تجزئة المهام: طريقك لتحقيق مزيدٍ من الإنجازات

شارك

قد تكون المشروعات الكبيرة مربكة، فتشعرنا بالعجز، وتمنعنا من اتخاذ الخطوة الأولى أو الحفاظ على الزخم بينما نواصل عملنا. نتيجة لذلك، قد نقع فريسة للمماطلة أو حتى نستسلم، ويصحب ذلك مجموعة من الأعذار.

إذا كنت تعاني هذا الشعور المربك، فقد أحضرنا لك الحل السحري: تجزئة المهام!

ما هي تجزئة المهام؟

الأمر يشبه تقسيم الوجبات الكبيرة والثقيلة إلى وجبات صغيرة يسهل هضمها، فإن تجزئة المهام تتطلب تقسيم المشروعات الضخمة إلى «أجزاء» صغيرة يمكن إدارتها، مما يساعدك على متابعة التقدم عبر فترات عمل قصيرة ومركزة. هذه الحيلة تعزز التركيز وتحسن القدرة على الانتباه للتفاصيل داخل المشروعات الكبيرة.

علاوة على ذلك، فإن الإنجاز المستمر لهذه «الأجزاء الصغيرة» وشطبها من قائمة المهام يرسل إشارة إلى الدماغ لإفراز الدوبامين؛ وهو الناقل العصبي المسؤول عن تنشيط نظام المكافأة، وتحسين المزاج، وتعزيز التركيز، وغيرها من المهام. هذا الأمر يساعد على تعزيز الاستمرارية دون استنزاف الطاقة.

فوائد تجزئة المهام

تشير الأبحاث إلى أن أدمغتنا مجهزة لإنجاز المهام عند تقسيمها إلى مهام أصغر. وهذا بالضبط ما تدور حوله تجزئة المهام؛ فهي تحفزنا على البدء في إنجاز المهام، وتزيل العقبات الخفية التي تصاحب بدء مشروعات جديدة، مثل التوتر وعدم اليقين والارتباك، إلخ.

بالإضافة إلى الفوائد المذكورة أعلاه، تساعد تجزئة المهام على:

  1. تعزيز الحافز من خلال الإنجازات السريعة التي تتمثل في الأجزاء الصغيرة من المهام. مثل هذا الشعور بالمكافأة يتراكم ويجعلنا نشعر أننا قد أنجزنا شيئًا مهمًّا.  وبالتالي، تفرز أدمغتنا الدوبامين، مما يحفزنا على الاستمرار ومواجهة الأفكار والمشاعر السلبية.
  2. بناء الزخم من خلال إنجاز المهام الصغيرة التي تجعلنا نرى الهدف النهائي قابلًا للتحقيق.  كذلك، يعزز الاستمرارية دون أن نشعر بالإرهاق أو الاحتراق النفسي.
  3. يقلل من رهبة المهام الكبيرة ويحول ما يبدو مستحيلًا إلى مهام قابلة للتحقيق، من خلال التعامل مع أجزاء صغيرة تؤدي في النهاية إلى إتمام المشروع الكبير.
  4. توفير الطاقة من خلال تعزيز شعور الإنجاز والتخلص من التوتر.

كيفية تطبيق تجزئة المهام ضمن جدولك اليومي

تجزئة المهام تناسب مختلف أنواع قوائم المهام، حتى تلك التي تتطلب إنجاز مهام مزدوجة. إذا كان جدولك مليئًا بالمهام، يمكنك إدراج أجزاء صغيرة من المهمة المطلوبة بين المهام الكبيرة. يتم تسلسل تجزئة المهام على النحو التالي:

  1. حدد المهمة الرئيسية أو أحد مكونات المشروع الذي ترغب في إنجازه، ثم قسمه إلى خطوات أصغر، بحيث تستغرق كل مهمة صغيرة نحو 15 إلى 20 دقيقة.
  2. حدد أولوياتك؛ ما هو عاجل وما يمكن تأجيله لوقت لاحق، ثم خصص جدولًا زمنيًّا لكل منها.
  3. ابدأ مبكرًا، انجز مهمة بسيطة واحدة في كل مرة. وإذا شعرت أنك قادر على الاستمرار، فابدأ بمهمة أخرى واستمر في العمل. وإلا، توقف! الأمر متعلق بإنجاز المهمات دون ضغوط.
  4. اربط هذه المهام الصغيرة بمحفزات في حياتك اليومية لتسهل عليك إنجازها وتتحول إلى عادة.
  5. احتفظ بقائمة صغيرة في متناول يدك لتختار منها مهام بسيطة يمكنك إنجازها بين الحصص، أو جلسات التدريب، إلخ.
  6. احتفل بالإنجازات الصغيرة لتشعر بالتقدم دون انتظار الوصول إلى المحطة الأخيرة.

في المرة القادمة التي تبدأ فيها مهمة كبيرة، اسأل نفسك: ما الجزء البسيط الذي أستطيع إنجازه في هذه اللحظة؟ تذكر دائمًا أن كل خطوة صغيرة تتخذها هي نجاح في حد ذاته، وهذه النجاحات تصنع فرقًا كبيرًا.

المراجع

clevelandclinic.org

verywellmind.com

pmc.ncbi.nlm.nih.gov

Cover image by Freepik

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2025 | مكتبة الإسكندرية