مكتبة الإسكندرية القديمة

2009 03 07

 

بدأ الدكتور إسماعيل سراج الدين بحديث موجز عن الإسكندرية القديمة، مؤكدًا أنها ضمّت إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة: وهو الفنار. كما ضمت فنارًا ثقافيًّا آخر هو مكتبة الإسكندرية القديمة التي أنشأها بطلميوس الأول في أواخر القرن الثالث قبل الميلاد في منطقة القصور الملكية، وهي المنطقة التي تقع فيها المكتبة الحديثة، وكانت تتكون من أكثر من مبنى: المبنى الأول هو المكتبة الأم، التي تكدست بها الكتب والمخطوطات فتم وفق التقاليد الفرعونية إنشاء مكتبة صغيرة (المكتبة الابنة) ملحقة بالمعبد الكبير (السيرابيوم). أما مصيرها فهو موضع خلاف، لكن المتفق عليه أن العرب والمسلمين لا علاقة لهم بتدمير المكتبة لأنها انتهت قبلهم بقرون، فقد تعرضت لأول حريق عام 48 ق.م حين حارب يوليوس قيصر مع كليوباترا ضد أخيها بطلميوس الثالث عشر. وحين حوصر أسطول يوليوس قيصر قام بإحراق سفن بطلميوس التي تحاصره، فامتدت النيران لأرصفة الميناء ثم المباني المجاورة وأحرقت المكتبة الأم.

ثم استمرت المكتبة الابنة (الملحقة بالسيرابيوم) في خدمة العلم حتى قام بعض المتطرفين المسيحيين بحركة تدمير للمعابد الوثنية التي تُعبد فيها الآلهة القديمة. وفي عام 391 م طلب حاكم المدينة إذنًا خاصًّا من الإمبراطور الروماني باقتحام المعبد بقوات رومانية عسكرية، فتم تدميره وإحراقه تمامًا؛ وبذلك انتهت المكتبة بعد أن ظلت ساحة مفتوحة للتواصل الحضاري بين الثقافات، حيث قصدها العلماء والأدباء من العالم كله، فتم فيها توحيد وتقنين المعرفة البشرية على مستوى العالم، وكانت بؤرة تتجمع فيها المعارف اليونانية والفارسية والمصرية.

ومن الملفت للنظر أن بطلميوس الأول الذي تتلمذ مع الإسكندر على يد أرسطو، حين أسس الدولة البطلمية، كان يطمح لجعل عاصمته الإسكندرية أعظم مدينة في العالم. وكان ديمتريوس الفاليري من المستشارين المقربين إليه، فأشار عليه بأن يحقق طموحه بأن يستقدم للإسكندرية أعظم العقول من العالم وأن ييسر حياتهم ويتركهم للعلم والإبداع.

وبعد وفاة بطلميوس الأول أكمل مشروعه ابنه بطلميوس الثاني، وذلك بتأسيس مركز معرفي وهو معبد ربات الفنون أو "الموسيون" باليوناينة، وألحِقت به أماكن أخرى: غرف للعلماء وحديقة نباتات وحديقة حيوانات ومشرحة ومكتبة، وقد توسعت المكتبة وزادت أهميتها حتى اشتهر هذا المركز باسمها "مكتبة الإسكندرية" وليس معبد ربات الفنون، حتى أن أكاديمية العلوم الأمريكية في بهوها الرئيسي تضع ميدالية باسم مكتبة الإسكندرية القديمة باعتبارها أقدم مؤسسة علمية في التاريخ.

وفي هذه المكتبة ظهر أريستارخوس أول من قال إن الأرض تدور حول الشمس، كما ظهر إيراتوستينيس أول من أثبت كروية الأرض وحسب محيطها بدقة تصل نسبتها إلى 98 % من حسابنا الحديث، وهو مؤسس الجغرافيا الحديثة، ومفسر سبب فيضان النيل، وكان من أهم دارسي هوميروس، وبين جنباتها وضع إقليدس أسس الهندسة وربطها بدقة حتى أنها لا تزال تُدرّس حتى اليوم، وفيها أيضًا قال هيروفيلس لأول مرة إن المخ هو المتحكم في الجسم وليس القلب....إلخ.

أما نهاية الإسكندرية القديمة فقد ارتبطت بكليوباترا السابعة وهي من الشخصيات التاريخية الفريدة، وفي تلك الفترة وصل يوليوس قيصر إلى الإسكندرية مطاردًا بومبي، لتتعرض المكتبة الأم لأول حريق أتى على عدد كبير من لفافاتها، قيل إنه 40 ألف وقيل 100 ألف وقيل أيضًا 400 ألف لفافة. ومن المهم إنصاف كليوباترا التي صورها شكسبير وهوليود بأنها أميرة لعوب تستدرج الرجال، لكنها لم تكن امرأة فاتنة، بل كانت مثقفة ذكية تجيد عدة لغات وتجيد الكتابة والحساب والشعر.

وقد انتهت المكتبة القديمة مع انتهاء حياة العالمة "هيباتيا"، وهي أول امرأة يُذكر اسمها في سجلات الرياضيات والفلك، ولم تصلنا أعمالها لكن وصلتنا مطالبات منها بتغطية نفقات الإسطرلاب الذي يعد الأداة الأساسية لحساب الفلك والنجوم. وكانت هيباتيا جميلة وفيلسوفة وخطيبة مفوهة، لكن أهل الإسكندرية لم يحبوها، فقتلها الغوغاء شر قتلة عام 415 م، وهنا انتهى العصر الذهبي للإسكندرية، وبقي هذا الإرث الثقافي الكبير الذي تعمل مكتبة الإسكندرية الحديثة على إحيائه.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، محمد السيد، أيمن الشربيني
منتج منفذ: مكتبة الإسكندرية
مساعد إنتاج: طارق بلال


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
قراءة تعليق: محمد عبد الوهاب
مدير تصوير: محمد شفيق
مشرف إضاءة: محسن جاد
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه، محمد نصر
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو403
مهندس الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات: محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
تمت أعمال المونتاج في CUBES
مونتاج: محمد فتحي
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج: عادل عبد الحميد
منتج منفذ: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج تقارير خارجية: ياسر نبيل
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز