افتتاح ورشة العمل الدولية الأولى عن المعالجة الآلية للغات الطبيعية: باستخدام لغة الشبكات العالمية

تاريخ النشر

الإسكندرية— بدأت صباح اليوم السبت، الموافق 5 مايو 2007، فعاليات ورشة العمل الدولية الأولى عن المعالجة الآلية للغات الطبيعية: باستخدام لغة الشبكات العالمية، والتي تنظمها مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع الأمم المتحدة، في الفترة من 4 إلى 7 مايو 2007.

وقد افتتح الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية الفعاليات بالترحيب بالمشاركين، وأعرب عن سعادته بمشاركة جامعة الإسكندرية ومساندتها للمكتبة في هذا المشروع، عقبها أعطى الكلمة للدكتور أشرف فراج ليلقي كلمه الدكتور حسن ندير، رئيس جامعة الإسكندرية، والتي أعرب فيها عن سعادته بهذا المشروع الذي بادرت به الأمم المتحدة والذي يسعى لخلق لغة عالمية واحدة تربط بين شعوب العالم، كما يضع أمامه الحفاظ على الهوية الثقافية للدول، لمواجهة اللغة الواحدة التي تسيطر على الإنترنت.

وأشار إلى أن تلك اللغة العالمية هي لغة اصطناعية جديدة يمكنها محاكاة اللغات الطبيعية عبر الإنترنت. كما أعرب عن سعادته بتمثيل مكتبة الإسكندرية للعالم العربي عن طريق اشتراكها في معالجة اللغة العربية آليا من خلال لغة الحاسبات العالمية الرقمية.

ثم تحدث السيد تارسيسيو ديلا سانتا، المدير التنفيذي لمشروع الشبكة العالمية للغات الرقمية، حيث استهل كلمته بتوجيه الشكر لجامعة الإسكندرية ومكتبة الإسكندرية كما خص بالشكر الدكتور إسماعيل سراج الدين مديرها، الذي كان بمثابة الدينامو المحرك لهذا المشروع. دعا السيد ديلا سانتا في كلمته إلى تعزيز التعامل مع أجهزة الكمبيوتر والتي تتعاون معنا في تحقيق التواصل بين الأمم وإزالة الحواجز التي تسببت فيها التعبيرات اللغوية، فالمسافة بين الشعوب تأتي من صعوبة الوصول للمعرفة التي توجد في اللغات المختلفة عن لغاتنا الأم. وقال أن الكومبيوتر يجب أن يكون بمثابة صديق لنا، عليه معرفة لغتنا، وهو ما نتحدث عنه اليوم.

ثم بدأ الدكتور عبد العزيز عبيد، مسئول البرامج، قسم مجتمع المعلومات باليونسكو، كلمته بعرض مجموعة من الشرائح الإلكترونية والتي تكشف عن اهتمامات اليونسكو وأهم المشروعات التي تقوم بها.

وخلال حديثه أكد عبيد على أن تكنولوجيا المعلومات تلعب دوراً مهمًّا في العالم، مما يؤهلها لأن تكون وسيلة اتصال مثالية لتشكل عالماً آخر عبر الإنترنت .وأشار إلى أن لغة الشبكات العالمية تحارب هذا الاتجاه الذي يؤيد سيطرة لغة واحدة على آلاف اللغات، ووفقاً للإحصائيات الأخيرة فإن هناك 12 لغة فقط موجودة على الإنترنت من إجمالي 6 آلاف لغة.

وتحدث الدكتور كوتشتكوف، بالنيابة عن الدكتور مصطفى الطيب، مدير قسم سياسات العلوم والتنمية المستدامة، بقطاع العلوم الطبيعية، باليونسكو، والدكتور درويش الجوبيسي، رئيس تحرير موسوعة "نظم الحياة"، باليونسكو، مؤكداً أن المشروع حقق نتائج غير مسبوقة، وأن هذه القاعدة من البيانات تعكس الجهد العالمي تحت رعاية اليونسكو، فعندما نتحدث عن هذه الموسوعة، يظن البعض أنها قاموس، ولكنها ليست كذلك، فهي تتكون من مقالات وفصول كتبت من قبل خبراء عالميين، مما يعتبر في حد ذاته مجموعة من الموسوعات.

وقد أوضح سيادته أن هناك أكثر من 7026 خبيراً يكتب في هذه الموسوعة، إلا أن العلماء الأمريكيين يسيطرون على الموسوعة ويبلغ عددهم 1292 يليهم العلماء الروس، ومن مصر يشارك 17 عالماً، وهذا يوضح أننا نحاول جمع كل معارف العالم وليس الدول المتقدمة فقط. كما أعلن سيادته أن الموسوعة سوف تتيح الدخول المجاني على موقعها الإلكتروني للجامعات والمؤسسات والمكتبات، كما سيتاح ذلك لمكتبة الإسكندرية.

وقد اختتم الدكتور إسماعيل سراج الدين الجلسة الافتتاحية بكلمة أشار فيها إلى أنه في عام 2003 تقابل مجموعة من الخبراء للمساهمة في مشروع الترجمة الآلية ومعالجة اللغة الطبيعية، والآن وبعد ألف يوم نتحدث عما وصلنا إليه. وقال إن حلم أن تنتج عن الترجمة الآلية ترجمةً ذات معنى يكاد يتحقق، وهو حلم يستحق أن نسعى وراءه، وأن لدينا الكثير من الثقافات واللغات التي تختلف وحلمنا أن نجعلها وسيلة لحوار الحضارات.

وقد أكد الدكتور سراج الدين أن كل لغة إذا تم دمجها مع لغات أخرى فإنها تغنيها، مما يعمم الإفادة منها، ونحن في مكتبة الإسكندرية قمنا بجمع الوثائق والتقارير العربية وقمنا بتحويلها إلى رقمية، فاليوم نحتفل بما حققناه، ونعرض ما واجهنا من مشكلات في هذا المجال ما يتيح تحديد العوائق والتخلص منها الواحدة تلو الأخرى. وقد أوضح أن أول هذه العوائق هو غموض اللغة، فاللغة هي الوسيلة الأولى للتواصل بين الناس، لكن يكتنفها الغموض والتعقيدات. فاللغة المنطوقة تعطي العديد من المعاني لنفس الكلمة، كما أن بعض اللغات تستخدم السخرية والتهكم مما يغير من المعني المقصود، وهنا ينبغي أن تكون الترجمة دقيقة جداً، وهذا من ضمن التحديات التي تواجه القائمين على الترجمة الآلية.

وأضاف أن الكمبيوتر يستطيع أن يقدم الكثير في هذا المجال من تحليل اللغة، على مستوي الجملة وتحليل النصوص ، وقال أنه يأمل في الوصول إلى تقنيات تزيل الالتباس اللغوي والتلخيص والترجمة وهي ما يحتاج إلى تكنولوجيات عديدة وأشكال واضحة لتحديد النص.

وأضاف أن المكتبة تفخر بوجود نسخة من أرشيف الإنترنت، الذي سيقدم للعالم من خلال مكتبة الإسكندرية نمطاً جديدًا من المكتبات هو المكتبة الرقمية. فكما حفظت المكتبة القديمة ذاكرة العالم من خلال لفائف البردي، ستحفظ المكتبة الجديدة ذاكرة العالم الرقمية من خلال هذا الأرشيف.

يذكر أن ورشة العمل تأتي تحت شعار "إزالة الحواجز اللغوية والثقافية بين جميع الشعوب"، و يشارك فيها حشد كبير من المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها من جميع أنحاء العالم. وتهدف ورشة العمل إلى التعريف بنظام لغة الشبكات العالمية وبرنامجه، وتقديم نبذة عن انجازات هذا المشروع الطموح للمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات لتبادل وجهات النظر، وخلق مناخ مناسب لجميع مراكز هذا النظام في العالم لمتابعة مراحل التنفيذ ومناقشة العقبات وتبادل الخبرات، بالإضافة إلى مناقشة تحديات المرحلة القادمة.


شارك

© مكتبة الإسكندرية