Speaker Details

Dr Sami Abd al-Malik,   Mehmet Tutuncu
مركز العالمين العربي والتركي – هولندا/ وزارة الدولة لشئون الآثار – مصر

Presentation Abstract:

مرسوم نادر لثغر الإسكندرية من عهد طومان باي أخر سلاطين المماليك مؤرخ في سنة 922هـ/1516م ”دراسة تاريخية – حضارية “

 هذا النقش هو نقش مراسيمي تم العثور عليه في عام 1933م بمدينة كورلو ” Çorlu “ الواقعة غرب مدينة إسطنبول على مسافة 80 كم داخل القسم الأوروبي، وذلك في جامع السليمانية الذي شُيد على يد المعمار سنان سنة 928هـ/1521م، ثم نُقل هذا النقش إلى مُتحف إسطنبول، وعرض له الباحث التركي خليل ” Halil Etem Eldem “ في شهر يونيه عام 1935م.والمرسوم لغةً مفرد وجمعها مراسيم، وهي الأوامر التي يصدرها السلاطين لتنفيذ عمارة، أو رفع مظلمة معينة، أو إلغاء مقرر من مقررات الحسبة على مدينة ما كالحالة موضوع بحثنا ... الخ. وقد نُقش المرسوم على بلاط من الرخام المستطيل مقاساته 1.40 × 0.41 × 0.4 سم، وذلك بخط الثلث المملوكي المركب البارز بمقدار 2 سم، ويتكون من عشرة أسطر مقاس الواحد منها 38 × 12 سم، تُقرأ كالآتي:” بَرز المرسوم من المقام الشـ[ـر]يـ[ـف]/ السلطان المالك الملك ا[لأشرف]/ أبو النصر طومان باي سلطان/ الإسلام والمسلمين قاتل الكفرة/ والمشركين محي العدل في/ العالمين عز نصره أن يبطل/ ما على مقرر الحسبة بثغر سكندرية/ المحر[و]سـة ما هو في كل شهر/ سبعة آلاف وخمسماية درهم/ [بتـ]ـاريخ سنة اثنتين وعشرين وتسعماية “.يُلحظ أن المرسوم لم يبدأ بالبسلمة وهذه الصياغة نجدها في العديد من المراسيم منها على سبيل المثال لا الحصر: بعض مراسيم مدينة فوة والإسكندرية والقاهرة ودمشق ومكة المكرمة وغيرها. ولكن نجد البسملة في بعض المراسيم منها على سبيل المثال لا الحصر: بعض مراسيم مدينة فوة، ومرسوم تعمير طريق الحج المصري في سيناء من عهد السلطان قانصوه الغوري. وأنما بدأ مرسوم السلطان طومان باي بالفعل:” بَرَزَ “ الذي نجده أو نجد ” رَسَمَ “ مُستخدمة في المراسيم سواء في النقوش الآثارية أو النصوص التاريخية والوثائقية. ثم نجد اسم السلطان وألقابه، ثم مضمون المرسوم الذي صدر لاجل إبطال الحسبة المقررة على ثغر مدينة الإسكندرية وقدره 7500 درهم، ثم ينتهي المرسوم بتاريخ صدوره في سنة 922هـ.ونعتقد أن هذا النقش أُخذ ضمن الغنائم التي اخذها السلطان العثماني سليم الأول سواء من مدينة القاهرة أو من الإسكندرية نفسها بعد الاستيلاء على مِصْر، وذلك من خلال رأيين هما:- من المرحج أن المراسيم السلطانية كانت تُكتب وتُنقش على الرخام والحجر في ديوان الإنشاء بمدينة القاهرة، ثم تُرسل للأقاليم التي تخصها هذه المراسيم، ومن ثما استولى عليه العثمانيين كغنيمة رمزية قبل ارساله لثغر الإسكندرية خاصة لو كان هذا النقش موجود في مقر الحكم القلعة، حيث أمر السلطان سليم عندما صعد للقلعة بفك جميع الرخام بغالب مبانيها، ونقله إلى مدينة إسطنبول.- ربما يكون هذا المرسوم كان ضمن الأشياء التي أخذها السلطان العثماني سليم الأول عندما ذهب لثغر الإسكندرية بنفسه في المدة من الخميس 7 جمادى الأولى سنة 923هـ حتى الجمعة 22 من الشهر نفسه، وأشيع أنه أخذ السلاح الذي كان بأبراجها.وأن هذا المرسوم ربما يكون عامل مساعد على اثبات أن الدولة المملوكية كانت دولة ذات قِيم عظيمة حتى في أحلك الظروف، فلا أدل على ذلك من سيرة طومان باي آخر سلاطينها حيث أعفى ثغر الإسكندرية من هذا المبلغ على الرغم من أن خزينة الدولة كانت خاوية في حين أنه يقابل عدو مجهز بكل الامكانيات.وتتأتى أهمية هذا المرسوم في ظل ما نعرفة وهو النقصد الواضح في الوثائق المملوكية الورقية، إذ أن جلها ضاعت بقصد أو دون قصد، فلم يتبق منها إلا القليل.أن المراسيم الحجرية كما نعلم بتُكتب في ديوان الإنشاء المملوكي، فهي بما تحمل من أسماء وألقاب وتواريخ ورنوك وأوامر، تُعتبر مصادر نادرة في مرتبة الوثائق الورقية الأرشيفية، بل وتزيد عليها بأنها تُعتبر من مصادر الإعلام الرئيسة في ذلك العصر، حيث يُشترط لها أن تُوضع في أماكن تجمع عامة الناس كالمساجد الجامعة والأسواق في المدن الرئيسة.كما أن البحث سيضع تاريخ أكثر دقة من تاريخ النقش نفسه، وذلك في ضوء نصوص المصادر التاريخية المعاصرة، فالسلطان طومان باي تولى السلطنة في يوم الجمعة 14 رمضان 922هـ/ 11 أكتوبر 1516م خلفًا للسلطان قانصوه الغَوري الذي قُتل في موقعة مرج دابق شمال مدينة حلب بسورية، واستمر طومان باي سلطاناً لمصر لمدة ثلاثة أشهر وأربعة عشرة يوماً حيث هُزم وهرب يوم 29 ذي الحجة 922هـ/ 22 يناير 1517م، وهي المدة الذي صدر فيه المرسوم عندما كان سلطانًا، وأعتقد أنه صدر في المدة الأولى من سلطنته قُبيل وصول السلطان العثماني سليم الأول بجيشه لمِصْر.