيور الجارحة.

فيما، يميز محمية جزيرتا سالوجا وغزال والجزر الصغيرة بينهما (الشلال الأول) بمحافظه أسوان، سيادة أنواع شجيرية مثل السنط والطرفة واللويث والهجليج ويضم الكساء الخضرى فى المنطقة حوالى 94 نوعا مختلفا من النباتات من بينها بعض النباتات التى تنفرد بها هذه الجزر خاصة على طول وادى النيل. وقد أتاحت الظروف الطبيعية المتميزة لهذه الجزر فرصا لحياة الطيور المقيمة والمهاجرة، فقد تم حصر أكثر من 60 نوعا من الطيور من بينها الطيور النادرة والمهددة بالانقراض على المستوى الدولى منها أنواع تعيش وتتكاثر فى هذه الجزر من أيام قدماء المصريين وهى مسجلة فى نقوشهم وآثارهم ومنها الواق والهدهد والأوز المصرى.

وهذه النماذج ليست سوى مجرد بداية يمكن أن تبنى عليها الدولة في 30 محمية تذخر بخيرات يمكن أن تمثل مصدراً مهماً للدخل القومى المصرى خلال السنوات المقبلة.

 

Bibliotheca Alexandrina