Speaker Details

Dr عادل  المبروك الفار
كلية الآداب - قسم الأثار - جامعة عين شمس

Presentation Abstract:

النقوش الكتابية في العمائر التاريخية بمدينة طرابلس القديمة (ليبيا) خلال العصر العثماني1551-1911م

 تعتبر النقوش الكتابية من أهم عناصر الفنون الزخرفية الإسلامية، فقد أدرك الفنانون المسلمون منذ البداية أن بإمكانهم استخدام هذا العنصر في عدة مجالات وتحقيق كثير من الأهداف، فلم يكن استخدامه كعنصر دال على التأسيس أو الإشادة بالمؤسس أو حتى التبرك أو الدعاء له هو الغرض الوحيد من إدخاله كعنصر زخرفي في العمائر الإسلاميه، وإنما ذهبوا الى أبعد من ذلك بإيجاده كعنصر زخرفي في حد ذاته، حتى أن التفنن في رسمه وصياغته طغى أحياناً على مضمون النص عندما اكتشف اولئك الفنانين ما للخط العربي وأنواعه العديدة من خصائص تجعل منه عنصراً زخرفياً طيّعاً يحقق تطلعاتهم الفنية اللامحدودة .

  وفي مدينة طرابلس القديمة لم تخرج ظاهرة استخدام النقوش الكتابية في عمائرها العثمانية عن تلك القاعدة، فجاءت أشكالها متعددة تميزت بتأثيرات عديدة ومتباينة، كما أن وظائفها تعددت فجاء منها النص التأسيسي الذي يحمل في طيّاته جوانب عديدة منها الإعلام بالمؤسس وتاريخ الإنشاء وكذالك الغرض من الإنشاء كما يتضح في اللوحات التأسيسية الخاصّة بكثير من المباني التاريخية بالمدينة، هذا الى جانب التبرك بوضع الآيات القرآنية والأدعية والعبارات الدُعائية القصيرة في وحدات مكررة بالعديد من العناصر المعمارية داخل تلك المباني، وفي أحيان أخرى أُستخدمت النقوش الكتابية كعنصر زخرفي محض، حتى أن المُطلع على هذا النوع من الكتابات يشعر وكأن الجانب الزخرفي فيها يطغى على مضمون النص الذي يأتي في المرتبة الثانية.

وسآتي في البحث الذي سأقدمه في هذا السياق-بإذن الله تعالى- على دراسة تفاصيل استخدام النقوش الكتابية في المنشآت العثمانية بالمدينة على إختلاف أنواعها من حيث الجانب الوظيفي لها، ومدلولاتها التاريخية، وكذلك الجوانب والأهداف الزخرفية التي تحققها تلك النقوش في الأنواع المختلفة من العمائر التي تحويها.