محمد خاتمي يلقي محاضرة فلسفية سياسية دينية في مكتبة الإسكندرية

تاريخ النشر

الإسكندرية— استضافت مكتبة الإسكندرية مساء أمس الثلاثاء، الموافق 27 مارس 2007، السيد محمد خاتمي رئيس الجمهورية الإيرانية الأسبق، الذي قام بزيارة مكتبة الإسكندرية في جولة تفقدية لأهم مراكزها وأقسامها، في أعقابها قام بإلقاء محاضرة حول "حوار الحضارات" حضرها لفيف من رجال السياسة ووزارة الخارجية المصرية وكبار رجال الجمهورية الإيرانية. أدار اللقاء الدكتور يوسف زيدان، مدير مركز ومتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، في حضور الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية.

بدأ السيد خاتمي كلمته بالإشارة إلى أن الأمة التي يمثل الكتاب معجزة دينها، ويبدأ كتابها السماوي بكلمة "أقرأ"، لابد أن يكون للكتاب والعلم والعقل عندها منزلة لا مثيل لها. وأضاف أنه رغم ذلك تصنف مجموعة الدول الإسلامية ضمن التقسيمات العالمية في عداد الدول النامية.

وأكد سيادته أن هناك من يسعى للتعويض عن انعدام الفكر عن الطريق التشبه بالغرب، ويحاول البعض الآخر أن يخفى كل ذلك وراء ظواهر الدين معرضاً عن جوهره، والذي يؤكد كل التأكيد على استخدام العقل والفكر.

ثم طرح سيادته تساؤلاً عن تدني وضع العالم الإسلامي، الذي أبدع في وقت مضى أحد أبرز الحضارات الإنسانية. وقال أن العالم الإسلامي لا يستخدم طاقاته المادية والمعنوية الهائلة لمكافحة هذا التخلف والوصول إلى مكانته المرموقة.

وأشار سيادته إلى مكانة الإسكندرية الرفيعة في تاريخ الفكر والثقافة والحضارة البشرية وخاصة في الحضارة الإسلامية، وأهمية أطروحته حول "الحوار بين الثقافات والحضارات" التي لقيت إجماعاً دولياً.

ثم طرح سيادته مثالاً على التعايش والحوار بين الحضارات، وهو الحضارة المركبة التي أفرزتها الإسكندرية، عندما انطفأت شعلة العلم بعد اضمحلال الحضارة في اليونان، حيث فتحت الإسكندرية أحضانها لتستقبل الفلاسفة اليونانيين دون أن تسد الطريق أمام إشعاعات سائر الحضارات والثقافات. ويكفي النظر في أسماء الفلاسفة والمفكرين الكبار في هذا العصر والتدقيق في جذورهم القومية، ليعرف الإنسان مدى مساهمة المفكرين من الشعوب والقوميات المختلفة في إعادة قراءة ونشر فلسفة أرسطو وأفلاطون مثلاً.

وأعرب عن سعادته برؤية الجهود تبذل اليوم لتكون مكتبة الإسكندرية، بمالها من أمجاد موقعاً لنشر المعارف وإجراء البحوث وإيصال المعلومات للمصريين وجميع المسلمين وللعالم أجمع.

وأضاف أن المجتمع الذي يهتم بالكتاب والفن والثقافة يوفر الأمن لأهل العلم والمعرفة ويحترم حرية أصحاب القلم والفن، لأنه إذا لم يتوفر المناخ الأمني، لن يتم الإبداع في الفن ولا في الفكر والمعرفة. فقضية الأمن والحرية، إنما هي قضية حياة أو موت. وقال أن هذه هي إجابة السؤال الذي طرحه في بداية المحاضرة "لماذا لم تحقق مجتمعاتنا الازدهار المطلوب ولماذا أصابها التخلف والجمود؟" انهالت أسئلة الحضور علي السيد محمد خاتمي حول موضوعات شتى منها: التقارب المصري الإيراني، والاستفادة من طرق مواجهة الأصولية الدينية في إيران، والحوار بين الحضارات في ظل الوضع الراهن، وكيفية التقارب بين الشيعة والسنة، والملف النووي الإيراني.

وفي ختام المحاضرة أهدى د.إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، السيد محمد خاتمي درعاً تذكارياً رمزاً للشكر والعرفان.


شارك

© مكتبة الإسكندرية