أسرار العناية بالبشرة (الجزء الأول: في العصر القديم)

شارك

بينما لا يعتني كثيرون ببشرتهم، هناك على الأقل عبوة كريم مرطب في كل بيت؛ فتزداد الحاجة إلى تلك الكريمات أثناء فصل الشتاء عندما تميل بشرتنا إلى الجفاف، خاصة بعد غسل اليدين. وتلك الرغبة الحديثة في الحصول على كريم ذي رائحة طيبة لنشعر بالترطيب والنضارة ليست أمرًا جديدًا؛ فالعناية بالبشرة أمر متعارف عليه منذ آلاف السنين.

كانت الزيوت عنصرًا أساسيًّا في وجبات المصريين القدماء، التي اشتملت على عناصر، مثل السمسم والزيتون وزيت الخروع؛ حيث تساعد تلك الزيوت على إبقاء توازن البشرة وشبابها وترطيبها. وكذلك كان كثيرون منهم يضعون أقنعة للوجه مثل العسل والحليب، واستخدموا المقشر المصنوع من الصبار والزيوت، وفي بعض الأحيان تكون ممزوجة بالرمال لإزالة الجلد الميت.

على امتداد البحر المتوسط، اتبع اليونانيون القدماء بعض هذه الممارسات أيضًا؛ فاستخدموا العسل والحليب والزبادي لما لها من خصائص تساعد على إخفاء علامات التقدم في العمر، والعسل تحديدًا له خصائص مضادة للبكتريا تحمي البشرة وتغذيها بعمق. لاحظ اليونانيون أيضًا الخصائص العظيمة للفاكهة وخاصة التوت؛ فكانوا يطحنونها لتصبح معجونًا يسهل وضعه على الوجه. ولفاكهة التوت فوائد لا حصر لها؛ فهي غنية بفيتاميني (أ) و(ج)، وبها مضادات الأكسدة، وكذلك طبيعتها الحمضية تجعلها بمنزلة مقشر هائل. فتحافظ الفيتامينات على مستوى صحي من الكولاجين في البشرة، بدوره يمنح البشرة مظهرها الممتلئ والشاب.

وفي الصين، في أثناء عهد سلالة تشين الحاكمة، توجد دلائل على نظام اتبعته إحدى الإمبراطورات للعناية بالبشرة؛ أثارت المكونات المستخدمة في ذلك النظام الاهتمام! فقد ارتبطت عنايتها ببشرتها بتناول الطعام؛ حيث اعتقدت أن تناول بذور السمسم والفاصوليا السوداء ونبات اليام المتسلق له فوائد كبيرة. كذلك استخدمت العشب البحري وقنديل البحر لما لهما من خصائص منظفة. ومن المثير للاهتمام، أن العشب البحري ما زال يستخدم في مجال العناية بالبشرة في بعض المناطق بآسيا حتى اليوم. فالعشب البحري غني بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تساعد على حماية البشرة وتجديدها، كما له خصائص مضادة للالتهابات التي يمكن أن تساعد على تهدئة حب الشباب والعد الوردي والتهاب الجلد. وكانت الإمبراطورة أيضًا تدلك وجهها بيديها وببعض الأدوات التي تساعد على شد عضلات الوجه. يعتقد أن تلك الممارسات تساعد على شد عضلات الوجه، وكذلك تنشيط الدورة الدموية بصورة أفضل؛ ومن ثم، الحفاظ على مرونة الوجه.

وبينما اعتمد أسلافنا على مكونات طبيعية لم تُعالج بشكل كبير، صارت الأمور مختلفة اليوم. فإلى جانب المسار الطبيعي الذي اختاره أجدادنا، صار لدينا أيضًا خيار شراء منتجات جاهزة للعناية بالبشرة صنعت خصيصًا كي تستهدف مشاكل محددة في البشرة.

المراجع

stylecaster.com
vogue.co.uk
makeup.com
skinstore.com
dermstore.com
telegraph.co.uk
carolynsfacialfitness.com


*هذا المقال منشور في مجلة كوكب العلم المطبوعة، عدد شتاء 2018.

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية