Speaker Details

Dr محمد  فياض
كلية الآداب – جامعة طنطا

Presentation Abstract:

التعبيرات على التحف والمنشآت كلغة معارضة فى العصر الفاطمى

كان قيام الدولة الفاطمية حدثا فريدا فى التاريخ الإسلامى ، فهى الدولة التى قامت على أساس أيدلوجى مختلف وهى الأيدلوجية الشيعية والتى تأتى كواحدة من أهم الفرق الشيعية إن لم تكن أهمها على الإطلاق ، حيث شكلت هذه الفرقة شبكة دعوية عنكبوتبة شملت العالم الإسلامى تمخض عنها قيام دولة عظيمة الشأن وهى الدولة الفاطمية فتحقق بذلك أول نصر مدوى لحركة التشيع فى العالم الإسلامى ، فقامت الدولة الفاطمية فى المغرب وامتدت بعد ذلك الى مصر لتوضع فى مصاف الدول الكبرى فى التاريخ الإسلامى .

وفى الحقيقة فإن الدولة الفاطمية شأنها شأن كل السلطات الحاكمة واجهتها حركات معارضة سياسية ، الا أن حالة الدولة الفاطمية كانت أكثر خصوصية ، فالخلاف أساسا كان خلافا أيدلوجيا بين الحكام الأقل عددا والذين يعتقدون بالأيدلوجية الشيعية الإسماعيلية وبين شعب يمثل الأكثرية لا يؤمن أبدا بأيدلوجيه هؤلاء الذين يحكموه فكانت المعارضة الأيدلوجية الناعمة أشد وطأه من المعارضة السياسية .

وفى خضم تلك الإشكاليات الأيدلوجية برزت فكرة الدراسة فكانت التعبيرات على التحف والمنشآت والتى يمكن تحليل بعضها والخروج بنتيجة مفادها أن ثمة معارضة قوية ناعمة مارسها القطاع الشعبى بدهاء لتلك السلطة الحاكمة والمختلفة معهم فى المذهب .

إن الدراسة التى نحن بصددها تنتوى ولوج هذه الظاهره ومحاولة حلحلتها ورصدها وتوثيقها تاريخيا ومقارنة الطورين المغربى والمصرى فى كتاباتهم وتعبيراتهم المعارضة فضلا عن فهم الذهنية الشعبية آنذاك وموقفها من الوجود الفاطمى وكذا دور القوى الشعبية المعارضة والتى همش دورها على مسرح التاريخ بفعل فاعل .

وفى الحقيقة فإننا فى هذه الدراسة سنحاول رصد تلك الكتابات ورصد التلميحات المعارضة من خلال التحف والمنشآت ويتجلى ذلك بوضوح من خلال رسومات الأرنب التى انتشرت كثيرا فى العصر الفاطمى وتحديدا فى طور المصرى ، وهنا يبرز السؤال لماذا انتشرت تصاوير الأرنب على التحف فى العصر الفاطمى ؟

قد يكون السؤال غير ذات مغزى الا أن مغزاه الأكبر يفهم من خلال معرفتنا بالتحريم الصارم من الفواطم وعقيدتهم الإسماعيلية للأرانب ، فكيف هذا التناقض بين ماهو محرم رسميا ومنتشر جدا فى القطاع الشعبى ؟؟

هنا تكمن الإجابة وهنا أيضا يبرز موضوع البحث ..

انها المعارضة الشعبية فى أعلى صورها وأذكى صورها ، حيث تبنى العوام والمهمشين الصور التى لفظها القطاع الرسمى وكذا التعبيرات ذات دلالة المكيدة مثل أم المؤمنين والحميراء والشيخان والصديق نكاية ومعارضة وكمدا بذكاء سياسى مصرى منقطع النظير مستخدمين تعبيرات ذات دلالات سنية قحه لتوصيل رسالة ما للحاكم الفاطمى أننا ضدك وأن الشعب بأكمله له فكره الوسطى ومعارضته الناعمة ..

أما عن تفصيل ذلك ونماذجه فسنجده فى طيات الدراسة.