حسن فتحي

2008 10 11

ضيوف الحلقة:
الدكتورة دليلة الكرداني  |  الدكتور صلاح زكي  |  الأستاذ خالد عصفور



 

في البداية تم عرض المراحل الفنية لحياة المعماري الكبير ومشوار كفاحه الذي حفل بإنجازات كبرى، بالإضافة إلى المؤلفات العربية والعالمية التي تناولت تجربته المعمارية. ثم حكى الدكتور إسماعيل سراج الدين ذكرياته مع المعماري الكبير حين كان معيدًا بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، حيث كان منذ البداية يبحث عن شكل مصري أصيل للعمارة، ولم تلق آراؤه وانتقاداته للمعماريين الحداثيين الأوروبيين، القبول الذي تستحقه في ذلك الوقت، ثم بدأ العالم يدرك بالتدريج أهمية هذه الأفكار وأن المباني الضخمة الكبيرة ذات الروح الصناعية للمعماريين الأوروبيين ليست الشكل الأجمل للعمارة.

وأضاف الدكتور سراج الدين أنه كان من أول المعماريين الذين اهتموا بفكرة العمارة الريفية للفقراء، لكنه أيضًا طرح أفكارًا ثوريةً لم يفهمها الكثيرون وقتها مثل الاستعانة بجهود الأهالي في البناء الذي يشرف عليه مهندس متخصص، لأن فكره المعماري اعتمد على استخدام مواد بناء متوفرة في البيئة المحلية، وهذه المواد يعرفها السكان المحليون ويتعاملون معها دائمًا؛ لذا يمكنهم تقديم مساعدة كبيرة في العمل. وأضافت الدكتورة دليلة أن من مقولاته الشهيرة أن رجلاً واحدًا لا يمكنه بناء بيت واحد، لكن عشرة رجال يمكنهم بناء عشرة بيوت معًا. وهذه رؤية إنسانية بالغة الرقي والتحضّر، وكان يرى أيضًا أن البناء ليس مجرد حجر فوق حجر، بل وضع حجر مع المحبة مع الأمل مع التعاون؛ ومن هنا اقترح أن يتشارك أهل المكان في بناء منازلهم لأن ذلك يرسخ المحبة وروح المشاركة بينهم.

ثم أشار الأستاذ خالد عصفور إلى تعلقه بالمعماري حسن فتحي من خلال كتاباته وأعماله المعمارية؛ وخاصة كتابه الصغير "المنزل العربي بين الماضي والحاضر والمستقبل"، الذي يعتبره أهم كتاباته المعمارية رغم أنه كان في الأصل مقالة صغيرة ثم حوّلها إلى كتاب. ومن أهم أفكاره في هذا الكتاب أنه ليس ضد الحداثة كما يظن البعض، لكنه كان يرى أن استيراد الحداثة الأوروبية إلى مصر لا يفيدها، فالمعماريون الأوروبيون يمكنهم أن يبدعوا حداثتهم المعمارية التي تناسب نسق وتطورات حياتهم.

وقد طرح الدكتور سراج الدين إشكالية نقدية، فحسن فتحي عُرِف بحماسه لعمارة الفقراء، وكانت له تجربتان عمليتان في هذا الصدد هما: قرية "القرنة" و"باريس"، لكنهما واجهتا مشكلات كثيرة وتركهما الناس، بينما أعماله المعمارية التي بقيت هي أعماله وتصميماته للأغنياء، فكيف نوفّق بين هاتين الحقيقتين: أن ينادي بعمارة الفقراء بينما تبقى عمارته للأغنياء؟ وقد علّق الأستاذ عصفور بأن أهمية حسن فتحي تكمن في رسالته المعمارية وتفوقه في التصميم بنفس الجودة للفقير وللغني أيضًا.

وكان للدكتورة دليلة تفسير آخر، هو أن فتحي مثل غيره من المعماريين والفنانين توجد بينه وبين المجتمع فجوة تمنعه أحيانًا من استيعاب بعض أفكار الناس؛ مثلاً يشعر الكثير من أهل الريف بالرغبة في حياة المدينة لأنها توفر لهم مستوًى معيشيًّا أرقى وخدمات وفرص عمل أكثر؛ وهذا ما يفسر انصراف أهل الريف عن بيوت القرنة وباريس التي كانت تركز على جماليات المعمار الريفي، بينما يسعى أهل الريف لتقليد حياة المدينة.

لكن الدكتور سراج الدين رأى أن من الأسباب المهمة لهذه الإشكالية أنه لم يتح له المشاركة في المشروعات الكبرى مثل تهجير أهالي النوبة، وأرجع ذلك إلى أنه لم يكن نمطيًّا ولا مرتبطًا بأعمال اللجان الروتينية، بل كان ذا شخصية فنية مستقلة. كما أنه في مشروع الجرنة كانت هناك أخطاء لا تتعلق بعمله فقد كانت عملية تهجير غير مدروسة جيدًا، بينما بدأ مشروع "باريس" قبيل حرب 67 وبعدها تغيرت الأولويات.

وفي النهاية نوّه الدكتور سراج الدين بأن حسن فتحي ترك تأثيرًا معماريًّا مهمًّا ربما لم يكن يتخيل أنه سيتركه، وهو تأثيره الكبير في المعمار السياحي الذي نشأ بعد رحيله في الأماكن السياحية مثل شرم الشيخ؛ وغيرها من المدن السياحية التي سيطرت عليها مفرداته المعمارية ولغته في التصميم.

فريق العمل (داخل المكتبة):

- إعداد وتقديم :د/ إسماعيل سراج الدين
- فريق الإعداد :د/ خالد عزب، محمد مطش، دينا أبو العلا، محمد السيد، أيمن الشربيني
-مساعد إنتاج : طارق بلال 
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
قراءة تعليق: محمد عبد الوهاب
مدير تصوير: محمد شفيق
مشرف إضاءة: محسن جاد
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه، محمد نصر
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو403
مهندس الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات: محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
تمت أعمال المونتاج في CUBES
مونتاج: محمد فتحي
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج: عادل عبد الحميد
منتج منفذ: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج تقارير خارجية: ياسر نبيل
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز