مفاجأة.. قمر صناعى حذر الحكومة من غرق السواحل الشمالية في النوات قبل 7 سنوات
Mohamed.Magdy
محمد مجدي وسحر المكاوى "جريدة الوطن"
أقل معدل لتراجع ساحل الدلتا على البحر الأبيض المتوسط مقابل ارتفاع البحر ذاته في أقل مناطقها 10 مترات في السنة خلال 21 عاماً"، تلك الجملة ليست مزحة تداولها رواد مواقع التواصل الإجتماعى، ولكن كشفتها دراسة لإدارة الخرائط الرقمية والاستشعار عن بعد بوزارة الموارد المائية والرى بعنوان: "دراسة التغيرات في ساحل البحر الأبيض المتوسط بين فرعى دمياط ورشيد باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد"، والتى حذرت منذ 7 سنوات كاملة من مخاطر تأكل شواطئ ساحل الدلتا ما قد يؤدى لتعرض المناطق الساحلية لخطر الغرق بسبب النوات، والعواصف البحرية، علاوة على أن تراجع خط الشاطئ إلى داخل الأرض له تأثيره الضار على الأراضى الزراعية التى تم أو جارى استصلاحها نتيجة لتقدم مياه البحر المالحة إلى داخلها مما يؤدى إلى ارتفاع درجة الملوحة بها".
دراسة وزارة الرى تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك وجود نحر وتأكل في المنطقة الشاطئية لدلتا نهر النيل لتعرضها للعديد من العوامل الطبيعية، ومن بينها التغيرات المناخية، والتيارات، والأمواج البحرية، وارتفاع منسوب سطح البحر.
وأوضحت الدراسة أن السواحل الشمالية المواجهة لمنطقة الدلتا على البحر المتوسط بطول 350 كيلو متر من بورسعيد شرقاً حتى الإسكندرية غرباً، وتتكون الشواطئ في تلك المنطقة من المواد الرسوبية التى كان يحملها نهر النيل خلال موسم الفيضان، وهى أكثر المناطق تضرراً نتيجة حجز المواد الرسوبية خلف السد العالى.
وواصلت الدراسة: "وتعتبر هذه المشكلة من المشاكل المهمة التى تواجه مظاهر التنمية، والاقتصاد القومى للبلاد، حيث أنها تسبب انهيار المنشآت العمرانية، والاقتصادية الكبرى، وتدمير البنية الأساسية للبلدان الواقعة على الساحل".
ودرست الوزارة ظاهرة النحر والترسيب، عبر دراستها، في السواحل الشمالية المحصورة بين فرعى دمياط ورشيد، وذلك بمراقبة التغيرات التى حدثت على مدى عدد من السنوات، حيث تم رصد التغيرات التى حدثت بين عامى 1972 و1984، والتى حدثت أيضاً خلال عامى 1984، و2005.
وانتهت الدراسة باستخدام القمر الصناعى LANDSAT إلى أن بعض أجزاء من السواحل الشمالية المواجهة لمنطقة الدلتا تعرضت للنحر، وخاصةً عند مصب فرع رشيد، حيث تراجع الشاطئ إلى ما يُقرب من 1.6 كيلو متر خلال تلك الفترة؛ بمعدل 135 متراً تقريباً في السنة، وكذلك تعرض المنطقة المتاخمة لمصب فرع دمياط إلى النحر، حيث تراجع الشاطئ إلى ما يقرب من 500 متر خلال تلك الفترة بمعدل 40 متراً في السنة، وكذلك تعرض أجزاء متفرقة من السواحل الشمالية إلى النحر، لكن بصورة أقل خطورة، حسب نص الدراسة، حيث لم يزد معدل النحر في هذه الأجزاء عن 23 متراً في السنة.
وباستخدام القمر الصناعى ذاته، تبين للوزارة أن النحر ما بين عامى 1984، و2005 ما زال مستمراً في نفس المناطق تقريباً، ولكن بمعدل أقل مما كان عليه في الفترة السابقة التى درستها الوزارة، حيث تراجع الشاطئ عند مصب فرع رشيد إلى ما يقرب من 1.5 كيلو متراً؛ بمعدل 70 متراً في السنة تقريباً، فيما وجدت الوزارة أن المنطقة المتاخمة لمصب فرع دمياط تراجع شاطئها إلى ما يقرب من 850 متراً؛ بمعدل 40 متراً في السنة، وتراجع المنطقة الشرقية لميناء دمياط للخلف بنحو 300 متر.
وواصلت: "وكذلك تعرضت أجزاء متفرقة من السواحل الشمالية إلى النحر، ولكن بصورة أقل خطورة، حيث لم يزد معدل النحر في هذه الأجزاء عن 10 متراً في السنة.
دراسة الوزارة باستخدام الأقمار الصناعية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن ظاهرة تراجع الدلتا للخلف ما تزال مستمرة سنوياً بمعدل كبير، ما دفع الجهات التنفيذية بالدولة ممثلة بوزارتى التنمية المحلية، والرى، ومحافظة الإسكندرية، بمعاونة عدد من الأجهزة المسئولة بإقامة مصدات للأمواج في عدد من المناطق لتكسيرها بما يحمى الشواطئ، مع العمل على تثبيت الكثبان الرملية الموجودة بطول الشاطئ، حيث أنها تعتبر مناطق الدفاع الأمامية التى تحمى ما خلفها من خطر التعرية البحرية، وتراجع الساحل.
ومع ازدياد تأثير التغير المناخى في السنوات الماضية، تزايدت المخاطر التى تحيط بـ"الدلتا" حتى توقع البعض أن تكون غارقة بالكامل بحلول عام 2050، ما يطرح تساؤلات عدة حول هل يمكن حل الأزمة صناعياً لتبقى مدن الدلتا قائمة، أم سيتواصل الأمر ما يدفعنا للبحث عن مناطق بديلة للسكان الذين يعيشون بتلك المناطق.