مؤتمر "التشاور الإقليمي لدول شمال أفريقيا" يختتم أعماله اليوم ويقدم تقريره النهائي لمفوضية شئون أفريقيا

تاريخ النشر

الإسكندرية في 16 ديسمبر–

عُقدت صباح اليوم الجلسة الختامية لمؤتمر "التشاور الإقليمي لدول شمال أفريقيا" الذي نظمته مكتبة الإسكندرية خلال الفترة من 14-16 ديسمبر، بحضور الدكتور إسماعيل سراج الدين مديـر المكتبة والـسيد ك.ي. أمواكو ممثل المفوضية الخاصة بشئون أفريقيا.

قدم الدكتور سراج الدين في بداية الجلسة التقرير الختامي لمجموعات العمل الثلاث المنبثقة عن المؤتمر، حيث ذكر ممثلو المجتمع المدني للدول الخمس المجتمعة أنهم يسجلون رؤيتهم ووجهات نظرهم آملين أن تأخذها المفوضية الخاصة بشئون أفريقيا بعين الاعتبار وتقدمها للاتحاد الأوروبي ومجموعة دول الثمانية. وأشار التقرير في بدايته إلى المحيط السياسي والثقافي وما تواجهه دول القارة الأفريقية من نضال عنيف في ظل التغير والتحول العالمي السريع مما يجعل إدراك المستقبل معتم وغير واضح، مؤكدين على أن هذا المؤتمر يمكن أن يؤدي إلى اختلاف حياة الكثيرين لو أن الدول القوية والمتقدمة اختارت أن تعمل على مساعدة الدول المعدمة لتحويلها إلى دول منتجة لغذائها ورفاهيتها وليس مجرد دول مستقبلة للإعانات والصدقات ومعتمدة على المساعدات، وعلى هذا يصبح العالم من حولنا مختلف عما نحن فيه الآن، عالم تحثنا فيه إنسانيتنا المشتركة على تجاوز الكره والشك إلى الإيثار والتعاون، في عالم استبدلت فيه الحرب الباردة بصراع الحضارات وأصبحت فيه أخطاء القلة يتحمل تبعاتها الجميع.

كما أشار الدكتور سراج الدين في التقرير النهائي للمؤتمر إلى وثيقة الإسكندرية التي قام بكتابتها قيادات من مختلف مؤسسات المجتمع المدني في مارس الماضي آملاً أن توضع وثيقة الإسكندرية ضمن مختلف الوثائق التي تناقشها اللجنة الإفريقية بما أن ثلثي الدول العربية تقع في القارة الإفريقية.

وحول التوصيات التي خرج بها المؤتمر ذكر الدكتور سراج الدين أنها جاءت في ثلاثة محاور أساسية هي المحور الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي، مشيراً إلي اهتمام المحور الاقتصادي بالتجارة، حيث ذكر التقرير ضرورة قيام مجموعة الثمانية والإتحاد الأوروبي بخفض التعريفة الجمركية والسماح لصادرات القارة الأفريقية بدخول أسواقهم، وموضوع حقوق الملكية الفكرية والدواء حيث أشار التقرير إلى ضرورة التوصل إلى حلول سريعة وفعالة، وذلك عن طريق دعم وإنتاج وتوزيع عقارات دوائية زهيدة الثمن إلى حد ما في الجنوب ووضع علامات محددة عليها لمنع تسربها إلى الشمال، كما يجب دعم الرعاية الصحية داخل البلاد الأفريقية، وبالنسبة لموضوع الديون كأحد موضوعات المحور الاقتصادي أشار التقرير إلى أن القارة الأفريقية بحاجة للمزيد من الحلول الجذرية فأوصى بإلغاء الديون الأفريقية وبصفة خاصة ديون الدول الفقيرة، وتحويل ديون باقي الدول إلى استثمارات محلية، كما جاء في المحور الاقتصادي ضرورة عمل تسهيلات للتنمية والاستثمار FDI عن طريق استحداث برامج وتسهيلات خاصة لتشجيع الاستثمار في أفريقيا، بما فيها التوسع في التأمين ضد المخاطر من خلال التمويلات العامة في الشمال.

أما موضوعات المحور الاجتماعي التي تعرض لها التقرير فهي دعم قطاعات التعليم والصحة والتي يجب إعطاء حيز أكبر من الدعم لها، كما تعرض التقرير في المحور الاجتماعي إلى موضوع تطوير البرامج الخاصة بالعلوم والتكنولوجيا مؤكداً على أن نشر طاقات وقدرات محلية في هذا المجال تعتبر عنصر أساسي وليس مجرد رفاهية، وموضوع الاهتمام بالمكتبات الرقمية ودورها الرئيسي في صناعة مستقبل أفريقيا من خلال الاهتمام بقوانين حقوق الملكية، والأرشفة الرقمية، وقواعد البيانات العلمية.

أما فيما يتعلق بالمحور السياسي قدم الدكتور سراج الدين عرضاً لمجموعة الموضوعات التي تناولها التقرير ومنها، ضرورة مساندة جميع المشروعات التي تؤدي إلى زيادة الشفافية، والمسئولية، والتعددية، وسيادة القانون، والمشاركة، والتدفق الحر للمعلومات، وتشجيع المشروعات التي تدعو إلى التكامل الإقليمي بين دول القارة.


شارك