إدوارد سعيد

2008 12 20

ضيوف الحلقة:
المايسترو شريف محيي الدين  |  الدكتور جابر عصفور  |  الدكتور أنور مغيث



 

بدأ الدكتور إسماعيل سراج الدين بتقديم المفكر الكبير إدوارد سعيد الذي وصل إلى أعلى المراتب العلمية بجامعة كولومبيا، وهو مفكر وناقد فلسطيني لكنه ساهم في صياغة معطيات الفكر العالمي، وفي تأسيس خطاب ما بعد الاستعمار في النقد الحديث، منطلقًا من إيمانه العميق بالإنسان والحرية والمساواة بين البشر. وله مؤلفات مشهورة في مجال الاستشراق. وبالإضافة لكل ذلك كان موسيقارًا وقد ترك مؤلفات موسيقية أيضًا. ثم عرض الدكتور سراج الدين بعض أهم مؤلفاته.

وقد تحدث الدكتور جابر عصفور عن منجزات إدوارد سعيد الثقافية، فأوضح أن منجزاته في عمومها تساوي منجزات نجيب محفوظ في مسار الإبداع الروائي، ورأى أن ما أوصل محفوظ للعالمية هو ما أوصل سعيد للعالمية أيضًا، فقد أسس سعيد تيارًا جديدًا في النقد الأوروبي خاصةً وفي النقد الناطق بالإنجليزية عامةً، وهو ما يسمى بخطاب ما بعد الاستعمار.

كما ذكر الدكتور أنور مغيث أن سعيد بدأ يذيع صيته في العالم العربي بعد كتابه "الاستشراق" الذي أراد فيه نقد الخطاب الثقافي الغربي في نظرته المتعالية، وقد أسيء فهمه في البداية لأن بعض الخطابات المتطرفة تصورت أنه يعادي الغرب في مجمله، بينما لم يقصد ذلك، وهو ما أوضحه في الطبعة الثانية من الكتاب حتى لا يُساء فهم رؤيته للاستشراق، ثم ركز في مؤلفاته بعد ذلك على البعد الإنساني والبعد العلماني حتى لا يؤدي نقده لإيجاد هويات متعصبة ومنغلقة ورافضة للآخر الغربي دون سبب حقيقي.

ثم شرح الدكتور عصفور أن خطاب ما بعد الاستعمار في النقد هو النقد الذي يكتبه أبناء الدول المستعمَرة بعد تحررها، والذين أصبحوا بعد ذلك جزءًا من ثقافة الدول المستعمِرة، وكذلك أبناء الدول المستعمِرة الذين تعاطفوا مع قضية تحرير هذه الدول؛ وبذلك فهو خطاب تحرري، ومن رموزه فرانس فانون وويل سوينكا وإقبال أحمد، ولا شك أن سعيد يعتبر رائدهم بكتابه "الاستشراق"، الذي لم يهاجم الثقافة الغربية، بل أراد نقد الهيمنة الغربية التي بُنِيَت على مقولة استشراقية ترى أن الآخر محتقر وأدنى؛ وبالتالي تصبح هذه المقولة سببًا وتبريرًا لاستغلال هذا الآخر. ومن هنا أثبت أن الاستشراق كان صيغة غربية تبرر الاستعمار.

كما اتفق المتحدثون حول موقفه من قضية التطبيع، فقد كان ضد الصهيونية والدولة الإسرائيلية الاستعمارية، لكنه لم يكن ضد اليهودية ولا الإسرائيليين الذين دافعوا عن القضية الفلسطينية. وأكد ذلك الدكتور عصفور مستشهِدًا بالشاعر محمود درويش الذي اعتبره شبيهًا بسعيد ونظيرًا له من الناحية الإبداعية، وكان لهما أصدقاء إسرائيليون، لأنهما كانا يدركان أنه ليس كل من يعيش في إسرائيل مواليًا للحكومة الإسرائيلية، وليس كل من يعيش في أمريكا ضد العرب، بل إن منهم من يفيد العرب أكثر من العرب أنفسهم. وكانت هذه إحدى الرسائل المهمة لسعيد والتي لم يستوعبها العرب جيدًا بسبب أحادية الرؤية لديهم.

أما الجانب الموسيقي في تجربة سعيد فكان متنوعًا، وهذا ما أكده المايسترو شريف محيي الدين الذي أكد أن سعيد كتب عن الموسيقى، كما كانت له تجربة خاصة مع الموسيقار الإسرائيلي الكبير دانييل برينباوم الذي يعد من أهم الموسيقيين في القرن العشرين، وهو قائد أوبرا برلين التي تعد الأهم في ألمانيا، وهو المسئول الفني عنها أيضًا. وله مذهب فني جديد في القيادة، لأن النص الموسيقي ثابت أيًّا كان عازفه، لكن العازف يقوم أيضًا بتفسير النص وإعادة إخراجه أثناء عزفه، وقد قدم برينباوم أعمالاً موسيقية كلاسيكية بطريقة جديدة أدهشت العالم كله. وقد التقى بسعيد في أوائل التسعينيات بلندن واتفقا على أهمية إقامة الدولة الفلسطينية العلمانية، وعلى أهمية تفعيل هذه الفكرة على أرض الواقع.

وقد أسس مع سعيد أوركسترا "ديوان الشرق والغرب" التي تكونت من موسيقيين من إسرائيل وسوريا ولبنان ومصر والأردن، وقدمت هذه الأوركسترا أعمالاً في إشبيلية ذات الدلالة الحضارية المهمة، كما كانت ضيف شرف في سالزبورج التي لا تعترف إلا بالمستوى الموسيقي الراقي.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، دينا أبو العلا، محمد السيد، أيمن الشربيني
مساعد إنتاج: طارق بلال


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
قراءة تعليق: محمد عبد الوهاب
مدير تصوير: محمد شفيق
مشرف إضاءة: محسن جاد
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه
منفذ ديكور: محمد نصر
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو403
مهندس الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات: محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
مونتاج: محمد فتحي
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج: عادل عبد الحميد
منتج منفذ: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مساعد مخرج :عمرو ربيع
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج تقارير خارجية: ياسر نبيل
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز