التنوع اللغوي - الجزء الثاني

2010 12 10

ضيوف الحلقة:
الدكتورة سحر حمودة  |  الدكتور أشرف فراج



 

بدأ النقاش بإشارة الدكتور إسماعيل سراج الدين إلى أن العالم يشهد انتشارًا واسعًا للغة الإنجليزية، ومحاولة للغة الصينية وهي مختلفة تمامًا في التراكيب والكتابة والمقاطع الصوتية. وأضاف أن أوروبا نفسها تشهد وجود العديد من اللغات الحية رغم قلة عدد المتكلمين بها، كالرومانش، وهي اللغة الرسمية الرابعة في سويسرا التي يتحدث بها 50 ألف شخص فقط بخمس صيغ مختلفة، أي أن هذه اللغة وغيرها كالأستونية صمدت أمام ضغط الإنجليزية، في حين أن اللغات المحلية في بقية العالم لم تصمد أمامها.

وأفاد الدكتور أشرف فراج أن اللغات المحلية الهشة في إفريقيا لم تصمد أمام اللغات الاستعمارية الإنجليزية والفرنسية وغيرهما، وأوضح أن للاستعمار أسلوبين في تعامله الثقافي واللغوي؛ الأول هو ما اتبعته بريطانيا التي اهتمت بالموارد والاقتصاد دون منهج في نشر اللغة، والثاني ما اتبعته فرنسا التي عمدت إلى نشر ثقافتها ولغتها أينما حلت، وعندما أدرك الإنجليز صعوبة السيطرة على شعوب أستراليا الأصلية عمدوا إلى نشر لغتهم وثقافتهم. ورأت الدكتورة سحر حمودة أن بقاء اللغات الصغرى في أوروبا تعد دليلاً على تمسك هذه الشعوب بهويتها القومية والاعتزاز بها، وعملت على الفصل بين لغتها القومية ولغة العولمة والتواصل مع العالم.

وانتقل النقاش إلى اللغة العربية وعلاقتها باللغات المحيطة بها، وأوضح الدكتور سراج الدين أن بعض الشعوب اعتنقت الإسلام وتعربت، وأن شعوبًا أخرى قبلت الإسلام دون أن تتعرب كإيران وتركيا اللتين تمسكتا بلغاتهما، وتساءل عن السر في هذا. رغم أن المناطق المتعربة لم تقل ثقافة وحضارة عن فارس وتركيا. وأفاد الدكتور فراج أن اللغات الإفريقية في شمال إفريقيا وغربها كانت هشة فلم تصمد أمام العربية؛ خاصةً أن الأخيرة حلت لهذه الشعوب الكثير من مشكلات التواصل الثقافي والتجارة، في حين أن اللغتين الفارسية والتركية كانتا من الاكتمال والصلابة بحيث لم تستطع العربية أن تزيحهما. ومع ذلك، فقد أثرت فيهما العربية وكُتبت اللغات الثلاثة بالحروف العربية، ودخلت ألفاظ تركية وفارسية إلى اللغة العربية تحت اسم الألفاظ الأعجمية. كما أن هناك تركيبات أوروبية دخلت العربية وتجذرت فيها حديثًا.

وأوضح الدكتور فراج أن مصر عند الفتح الإسلامي كان بها لغات كثيرة تبعًا لطبقات الشعب، فغالبية الشعب كانت تتكلم اللغة المصرية الديموطيقية التي كانت هشة وبلا أصوات، أو صورتها المتطورة والمكتملة المعروفة بالقبطية، أما الطبقة الحاكمة فكانت تتكلم اليونانية السكندرية، بالإضافة إلى وجود لغات منطوقة وغير مكتوبة كالنوبية والأمازيغية، وبالتالي لم يصمد هذا المزيج الهش أمام زحف العربية.

ثم شرح الدكتور سراج الدين أن التمسك باللغة كمؤشر على قوة الهوية قد يحدث انقسامات في الدولة الواحدة، ولهذا يلجأ الهنود إلى اللغة الإنجليزية كلغة مشتركة، كما أن التعدد اللغوي قد يكون مصدرًا للإثراء والتفاعل الثقافي بين الشعوب. ورأت الدكتورة سحر أن التمسك باللغة في حالات كثيرة هو نوع من المقاومة القومية كما يفعل الأكراد في تركيا، كما أن التنوع اللغوي قد يكون مصدرًا للثراء في حال وجود قبول واستعداد للتعامل مع الآخر والتفكير بعقله عند التحدث بلغته.

واختتم الدكتور سراج الدين الحلقة بالتأكيد على أن التنوع اللغوي في العالم يعطي نوعًا من الثراء والجمال للوجود البشري، فاللغة تعبر عن الإنسانية والإنتاج الثقافي الذي يجب ألا يحرم منه أحد. إلى جانب دورها في احتواء الهوية والحفاظ عليها.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم :د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد :د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، مينا هاني
مهندسو الأستوديو : محمد زايد، أحمد القلشاني
علاقات عامة : محمد مطش
تعليق صوتي :دينا أبو العلا
مونتاج :عبد الله شركس، خالد نديم، أحمد قدري
مكتبة الشرائط : بسمة نافع
مديرو التصوير : محمد رضا، محمد عبد الفتاح
صوت : إيهاب العمري
فنيو الأستوديو : محمد عامر، أحمد شوقي، محمود عبد الله، رامي رمضان، سعد السايس
فنيو كرين : سامي المسماري، محمد السيسي
متابعة إدارية ومالية : محمود عسكر، منى نصر، طارق بلال
إشراف : أستوديو مكتبة الإسكندرية، د/ خالد عزب، دينا أبو العلا
منتج منفذ : أستوديو مكتبة الإسكندرية
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام :ناديه حليم
منتج: أحمد طه
إخراج : أحمد ماهر
كرين : وائل حتاته
مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
مساعد مخرج : منى مجدي
جرافيكس :AROMA
موسيقى التتر : هشام نزيه
مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج : حماده حنفي
مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير