قناة السويس - الجزء الثاني


ضيوف الحلقة:
الدكتور سامح فوزي  |  الدكتورة إيمان عامر



 

تساءل الدكتور إسماعيل سراج الدين في بداية الحلقة عن شعور الشعب المصري تجاه مشروع تأميم قناة السويس بعد انتصار الرئيس جمال عبد الناصر كزعيم وطني على العدوان الثلاثي. وأوضحت الدكتورة إيمان أن الصحافة قامت بتعبئة الجماهير لتقبل نتائج ذلك القرار، والالتفاف حوله؛ لكن المصريين لم ينسوا معاناتهم من إحساس السخرة وكثرة الضرائب، حيث نسف أهالي بورسعيد تمثال ديليسبس باعتباره آخر رمز للهيمنة الأجنبية على مصر، ويرفض البعض إعادته حتى الآن.

ومن جانبه رأى الدكتور سامح فوزي أن القراءة التاريخية للقصة قد تختلف أحيانًا عن التحليلات السياسية، ففكرة تأميم قناة السويس كانت في المقام الأول رسالة سياسية إلى الغرب تحمل دلالة الاستقلال والكرامة للمصريين، ورسالة داخلية أيضًا تدعو لالتفاف المصريين حول هذا المشروع القومي.

وعلّق الدكتور إسماعيل سراج الدين بأن هناك بعدًا قوميًّا آخر لمشروع تأميم قناة السويس. فقد انسحب عدد كبير من الأجانب من إدارة قناة السويس، وتوقعوا فشل المصريين في إدارتها إلا أن المصريين استماتوا لإثبات قدرتهم على إدارتها. ومن هنا تطرقت الدكتورة إيمان إلى الأعمال الأدبية والفنية التي تناولت مشروع تأميم قناة السويس ودورها في شحذ همم المصريين في هذه الفترة، وأيضًا الأعمال التي ربطت ما بين مشروعي التأميم والسد العالي.

ثم تحدث الدكتور سراج الدين عن الدور الذي تلعبه قناة السويس في الاقتصاد المصري والتجارة الدولية وعن اختلاف معالم التجارة العالمية مؤخرًا، مما قد يؤثر على مستقبل القناة، وتساءل عن مدى اهتمام الشعب المصري والوطن العربي بمثل هذه الموضوعات، فعلّق الدكتور سامح على أزمة وسائل الإعلام في تناول الموضوعات التي تتعلق بالأمن القومي المصري، وذكر بعض التحديات التي تواجه القناة.

ثم انتقل الدكتور سراج الدين لمناقشة مستقبل قناة السويس في خضم النقاش السياسي والاقتصادي المعاصر، حيث رأت الدكتورة إيمان أن الطرح العالمي لوجود بدائل لقناة السويس لا يشكل خطورة كبيرة، مثل التي تشكلها التغيرات المناخية على الوضع الحالي لقناة السويس. في حين أشار الدكتور سامح إلى افتقاد العقل الثقافي المصري إلى التفكير الاستراتيجي في مثل هذه الموضوعات، فالتعليقات العامة لا تعكس إدراكًا لخطورة الاحتباس الحراري على قناة السويس. وعزا ذلك إلى انشغال النخبة بالقضايا السياسية اللحظية.

وكان ختام الحلقة بسؤال للدكتور سراج الدين عن المشروعات القومية المماثلة التي يمكن تنفيذها في عالم مليء بظهور قوى جديدة مثل الصين والهند والبرازيل وغيرها. وقد أكدت الدكتورة إيمان على ضرورة تغيير نمط التفكير في القضايا المصرية المستقبلية، وإنشاء مشروعات جديدة يستفيد منها الاقتصاد المصري، مقارنة بمشروعات الدول المجاورة الخاصة. وأرجع الدكتور سامح ذلك إلى غياب مثل هذه القضايا عن الهيكل التعليمي، وانحصار النقاش في الموضوعات السياسية المباشرة.

وشدّد الدكتور سراج الدين على أهمية تعاون التعليم والإعلام والرؤية العامة في إذكاء الاهتمام بمثل هذه القضايا، فقناة السويس جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر وواقعه العالمي، وتمثل تحديًا في خلق أفكار نهضوية معاصرة يمكن تطبيقها في القرن الحالي؛ ودعا الشباب بصفة خاصة للمشاركة في بناء مستقبل مصر.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إشراف عام :ناديه حليم
منتج: أحمد طه
إخراج : أحمد ماهر
كرين : وائل حتاته
مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
مساعد مخرج : منى مجدي
جرافيكس :AROMA
موسيقى التتر : هشام نزيه
مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج : حماده حنفي
مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إعداد وتقديم :د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد :د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، مينا هاني
مهندسو الأستوديو : محمد زايد، أحمد القلشاني
علاقات عامة : محمد مطش
تعليق صوتي :دينا أبو العلا
مونتاج :عبد الله شركس، خالد نديم، أحمد قدري
مكتبة الشرائط : بسمة نافع
مديرو التصوير : محمد رضا، محمد عبد الفتاح
صوت : إيهاب العمري
فنيو الأستوديو : محمد عامر، أحمد شوقي، محمود عبد الله، رامي رمضان، سعد السايس
فنيو كرين : سامي المسماري، محمد السيسي
متابعة إدارية ومالية : محمود عسكر، منى نصر، طارق بلال
إشراف : أستوديو مكتبة الإسكندرية، د/ خالد عزب، دينا أبو العلا
منتج منفذ : أستوديو مكتبة الإسكندرية