الأخبار  

 
  أبريل ٢٠٠٤  

صدى مؤتمر الإصلاح العربي في الصحافة المصرية والعالمية

لقي مؤتمر قضايا الإصلاح العربي صدى كبيرًا في الصحافة المصرية والعالمية، حيث أثارت وثيقة الإسكندرية

العديد من المناقشات والحوارات لما تضمنته من موضوعات تتعلق كلها بحاضر الدول العربية ومستقبلها. فكتب هشام الشريف في "الأخبار" بتاريخ ٢١/٣/٢٠٠٤ تعليقًا على المؤتمر قائلا إن "اللقاء هونقلة نوعية جديدة للاستفادة من مكتبة الإسكندرية وقيادتها وإدارتها الشابة الفاعلة بل ولبدء تحقيق أهداف المكتبة الرئيسية، وهي أن تكون- كما أعلنتها السيدة الفاضلة سوزان مبارك رئيسة مجلس الأمناء.. نافذة لمصر على العالم "وعالمنا" العربي الأولوية الأولى. ونافذة للعالم على مصر .." ،

وكذلك أوضح أحمد يوسف القرعي في "الأهرام" بتاريخ ١٨ /٣/٢٠٠٤ أنه من خلال المؤتمر بدا واضحًا "تعاظم دور وتأثير الهيئات والمنظمات غير الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني بوجه عام، على جميع الصعد ولم يعد من المستطاع تجاهل الدور المهم الذي تقوم به هذه المؤسسات أوإنكاره".

ويرى محمد نعمان جلال في الجمهورية بتاريخ ١٨ /٣/٢٠٠٤ "أن حرص الرئيس مبارك على اختيار منبر مكتبة الإسكندرية لإطلاق دعوته للتفاعل بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني له مغزاه لدور هذه المكتبة تاريخياًّ في تحقيق التقدم والعلم والمعرفة وفي الحفاظ على التراث والأصالة والذاتية".

وأشار عادل حموده في "صوت الأمة" بتاريخ ٢٢/٣/٢٠٠٤ إلى أهمية أن يعكس الدستور "المتغيرات والتطورات التي وقعت بالفعل، الأمر الذي يفرض ضرورة تصحيح الأوضاع الدستورية بتعديل المواد التي تتعارض مع المتطلبات الديمقراطية الحقيقية مع إزالة الفجوة بين ما هوقائم وما هوقادم."

ويصف عبد القادر همام في "الأهرام" بتاريخ ٢٣/٣/٢٠٠٤ وثيقة الإسكندرية كما يلي:
•  أنها تحمل ثقافة الشفافية والوضوح.
•  أنها تحترم عقلية المتلقي.
•  أنها تتسم بحرية فكرية ملموسة.
•  أنها لا تخضع لقوالب أوشعارات معدة سلفًا.
•  أنها حوت اتجاهات ومدارس فكرية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار دون تحفظات.
•  أنها استندت إلى إعداد جيد وتحضير مسبق بعيدًا عن الطنطنة الإعلامية الجوفاء.
•  أنها تحوي احترامًا لـ "ثقافات الغير" دون تجريح أوتهميش.
•  أنها لم تقتصر على حضور النخبة فقط ولكنها اتسعت لتشمل أيضا دوائر أخرى من فئات المجتمع العربي.
•  أنها ابتعدت عما يسمى بـ "التشنجات الفكرية" المعروفة عن المجتمعات العربية.
•  ابتعد المؤتمر عن أن يكون "ظاهرة صوتية" فقط أوبوقًا "إعلامياًّ".

وكتب أحمد سلامة في "الأخبار" بتاريخ ٢١/٣/٢٠٠٤ أن صديقًا ممن حضروا مؤتمر الإسكندرية قال له: " نعم لقد ألقينا كل ما لدينا من حمولة فكرية على الورق في هذه الوثيقة. ونحن الآن في انتظار من يحملها أويتحملها عن إيمان واقتناع بأن هذا هوصوت الشعوب ونبضها الحقيقي".

وكتب محمد صلاح لجريدة "الحياة" بتاريخ ١٤/٣/٢٠٠٤ أنه قد "أعلن مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين أن توصيات المؤتمر سترفع إلى جهات لحضها على التعامل مع قوى المجتمع من أجل إحداث التغيير المطلوب."

وقد جاء توقيت المؤتمر، على حد قول إبراهيم سعدة في "أخبار اليوم" بتاريخ ١٦/٣/٢٠٠٤، "رداًّ على الزوبعة الهائلة التي هبت على منطقة الشرق الأوسط، بصفة عامة والدول العربية، بصفة خاصة وأمطرت كما قال بحق عمروموسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية العديد من المبادرات متعددة الجنسيات، على رأسها المبادرة الأمريكية، والمبادرة الأوربية، وكلها مبادرات أبسط وصف لها أن أصحابها يتدخلون فيما لا يعنيهم!"

وكما تقول جريدة "الوطن العربي" بتاريخ ١٤/٣/٢٠٠٤ فإن وثيقة الإسكندرية جاءت عقب مناقشات استمرت ثلاثة أيام لتعلن "أن المشاركين توصلوا إلى قناعة بأن 'الإصلاح أمر ضروري وعاجل ينبع من داخل المجتمع ويستجيب إلى تطلعات أبنائه في بلورة مشروع شامل للإصلاح‘".

وبالرغم من أن جهاد الخازن، في جريدة "الحياة" بتاريخ ١٧/٣/٢٠٠٤ ، يرى أن المناقشات التي دارت في محاور المؤتمر من سياسية واقتصادية وغيرها تدخل في نطاق البديهيات، كأن نقول إن "الصحة أفضل من المرض، والنور أفضل من الظلمة، فطلب الإصلاح 'تحصيل حاصل‘، وثوابته معروفة، فهل هناك من يعارض الديمقراطية وحكم القانون والمحاسبة والشفافية وحقوق المرأة ومنع الفساد؟"، فإنه يؤكد أن أهمية هذه المطالب "تكمن في تسجيلها"، وهويشكر "الدولة المضيفة على سعة الصدر في إفساح المجال لمطالبات هي مقصودة ببعضها".

وتسترعي صحيفة "النهار" اللبنانية بتاريخ ١١/٣/٢٠٠٤ الاهتمام إلى أن وثيقة الإسكندرية تتضمن "صيغًا ومفاهيم غير مسبوقة ونادرة في الخطاب الرسمي العربي مثل 'التداول السلمي للسلطة‘ و'تحديد فترة الحكم‘ و'الدور الصحيح للدين في الحياة السياسية‘"، كما أنها تؤكد "ضرورة 'التركيز على الانتخابات والتمثيل السياسي وفاعلية الأحزاب وتعويد الأجهزة الأمنية احترام إرادة الجماهير والتزام القانون ومنعها من التدخل في الشأن السياسي".

وإن مثل هذا الصدى الإعلامي الكبير يؤكد أن المؤتمر لم يكن، كما كتب إبراهيم دسوقي أباظة في الوفد بتاريخ ٢٥/٣/٢٠٠٤ ، "سرياًّ جداًّ"، بل قامت بتغطيته وسائل الإعلام بكافة أنواعها، مما يتمثل في هذا الصدى الهائل الذي وجده المؤتمر والوثيقة التي انبثقت عنه.

وهذا الاهتمام واسع النطاق بأنشطة المؤتمر ووثيقة الإسكندرية يؤكد أن المؤتمر يعبر عن مصالح جميع فئات الشعب الممثلة في المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني، والتي يعبر عنها المثقفون والعلماء والمتخصصون من الأكاديميين الذين حضروا المؤتمر، خلافًا لما قالته Gulf News في نسختها الإنجليزية بتاريخ ١٥/٣/٢٠٠٤ من أن "كبار مسؤولى الحكومة المصرية اشتركوا في مؤتمر له وجهة إصلاحية ... لم تتم الدعاية له بصورة كافية ولم يتم الإعلان عنه". لقد افتتح الرئيس محمد حسني مبارك المؤتمر تعبيرًا - كما أوضحت جميع الأقلام التي تناولت أخبار المؤتمر، بل كما أحس رجل الشارع - عن رعايته لهذا الحدث الذي لم يتدخل على الإطلاق فيما دار فيه من مناقشات حرة تمامًا، انتهت إلى إعلان "وثيقة الإسكندرية".

 
 
 
منتدى الإصلاح العربي - حقوق الطبع محفوظة ٢٠٠٤ ©