المقالات

أشد الفيروسات فتكًا في التاريخ: الإنفلونزا والإيبولا

شارك

 

ما الفيروس الذي نصنفه فيروسًا قاتلًا؟ هل الفيروس الذي ينتشر بسرعة كبيرة؟ والفيروس الذي يقضي على معظم المصابين به؟ الفيروسات كائنات دقيقة ليست على قيد الحياة؛ فهي لا تستطيع النمو أو التكاثر بنفسها، ولكنها تحتاج إلى خلية بشرية أو حيوانية لتتكاثر. 

الإنفلونزا

يتربع فيروس الإنفلونزا على رأس قائمة الفيروسات الأكثر فتكًا. وهو فيروس ينتقل عن طريق الهواء وينتشر عن طريق الكحة والسعال؛ كما ينتشر عن طريق الدم وفضلات الطيور واللعاب والإفرازات الأنفية. ونحن جميعًا نصاب بالإنفلونزا دون أن نعير الأمر اهتمامًا كبيرًا؛ إلا أن الإنفلونزا تودي بحياة كثير من كبار السن والأطفال الصغار والمرضى سنويًّا. فعلى الرغم من وجود لقاح آمن وفعال مضاد للإنفلونزا منذ أكثر من ستين عامًا، فإنها لا تزال سببًا في وفاة قرابة نصف مليون شخص سنويًّا.

كان وباء الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 من أسوأ الأوبئة التي حدثت في تاريخ البشرية؛ فأصيب بها ثلث سكان العالم تقريبًا وتسببت في أكثر من 100 مليون حالة وفاة. أثناء فترة انتشار الوباء، وصلت نسبة الوفيات إلى 20٪ من إجمالي الحالات المصابة؛ في حين كانت نسبة الوفيات المعتادة جرَّاء الإنفلونزا الموسمية هي 0.1٪. وقد كانت الإنفلونزا الإسبانية قاتلة؛ لأنها لم تقضِ على المصابين بها فقط، بل قضت على الأصحاء أيضًا. فهذه السلالة من الفيروس تحفز الجهاز المناعي على العمل ضد نفسه؛ فيتسبب في رد فعل مبالغ يعرف باسم عاصفة سيتوكين، ولذلك فإن أصحاب أجهزة المناعة الأقوى كانوا الأكثر عرضة للخطر.

ولكن الآن، تختلف السلالات الأكثر انتشارًا وفتكًا تمامًا. أحد المخاوف من السلالات التي يحتمل أن تتسبب في وباء قاتل مثل إنفلونزا الطيور H1N5 التي ليس لها القدرة حاليًّا على الانتشار من شخص إلى آخر – أنها قد لا تحتاج أكثر من طفرة جينية بسيطة لكي تتسبب في حدوث وباء قاتل. فعلى الرغم من أن عدد الحالات التي أصيبت بإنفلونزا الطيور حتى الآن لا يزيد كثيرًا على 600 حالة، فإن نحو 60٪ منها انتهت بالوفاة؛ وهذا أدى إلى تصنيف هذا المرض ضمن الأكثر خطرًا على البشر.

الإيبولا

ينتشر فيروس الإيبولا عن طريق الدم أو سوائل الجسم الأخرى، أو من خلال أنسجة شخص أو حيوان مصاب. وقد تمت تسمية الفيروس نسبة لنهر الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث ظهر المرض لأول مرة. لحمى الإيبولا النزفية معدل وفيات يتراوح من 50 إلى 90٪ مع ظهور سريع للأعراض؛ حيث تبدأ بصداع والتهاب في الحلق، ثم تتطور حتى تصل إلى نزيف داخلي وخارجي وفشل في عدة أجهزة في الجسم. ولا يوجد علاج معروف للإيبولا حتى الآن.

فأربع من سلالات الإيبولا الفيروسية الخمس تتسبب في حمى الإيبولا النزفية، التي تسببت في مقتل الآلاف من سكان دول جنوب صحراء إفريقيا منذ اكتشافه في عام 1976. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لا تصيب سلالة إيبولا ريستون الأشخاص بالمرض، في حين تصل نسبة الوفيات جرَّاء سلالة بونديبوجيو إلى 50٪ وتصل تلك النسبة إلى 71٪ في حالة سلالة السودان. كذلك وفقًا للمنظمة، يعد تفشي الفيروس في غرب إفريقيا الذي بدأ في أوائل عام 2014 من أكبر وأعقد أوبئة هذا المرض حتى الآن.

*اقرأ المزيد عن فيروس الإيبولا في مجلة كوكب العلم الرقمية

المراجع

livescience.com
mentalfloss.com
listamaze.com
thefactsite.com
newyorker.com
topyaps.com
news-medical.net

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية