السياحة البيئة صناعة استثمارية غائبة في مصر

shaaban.belal

سكان العالم يوصفون مصر بأنها واحة ساحرة حباها الله بجمال الطبيعة والمناخ المعتدل

بحيرات قارون والتمساح وادكو والبردويل البرلس وناصر ومريوط والمنزلة والمرة تحتاج إلى التسويق

200 نباتات الفرو والبرية وعشرات المحميات الطبيعية كنوز مخفية في الصحاري المصرية  

شعبان بلال

وصفها العديد من سكان العالم، والدول العربية والأجنبية، ممكن شاء لهم القدر بدخولها بأنها واحة ساحرة حباها الله بجمال الطبيعة والمناخ المعتدل طوال العام، جمعت العديد من العوامل جعلتها مقصدا فريدا للزيارة والسياحة، فهي تقع على خط السير السياحي، وفيها تتلاقى البيئات الثلاث الصحراوية والزراعية والساحلية إضافة إلى التراث الطبيعي والجيولوجي والتاريخي العريق من العصر المصري القديم حتى الاسلامي الذي يتخلل في أراضيها.

أنشطة سياحية بيئية متعددة، تشمل مراقبة الطيور والتعرف على الصناعات اليدوية المميزة والسفاري وركوب الجمال، وزيارة الأماكن الطبيعية والخلابة، تملئ حواري مصر من جنوبها لشمالها، تجذب كل شعوب العالم وأنظاره إليها.

تعد السياحة بصورة نوعاً هاماً من أنواع الأنشطة التجارية والاستثمارية عالية الربحية، فقد أصبحت صناعة رئيسية على النطاق العالمي، ومن المتوقع أن تنمو نمواً متواصلاً، حيث زاد عدد السياح على المستوي الدولي ثلاثة أمثاله في العقدين الماضيين، وتعد السياحة والسفر أكبر مصدرين للعمالة في العالم.

وتتركز مناطق السياحة البيئية في مصر في ثلاث صحاري بشكل أساسي، هي الصحراء الشرقية التي تمتاز بمزيج رائع من التنوع البيولوجي والمنطقة المحمية في الصحراء الغربية وصحراء سيناء.

وتعد الواحات واحدة من أهم مناطق الجذب في تلك المناطق وأكثر الواحات شهرة واحة الفيوم وسيوة والبحرية التي هي منخفض واقع على بعد 360 كم من القاهرة وقريبة من الصحاري السوداء والبيضاء، ويستطيع السياح في واحة الداخلة  رؤية الرسومات على حجر العصر الحجري الحديث، وهناك أيضًا واحتي الفرافرة والخارجة.

وتضم مصر حاليًا 28 منطقة محمية، وطبقا لمستشار وزير السياحة محمود القلسوني فإن العدد سيزيد ليصل إلى 44 نهاية عام 2017 ليشمل 24% من مساحة مصر.

وأشار القلسوني بقوله:" بفضل السياحة البيئية نستطيع استخدام ما يقرب من 94% من مساحة مصر في حين كنا نستخدم 15% فقط من قبل،  ومنذ عام 2002 عندما دعمت الأمم المتحدة السياحة البيئية دوليًا بذلت مصر جهودًا كبيرة لاستغلال صحاريها الثلاث المليئة بالتنوع البيولوجي والتاريخ.

هناك عدة عوامل تم تحديدها من قبل خبراء في مركز البحوث الزراعية، تؤثر بالسلب على هذا النوع بالسياحة، وأولها التلوث في البيئة والتي تكون من صنع الانسان، والزيادة المقررة في اعداد السياح حيث تمثل عبئا على مرافق الدول من وسائل النقل، الفنادق، كل الخدمات من كهرباء ومياه، وانتشار القمامة والفضلات فوق القمم الجبلية حيث تمثل الجبال مناطق جذب سياحي من الدرجة الاولى فتمارس عليها الرياضة السياحية من تسلق ومشي، وتلوث التربة بالاهتزازات والزلازل وتلوث الهواء والماء، والعواصف والرياح، والزحف العمراني، وتغيرات في درجات الحرارة .  

بينما كشفت دراسة حديثة، للباحث الدكتور حاتم مصطفى أبو عالية، باحث التنمية الريفية بمركز البحوث الزراعية، في كفر الشيخ، التابع لوزارة الزراعة، أن هناك عشرات الفرص، التي يمكن استغلالها، لتنمية السياحة الريفية في محافظات مصر المختلفة، على غرار الدول الأوروبية والغربية المتقدمة.

وأكدت الدراسة في طيات صفحاتها، أن السياحة الريفية صناعة استثمارية في غاية الأهمية، تعود بمئات الملايين للدخل القومي المصري، يتطلب رؤية مصرية هادفة وطامحة، مؤكدة أن  السياحة الريفية في أمريكا وأوروبا، قد ظهرت منذ أكثر من مائة عام، كما اتخذت الحكومات في نيوزيلاندا وإيرلندا واليمن وفرنسا وإنجلترا وألمانيا والصين.

وأشارت الدراسة إلى أن السياحة الريفية وسيلة هام لاستقرار القرى وعدم هجرة القرويين إلى المدن، وفى اسكتلندا تشكل السياحية الريفية 20% من النشاط الاقتصادي.

ووفقا للدراسة فإن مصطلح السياحة الريفية في مصر مازال غائبا عن أذهان الجميع، والتي من الممكن وجودها بسهولة في المجتمعات الجديدة التي تم استصلاح أراضيها حديثا، فيمكن تخصيص قرى فيها للسياحة الريفية على طراز قرى الحدائق، التي أنشأها العالم البريطاني في هاورد عام 1898، ويتم التخطيط لكافة الخدمات الصحية والترفيهية والثقافية، وذلك في مزارع طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، ومشروعات ترعة السلام ومشرعات تنمية جنوب الوادي.

كما يوجد بمصر بحيرات كقارون بالفيوم والتمساح بالإسماعيلية وادكو بالبحيرة والبردويل بشمال سيناء البرلس بكفر الشيخ وناصر بأسوان ومريوط بالإسكندرية والمنزلة بالدقهلية والمرة بالإسماعيلية، وأيضا توجد كنوز مخفية في الصحاري المصرية، مثل نباتات الفرو والبرية، والتي تزيد على 200 نوع، وتنتشر عبر الصحاري، والواحات والحقول المصرية موفرة مصادر متجددة من الغذاء والدواء لكل من الإنسان والحيوان، ولكنها حتى الآن لم تستغل الاستغلال الأمثل، بل إن كثيراً منها مهددا بالانقراض. 

Bibliotheca Alexandrina