بدء فعاليات المنتدى الثاني للخطوط بمكتبة الإسكندرية

تاريخ النشر

الإسكندرية في 24 ابريل 2005— افتتح اليوم الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، بحضور كل من الأستاذ الدكتور سعيد بن عبد العزيز الراشد، وكيل الوزارة للآثار والمتاحف بالمملكة العربية السعودية، والأستاذ الدكتور عبد الحليم نور الدين، مدير مركز الخطوط، والدكتور خالد عزب، نائب مدير مركز الخطوط، "المنتدى الدولي الثاني للنقوش والخطوط والكتابات عبر العصور" والذي ينظمه مركز الخطوط بالمكتبة خلال الفترة من 24-26 إبريل الجاري، والذي يهدف إلى دراسة تطور معرفة الإنسان بالخطوط منذ عصور ما قبل التاريخ التي بدأت كمحاكاة لمظاهر البيئة المحيطة للإنسان وتطورت إلى أن أصبح لكل حضارة لغة خاصة مكتوبة تعد أداة الإنسان للتعريف بحياته وإنجازاته، حتى صارت تلك الكتابات سجلاً لتاريخ الإنسانية على مر العصور.

بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة الدكتور إسماعيل سراج الدين، والتي أكد فيها على حرص مكتبة الإسكندرية على الاستفادة من الخبرات الدولية، حيث أقامت شراكة مع معهد الخطوط في جامعة باريس7، كما حرصت على إقامة تعاون مع العديد من المؤسسات الدولية كالمتحف البريطاني وجامعة قرطبة والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الإيسيسكو) وأخيرًا اليونسكو التي دعمت هذا المنتدى.

وأضاف أن شراكات مركز الخطوط لم تقتصر على الشراكات الدولية فحسب بل اهتمت أيضا بالشركات المحلية مشيراً إلى تعاون المركز مع المجلس الأعلى للآثار وأمينه العام الدكتور زاهي حواس الذي أثمر في بناء قاعدة معلومات المشروع التجريبي لرقمنه النقوش والكتابات بآثار الإسكندرية، حيث أصبح للمكتبة قاعدة من الصور والمعلومات عن النقوش المحفوظة في المتحف اليوناني الروماني، وأخرى لنقوش مساجد الإسكندرية وشواهد القبور بها، وأعلن الدكتور اسماعيل ان تعاون المكتبة مع المجلس الأعلى للآثار نتج عنه صدور أول حولية في مجال الأبحاث التي يجريها مركز الخطوط، وسيكون أول عدد من هذه الحولية البحثية مخصصًا للنقوش الكتابية في مسجد البوصيري بالإسكندرية، كما أعلن ان العام الحالي سيشهد بداية بث المكتبة الرقمية للنقوش العربية على شبكة الانترنت.

قدم الدكتور إسماعيل سراج الدين عرضاً موجزاً لأنشطة مركز الخطوط والتي من بينها سلسلة دراسات، بدايتها كتاب Script للباحث النرويجي أولاف برجرين، والذي صدر باللغة الانجليزية، ويترجم حاليًا للعربية، ثم صدر كتاب قصور الحمراء "ديوان العمارة والنقوش العربية"، باللغة العربية مع ملحق بالإسبانية، ليلقى نجاحًا منقطع النظير، جعل العديد من المؤسسات الثقافية الإسبانية تبدأ مفاوضات مع مركز الخطوط لترجمة ونشره بالإسبانية، أما ما سيقدمه المركز خلال شهر يونيه القادم فهي الترجمة العربية لكتاب تاريخ الكتابة في العالم، الذي صدر عن دار فلامريون في باريس، وترجم إلى لغات عديدة، ورأت مكتبة الإسكندرية أن نأخذ على عاتقها ترجمته إلى اللغة العربية، -وهي خطوة لم تتخذها أي دار نشر نظراً للتكاليف الضخمة لأعمال الترجمة والطباعة- في مشروع بدأته منذ ثلاث سنوات ونصف، بفريق عمل قاده الدكتور خالد عزب، من خلال ورشة عمل متخصصة في الترجمة تدرب خلالها شباب الباحثين في مركز الخطوط على الترجمة الدقيقة، ولأن هذا الكتاب أبرز المراجع في مجال الخطوط، فقد وفرت له المكتبة كافة الإمكانيات، وستقيم المكتبة حفلاً خاصًا نكرم فيه المشاركين في هذا المشروع، وهم من جهات عدة هي: جامعة الإسكندرية، جامعة عين شمس، جامعة جنوب الوادي، جامعة الزقازيق، المجلس الأعلى للآثار، هذا التنوع يعكس الرؤية التي وضعها مركز الخطوط، كمركز نوعي وهي أن يكون عدد الباحثين والعاملين به محدودًا إلى أقصى درجة ممكنة، مع الاستعانة بكافة الخبرات المصرية والعربية والدولية طبقا لما يتناسب مع كل مشروع أو خطة بحثيه له. وأضاف الدكتور سراج الدين إن هذا كله يبين بعض ما أنجزه مركز الخطوط بالمكتبة خلال العامين الماضيين، وما يتطلع إلى إنجازه في السنوات القادمة، فمكتبة الإسكندرية مع ميلادها الثاني حرصت على أن يكون مركز الخطوط بها هو أداة تواصلها مع مختلف الثقافات والحضارات، فالكتابة تعد من أهم الإنجازات الحضارية لإنسان، فهي وسيلة التواصل الوحيدة التي تتميز بالثبات والديمومة، وأداة نقل المعارف والعلوم من جيل إلى آخر.

قدم بعد ذلك الأستاذ الدكتور عبد الحليم نور الدين كلمته والتي جاء فيها ان المنتدى جمعا عددا كبيرا من الباحثين المتميزين في مجال الدراسات الخطية وفنون الخطوط من الوطن العربي، وأوروبا، وأمريكا، والشرق الأقصى، بالإضافة إلى الباحثين من أبناء مصر.

كما أشار الدكتور عبد الحليم دور مركز الخطوط والذي ظهر جالياً من خلال بعد الشركات داخل مصر وخارجها مثل الشراكة مع الجمعية المصرية للخط العربي والذي أثمر عن إنشاء جمعية دولية للخط العربية من منطلق ان الخط جزء من هوية الأمة، أيضا أضاف أن المركز وثق صلاته بالجامعات المصرية المعنية بأمر الخطوط والكتابات مثل كلية الآثار جامعة القاهرة، وكليات الآداب بالجامعات المصرية، وكليات الفنون الجميلة والتطبيقية، بالإضافة إلى مركز الدراسات البردية بجامعة عين شمس.

وقد أنهي الدكتور عبد الحليم نور الدين كلمته بتوجيه الشكر لكل من ساهم في إنجاح المنتدى وعلى رأسهم منظمة اليونسكو التي قدمت كل الدعم للمؤتمر إيمانا منها بدور الخطوط والكتابات في إبراز هوية الحضارات.

وفي كلمته أكد الدكتور سعيد بن عبد العزيز الراشد على أن التراث العربي والإسلامي المخطوط والمطبوع منه به معلومات غزيرة عن العلم والكتابة وموادها، والخط وفنونه، بالإضافة إلى ما أظهرته الآثار القديمة والإسلامية لإبداعات الإنسان في تسجيل التاريخ على مر العصور من خلال النصوص المحفورة والمكتوبة على الآثار الثابتة والمنقولة، مشيراً إلى ان للعالم العربي النصيب الأوفر من المدونات الخطية. وأضاف ان هذه الشواهد واضحة في حضارات مصر المتعاقبة، وحضارات بلاد الرافدين والشام، وجزيرة العرب.

وأخيراً أكد الدكتور سعيد الراشد ان الخطوط كنز معرفي كبير عميق في جذوره يشكل مصدراً من مصادر التعلم علينا جميعاً مسئولية المحافظة عليه وتوثيقه في ذاكرة الشعوب والعالم، ومهمة هذا المنتدى هي التأكيد على أهمية الاستمرار في تسليط الضوء على هذا الإرث المعرفي.

على مدار ثلاث أيام يتناول المؤتمر عدة مواضيع من ضمنها الكتابات على نقود دار ضرب الإسكندرية في العصر الإسلامي، والاختصارات في الكتابة المصرية القديمة، والزخارف الكتابية على وسائل الإضاءة في العصر المملوكي (دراسة في الشكل والمضمون)، و بعض العلامات الهيروغليفية في علم الفلك ودلالاتها في وصف الكون.

الجلسة الافتتاحية


شارك