التنوع اللغوي - الجزء الأول

2010 12 03

ضيوف الحلقة:
الدكتورة سحر حمودة  |  الدكتور أشرف فراج



 

استهل الدكتور سراج الدين النقاش بالإشارة إلى تعدد وتنوع اللغات في العالم، وتساءل عن سبب هذا التنوع وسر بقاء وفناء بعض اللغات، وأفاد الدكتور أشرف فراج أن اللغات لا تموت ولكنها تظهر في لغات أخرى، وأوضح أن اللغات الإفريقية تنقسم إلى مجموعات كبرى وصغرى، وهذا التقسيم تبعًا لكونها لغة منطوقة ومكتوبة ومكتملة العناصر المتمثلة في: اكتمال الفونولوجي أي وجود جميع الأصوات بها، اكتمال الصرف أي احتمالها لجميع التصريفات، والتركيب أي بنية دلالاتها، وغياب هذه العناصر يجعل اللغة ضعيفة لا تحتمل البقاء أمام اللغات الأخرى المكتملة، وهو ما حدث بين اللغات الإفريقية التي أزاحت اللغات الكبرى فيها كالهوسا والسواحيلي بعض اللغات الصغرى، ثم تعرضت هذه اللغات لحرب أخرى من اللغات الأوروبية الغازية.

وتساءل الدكتور سراج الدين عن وجود موانع لكتابة اللغات الإفريقية المنطوقة كالبانتو، وأفاد الدكتور فراج أن المشكلة ليست في وجود الكتابة من عدمها، وإنما في كون اللغات لا تسمح تركيبتها باستيعاب الدلالات المستحدثة. ومن هنا، أشار الدكتور سراج الدين لأهمية قيام أبناء اللغات بتطوير تركيبتها لمساعدتها على البقاء واستيعاب الجديد.

ثم أوضح الدكتور سراج الدين أن اللغات الأوروبية المعروفة لم تكن موجودة بصورتها الحالية منذ 5 قرون، فكانت اللاتينية هي السائدة، ومنها خرجت اللغات الحالية، والإنجليزية القديمة التي كتب بها تشوسر تبدو حاليًّا لغة أخرى، وتساءل عن سر انتشار هذه اللغات في العالم. وأجاب الدكتور فراج أن اللغة إذا كانت مكتملة العناصر فإن النفوذ السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي يدفعها إلى الانتشار، وهو ما حدث مع اللغات الأوروبية التي انتشرت بقوة الاستعمار العسكري والاستيطاني وغزت بقية العالم.

ثم أشارت الدكتورة سحر حمودة إلى أن التشكيلات الاجتماعية في أوروبا من حيث وجود عامة ونبلاء حاكمين أثرت على لغاتها، وهو ما فصله الدكتور سراج الدين ضاربًا مثلاً باللغة الإنجليزية التي احتفظت بكلمات يستخدمها العامة، وأخرى يتعامل بها النبلاء. ثم تساءل عن سر فناء اللغة اللاتينية رغم غناها وإرثها العريض، ورأت الدكتورة سحر أن السبب يرجع إلى مدى استعمال الشعوب لهذه اللغة، فمع عصر النهضة بدأت الكتابة في الاتجاه للغات الدارجة المحلية فانفصل الاستعمال الشعبي عن اللاتينية التي هي لغة العلم.

ووافق الدكتور فراج على ذلك، وأضاف أن انتشار اللغات في العالم كان من خلال انبثاق لغات عن لغة أولى. ولكن الدكتور سراج الدين اختلف مع هذا الرأي ورجح أن العالم قد شهد وجود آلاف اللغات مع انتشار البشر في أرجائه وهي ليست بالضرورة منبثقة عن لغة واحدة.

كما أشار الدكتور فراج إلى أن اللغة العربية رغم كثرة لهجاتها، لم تتحول أي من لهجاتها إلى لغة مستقلة كما حدث مع اللاتينية، لكن الدكتورة سحر رأت أن اللهجات العربية تكاد أن تكون لغات لاختلافها البين عن بعضها البعض. وأشار الدكتور سراج الدين إلى خصوصية العربية وكونها لغة القرآن الكريم الذي حفظها من خلال التراث العربي. وفصل الدكتور فراج العلاقة بين العربية ولهجاتها قائلاً إن اللغة الفصيحة تبقى كاملة البنيان واللهجة جزء منها، طالما أن الاختلاف يظهر في النطق والصرف والكتابة ولا يتعدى الدلالة، وأضاف أن القرآن الكريم منع اللهجات من أن تتحول إلى لغات مستقلة بذاتها، وهذا ما افتقدته اللغة اللاتينية لافتقارها إلى تراث ديني.

لكن الدكتور سراج الدين أفاد أن اللاتينية كانت لغة الكنيسة الكاثوليكية وكتبت بها الأناجيل إلى أن تمت ترجمتها إلى اللغات الأخرى، وبالتالي كان لها تراث ديني ومع ذلك انقرضت. وأوضح الدكتور فراج أنه عند تطور اللهجات اللاتينية لتتحول إلى لغات في عصر النهضة، لم يكن للاتينية قداسة كالعربية؛ وبالتالي انزوت لصالح اللغات المحلية.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم :د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد :د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، مينا هاني
مهندسو الأستوديو : محمد زايد، أحمد القلشاني
علاقات عامة : محمد مطش
تعليق صوتي :دينا أبو العلا
مونتاج :عبد الله شركس، خالد نديم، أحمد قدري
مكتبة الشرائط : بسمة نافع
مديرو التصوير : محمد رضا، محمد عبد الفتاح
صوت : إيهاب العمري
فنيو الأستوديو : محمد عامر، أحمد شوقي، محمود عبد الله، رامي رمضان، سعد السايس
فنيو كرين : سامي المسماري، محمد السيسي
متابعة إدارية ومالية : محمود عسكر، منى نصر، طارق بلال
إشراف : أستوديو مكتبة الإسكندرية، د/ خالد عزب، دينا أبو العلا
منتج منفذ : أستوديو مكتبة الإسكندرية
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام :ناديه حليم
منتج: أحمد طه
إخراج : أحمد ماهر
كرين : وائل حتاته
مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
مساعد مخرج : منى مجدي
جرافيكس :AROMA
موسيقى التتر : هشام نزيه
مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج : حماده حنفي
مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير