في جيرة الشمس: اكتشاف جرم نجمي شديد البرودة
1 يونيو 2014

 

رسم توضيحي يُبَيِّن قزمًا بُنيًّا باردًا، والقزم البني هو جُرم نجمي (يشبه النجوم) صغير، وحجمه متوسط بين أصغر النجوم وأكبر الكواكب.
صورة من: Penn State University/NASA/JPL-Caltech/J Williams.

الأقزام البنية هي أجرام صغيرة، باردة نسبيًّا، تشبه النجوم، وهي متوسطة في حجمها وكتلتها بين أصغر النجوم وأكبر الكواكب المعروفة. ومن الطريف أن الأقزام البنية توصف بأنها نجوم فاشلة، أو نجوم هزيلة؛ حيث أن كتلتها المنخفضة لا تكفي لبدء التفاعلات النووية، التي تحول الهيدروجين إلى هيليوم، وتنتج الطاقة الهائلة، التي تشعها النجوم. كما أن الأقزام البنية
ليست بنية اللون حقًا، ولكن لونها يميل عادةً إلى الاحمرار.

وقد تمكنت مركبتان فضائيتان متطورتان تابعتان لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا من اكتشاف جرم قريب من الشمس، يبدو أنه أبرد قزم بني معروف إلى الآن، حيث تماثل درجة حرارته درجة حرارة القطب الشمالي في الأرض. وهاتان المركبتان الفضائيتان هما المركبة وايز والمركبة سبيتزر، وهما مرصدان فلكيان، يستكشفان الكون في الأشعة تحت الحمراء. والقزم البني المكتشف حديثًا يُعْرف اصطلاحًا باسم WISE J085510.83-071442.5، وبواسطة صور وايز وسبيتزر وجد الفلكيون أن بُعْده عن الشمس يبلغ حوالي 7.2 سنةً ضوئيةً، أي أن هذا الجرم المدهش هو رابع أقرب الأنظمة الكونية إلى المجموعة الشمسية، وعلى سبيل المقارنة، يقع أقرب نجم إلى الشمس على بُعْد حوالي 4 سنة ضوئية، وهو ينتمي
إلى نظام يتكون من ثلاثة نجوم، تدور حول بعضها البعض.

وتُقدر درجة حرارة القزم البني WISE J085510.83-071442.5 بين 48 درجة و13 درجة تحت الصفر المئوي، وبسبب قربه من الشمس؛ تبدو حركته عبر السماء سريعةً، بالنسبة للنجوم التي تقع في خلفيته، على أبعاد أكبر من المجموعة الشمسية. وهناك أقزام بنية باردة أخرى، اكتُشفت في أرصاد وايز وسبيتزر، ولكنها أكثر دفئًا؛ حيث تماثل درجة حرارتها درجة حرارة الغرفة.

والأجرام الباردة، مثل الأقزام البنية، تكون خافتةً إلى درجة يصعب أو يستحيل معها رصدها في الضوء المنظور، ولكنها تبدو واضحةً عند تصويرها في الأشعة تحت الحمراء، بواسطة أجهزة خاصة، مثل أجهزة وايز وسبيتزر.

وبينما تكون كتلة الأقزام البنية عادةً حوالي 70 مرةً قدر كتلة كوكب المشتري، أكبر كواكب المجموعة الشمسية، تتراوح كتلة القزم البني WISE J085510.83-071442.5 بين 3 و 10 مرات قدر كتلة المشتري، وهو ما قد يدعو إلى الاعتقاد بأنه ليس قزمًا بنيًّا، ولكن كوكب غازي عملاق مثل المشتري. وفي هذه الحالة، فإنه سيكون كوكبًا شارداً في الفضاء، انفصل عن نظام من نجم حوله كواكب، مثل المجموعة الشمسية، إلا أن العلماء يرجحون أنه قزم بني، لأن هذه النجوم الفاشلة منتشرة في مجرة درب التبانة، المجرة التي تنتمي إليها الشمس، وبذلك سيكون جارنا الكوني البارد هو أيضًا من أقل الأقزام البنية كتلةً.

المراجع
NASA
www.nasa.gov/ 
WISE Website
http://www.nasa.gov/wise
 
أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك
 
أجندة المركز
أخبار المركز

برنامج معرض مكتبة الإسكندرية للعلوم والهندسة 2023

اقرأ المزيد >>