السلام في الشرق الأوسط

تاريخ النشر

أنشأت حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام معهد دراسات السلام ومقره مكتبة الإسكندرية. وقد أصدرت الحركة البيان التالي استجابةً للوضع المأسوي في الشرق الأوسط، ومحاولةً للوصول للمجتمع الدولي لوضع نهاية لمعاناة الشعب اللبناني ولحماية مصالحه السياسية والاقتصادية في خضم الوضع المتفاقم في لبنان، والذي يصعد بدوره النزاع المحتدم في فلسطين.


السلام في الشرق الأوسط


مرةً أخرى علا صوت المدافع في الشرق الأوسط. مرةً أخرى يعاني شعب هذه المنطقة، مهد الأديان السماوية. فلقد اختار أبناء إبراهيم عليه السلام طريق العنف لا طريق السلام، طريق الغضب لا طريق التعقل، طريق الكراهية لا طريق الحب، طريق القدرة لا طريق الحق، طريق القوة لا طريق العدالة.

نطالب كل من يرفض العنف، ويمقت معاناة الأبرياء أن ينضم إلينا في إدانة الإرهاب، سواءً من خلال الدول أو المجموعات أو الأفراد. لا يوجد أية مبررات لقتل المواطنين الأبرياء. لا يمكن أن تستمر معاناة الشعوب. فليسد صوت العقل. فلنوقف القتل، ولنبدأ التفاوض. فلنستمع للمظالم، فلنصحح الأخطاء، فلنمكن العدالة، ما دمنا قادرين على تحقيقها على الأرض، من أن تسود. لا يمكن أن يقوم السلام على أساس الظلم، لا يمكن بناء مجتمعات الجوار على أساس العداء وفقدان الثقة.

طريق السلام صعب، ولكنه أقل تكلفة من استمرار الحروب، والإرهاب، والموت، والخوف. إن طريق المنطق والحوار هو المسار الوحيد لممارسة المنطق وبناء مستقبل أفضل لأطفالنا.

نطالب جميع الأطراف المعنية بوقف إطلاق النار، وبدء التفاوض. فلتحل الكلمات محل الطلقات. فلنفعل شيئاً لتخطي الخصومة والريبة التي تقسم الأطراف. نعرف أنكم ترون أنفسكم أعداءً حتى الموت، ولكن هذا هو طريق السلام. فالسلام يتحقق بين الأعداء لا الأصدقاء.

نطالب الأمم المتحدة واللجنة الرباعية بمواصلة جهودها للوساطة ودعم التدابير التي من شأنها بناء الثقة، والرجوع لأولويات خريطة الطريق، ومساعدة الأطراف المعنية وصولاً إلى تعايش الدولتين جنباً إلى جنب. وعند العودة للمفاوضات، يجب أن نستمع لأصوات الضعفاء، وأن نمكن المرأة من المشاركة في عملية السلام وعملية التعمير التي ستعقب- لا محالة- الدمار والحروب.

إن نشر الحرية، والتخلص من الكراهية والحقد، وتقديم المساعدة للمحتاجين والمنكوبين، إن استبدال اليأس بالأمل، والكراهية بالحب، والطموح بالقناعة، والتعصب بالتسامح هو الطريق الوحيد للأمام.


شارك