: English English / ÚÑÈì

المتحدثون

دكتور مرفت عبد الناصر
مؤسس ومدير هرموبلس الجديدة - تونا الجبل- المنيا

السيرة الذاتية

د. مرفت عبد الناصر MD, MPhil, FRCPsych  استشاري وأستاذ الطب النفسي الزائر، جامعة كنجز كوليدج، لندن. حاصله على زمالة الكلية الملكية للأطباء النفسانيين. وهي مؤسس هرموبولس الجديدة، قرية تراثية تنموية، تونا الجبل، ملوي، المنيا www.newhermopolis.org. لها مؤلفات هامة عن دور الثقافة في نشأة المرض النفسي باللغة الإنجليزية، والعديد من المقالات في الأدب، والنقد، والفلسفة، وعلم المصريات باللغة العربية. كما نشر لها باللغة العربية عدد من الكتب التي تتناول نفس الموضوعات، من أهمها "لماذا فقد حورس عينه – قراءة جديدة في الفكر المصري القديم"، ۲۰۰٤، وسلسله مصوره من أربعين جزء عن تاريخ مصر القديم للأطفال (١٩٩٧–۲۰۰۲).

 

mervatnasser@aol.com
mervatnasser@hotmail.com 
mervatnasser@newhermopolis.org 

ملخص العرض

 الأسطورة وأدب الطفل

هناك ضرورة ملحة لخلق أدب جديد للقارئ الصغير يهدف إلى نقل الفكرة أو المعلومة بصورة طريفة وشيقة، وربما تكون "الأسطورة التاريخية" هي الإطار الأفضل لتناول هذا الأدب الصعب الذي لابد أن يكون أيضًا سهلاً يستطيع من خلال أسلوبه السلس أن ينقل للطفل القيم الإنسانية المشتركة بغض النظر عن طبيعة الزمان والمكان، وبدون أن يلجأ الكاتب إلى لعبة الكبار المعتادة في نقل تلك القيم عن طريق الوعظ والإرشاد المباشر.

فمن خلال السرد الأسطوري تتجدد ولادة الطفل نفسه، بل أن الطفل داخلنا - نحن الكبار- يخرج أيضًا من قماقم أرواحنا؛ مما يجعلنا مرة أخرى أطفالاً مبدعين نرى الأشياء بعيون طفل، ونفهم الأمور من منظور عقله المملوء بالدهشة، فنستشعر عطشه الغريزي للمعرفة. فالأسطورة تسمح لنا بالاحتفال بكل ما هو غير عادي؛ حتى نستطيع أن نرى الحقائق بعيون متغيرة تحتمل عدم الثبات وكل ما هو قابل للشك، وكما تسمح الأسطورة بتحريك الفكر، وزغزغة الخيال تسمح أيضًا بطرح المعلومات بصورة غير جامدة وثقيلة الظل، من الممكن للقارئ الصغير أن يشعر بها وينتمي إليها، ويتعرف من خلالها على بدايات المعرفة ودورها البنائي والتكويني، مع ضرورة عدم الفصل بين فروع العلم المختلفة، وكأن المعرفة قطع فسيفساء متناثرة لن نشعر بجمال صورتها إلا بعد اكتمالها.

ويتناول هذا الطرح، على وجه الخصوص، الأسطورة المصرية " إيزيس وأوزوريس" والتي تدور حول "حورس"، حفيد الأرض "جب" والسماء "نوت‌"، الذي قتل العم "ست" أبيه "أوزوريس"؛ فانهارت مع هذا القتل أعمدة الاستقرار الكوني واغتيل معه الحق والحقيقة، وعرفت الأم" ايزيس" أن الدمع هو "نهر الحياة". ويحاول الأبن حورس فهم "فقد الأب" ومدلولات المؤامرة التي تسببت في حدوث هذا الفقد. ويتوصل الى حقيقة واحدة وهي أن الخير والشر فصيلة واحدة؛ بل وجهي لعملة واحدة. أخ وأخيه يملكان معًا كل الحب، وأيضًا كل الكراهية، ويتجسد فيهما ازدواجية الطبيعة البشرية وثنائية المشاعر الإنسانية. ومن الموت تأخذ الأرض "خصوصيتها" وتصبح وطنًا.

 وللقد  أستغل "ديزني " ببراعة  تلك الأسطورة في رائعته " الأسد ملك" والتي تناول فيها نفس الرموز التي  امتلأت بها الميثولوجيا المصرية والتي أخذها المصري من عالم الحيوان ليرمز بها الى ما لا تستطيع  الكلمة أن تنقله فالأسطورة المصرية تملك قدره هائلة على  ترجمه أكثر المفاهيم تعقيدا ورقيا عن طريق صور قد تبدو للعين السطحية بسيطة وحتى بدائية  و لكن هذه البساطة المصورة هي السر الحقيقي وراء  بقاء الحضارة المصرية  التي احتفلت بكل صور الحياه.