المقالات

فيروس كورونا وصحة الإنسان

شارك

فيروس «كوفيد-19» COVID-19 الشهير بكورونا، ينتمي إلى عائلة الفيروسات التاجية COV التي عُرفت بهذا الاسم لظهورها بشكل التاج Crown تحت عدسة الميكروسكوب. وعرفت البشرية تلك العائلة منذ نحو ستين عامًا؛ إذ اشتهرت بتسببها في عدوى الإنسان بعدد من الأمراض التي تتراوح ما بين نزلات البرد والأنفلونزا البسيطة، أو قد تشتد ضراوة أحيانًا فتسبب ما يُسمى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS-COV أو المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة SARS-COV.

أما فيروس كوفيد-19 فهو سلالة جديدة مستحدثة لم يسبق أن اختبرته البشرية من قبل، ولكنه عُرف في عام 2019 بأنه مرض يصيب الحيوانات لا البشر. ولكن، في نوفمبر 2019، اكتشفت أول إصابة بشرية في مدينة ووهان بالصين، بعد ملاحظة مرض شخصين بالتهاب رئوي شديد؛ ليتضح لاحقًا إصابتهم بفيروس جديد ينتمي إلى عائلة كورونا. فيمكن لفيروس كوفيد-19 الانتقال من الحيوانات إلى الإنسان، مشابهًا في ذلك بقية أفراد عائلته؛ إذ تنتقل المتلازمة التنفسية الحادة من نوع معين من القطط إلى البشر، وكذلك تنتقل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية من الإبل لتصيب الإنسان.

بساطة الأعراض وتشابهها مع أعراض الأنفلونزا العادية تجعل الأمر يصنف بالسهل الممتنع. فمن جهة، يستهين بعض الناس بتلك الأعراض عند ظهورها معتقدين أنها إصابة برد معتادة، لأنه لا يزال قادر على التحرك بحرية والقيام بمهامه اليومية دون الشعور بالحاجة إلى ملازمة الفراش. الواقع أنه يكون ناقل حي متحرك للعدوى؛ فلا يلجأ إلى التحليل أو لا يلتزم بقواعد الصحة العامة. ومن جهة أخرى، يصاب آخرون بالذعر والهلع عند السعال البسيط حتى لو أثناء تناول الطعام؛ لذا، يجب الإلمام بأعراض فيروس كوفيد-19 للتفرقة بينه وبين الأمراض الأخرى، وهذا لا يمنع الالتزام بقواعد السلامة والتطهير المستمر، والتزام المنزل حماية لكل أفراد المجتمع ومحاولة حصر المرض والسيطرة عليه.

تتمثل أعراض الإصابة بفيروس كوفيد-19 في الحمى، والسعال، ومشكلات بعملية التنفس كضيق وصعوبة التنفس؛ وفي الحالات الخطيرة قد يتطور الأمر إلى الالتهاب الرئوي أو متلازمة الجهاز التنفسي الحادة.

قد ترغب بمشاهدة
WHO | How to Protect Yourself Against COVID-19

أطلقت منظمة الصحة العالمية لفظ جائحة Pandemic على فيروس كوفيد-19، وذلك اعتمادًا على كونه وباء واسع الانتشار على سطح كوكب الأرض بأكمله بمختلف القارات والبلدان؛ إذ يمكنه إصابة أي فرد أيًّا كان عرقه أو مكان وجوده، أي أنه لا يمكن التكهن أو تحديد عدد المعرضين للإصابة به. فالمرض واسع الانتشار الذي يمكن التكهن بعدد الأفراد المعرضين للإصابة والذي ينحصر ببلد أو منطقة واحدة لا يعد جائحة.

لا يجب أن نستهين بالأمر ونتوقع أن العدوى بعيدة عنا، وأيضًا لا يجب أن نهلع ونرتعب؛ فتهاجمنا الأمراض نتيجة للتوتر والقلق المبالغ به. الحيطة المعتدلة واتخاذ التدابير الصحية واجبة للوقاية؛ ولكي نسيطر على حالة الخوف الشديد يمكن أن نتخذ بعض الخطوات، بداية من البحث عن المعلومة الصحيحة بغرض التعرف على كل حقائق الفيروس والمخاطر المحيطة به، وتحديد المخاوف بوضوح ووضع تصور لمواجهة أسوأ الاحتمالات حال وقوعها.

طلب المساعدة ليس عيبًا أو نقصًا، لذا يمكننا مساندة بعضنا البعض بإسداء النصائح، أو قضاء الحوائج، أو حتى المساندة النفسية في تلك الأوقات الحرجة، حتى تعبر البشرية هذه الأزمة بأمان.

شاهد أيضًا
How to Protect Yourself Against Coronavirus (COVID-19)

المراجع

bbc.com
labmanager.com
news.un.org
nytimes.com
theverge.com


مقالات ذات صلة

إضعاف الفيروسات: فن خداع الفيروس

أشد الفيروسات فتكًا في التاريخ: الإنفلونزا والإيبولا

عودة إنفلونزا الخنازير

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية