مكتبة الإسكندرية تسعى لأرشفة مواد التليفزيونات العربية

تاريخ النشر

الإسكندرية— عقدت بمكتبة الإسكندرية، يوم الثلاثاء الموافق 19 يونيو، ندوة إقليمية عن المحفوظات السمعية والبصرية بعنوان "المحفوظات السمعية والبصرية في العصر الرقمي: صفقة جديدة".

وقال السفير علي ماهر، مدير معهد دراسات السلام بالمكتبة في الكلمة الافتتاحية أن الهدف من تلك الندوة هو أن يتبادل الخبراء الرأي حول كيفية الحفاظ على تراث الماضي والانفتاح على العالم بالتحول للنظام الرقمي في أرشفة المحفوظات السمعية والبصرية، مشيراً إلى أن عدة دول أوروبية وعربية قد شاركت في الملتقى، بالإضافة إلى منظمات دولية مختصة مثل المعهد الوطني الفرنسي للمواد السمعية والبصرية INA والذي تعاون مع مكتبة الإسكندرية في تنظيم المؤتمر.وذكر مدير معهد دراسات السلام بالمكتبة أن المشروع يواجه عدة صعوبات تتعلق بالتمويل والجوانب الفنية والوقت المستغرق لتنفيذه والإطار القانوني المتعلق بحقوق الملكية الفكرية.

ثم أخذ السيد إيمانويل هوج، مدير المعهد الوطني الفرنسي للمواد السمعية والبصرية (INA)، الكلمة مشيراً إلي أهمية إطلاق مبادرات إقليمية في مجال الرقمنة واستخدام المحفوظات السمعية والبصرية، وأهمية رقمنة وحفظ أرشيف التليفزيونات في العالم، وأرشفة نشرات الأخبار والبرامج الوثائقية التي تحمل ذاكرة الإنسانية، خاصة وأن الوثائق السمعية والبصرية من مستلزمات العصر الحالي الذي يعتمد بشكل أساسي علي تقنيات الديجيتال.

وتحدث السيد برنارد سالوميه، الممثل الرسمي لمدير مكتبة الإسكندرية، عن ما قطعته مكتبة الإسكندرية في مجال رقمنة الوثائق السمعية والبصرية، كما أكد على أهمية المكتبات التقليدية في الحفاظ على التراث الإنساني عبر العصور. وأشار إلي أن فكرة المكتبات الرقمية بدأت تنتشر انتشاراً سريعا في الغرب، ويدعمها في ذلك التطور السريع في تقنيات حفظ المعلومات ورقمنتها واستعراضها والبحث فيها.

وتحدث عن مكتبة الإسكندرية التي قال أنها "ولدت رقمية"، وأنها تعد حالياً من أهم وأكبر المؤسسات الثقافية والعلمية في العالم وليس مجرد مكتبة تقليدية. كما أعلن عن ترحيب المكتبة بالتعاون مع المعهد الوطني الفرنسي للمواد السمعية والبصرية (INA)، في مشروع أرشفة المواد السمعية والبصرية للتليفزيونات العربية وهو المشروع الذي تسعى إليه المكتبة منذ وقت طويل، وسوف يضم هذا المشروع كم هائل من المواد التليفزيونية المرقمنة والتي ستحتوي على تراث القنوات والإذاعات العربية الثري.

بعد ذلك تحدث السيد دانيال تروجيه، من المعهد الوطني الفرنسي للمواد السمعية والبصرية (INA)، عن عمليات التحول الرقمي من الأنالوج إلى الديجيتال، وإمكانية إيجاد أرباح من عمليات التحول الرقمي كمجال استثماري هام. كما ألمح إلي الدور الاجتماعي الذي يقوم به الأرشيف في المجتمع. كما أوضح أنه خلال السنوات الست القادمة ربما تتم عملية تحويل النظام الرقمي إلي نظام آخر، وهو ما أسماه "هجرة المعرفة".

وفي الجلسة الثانية، التي أدارتها السيدة دومينيك ساينتفيل، من المعهد الوطني الفرنسي للمواد السمعية والبصرية(INA)، وتحدث فيها السيد جان فارا مسئول برنامج الحفظ والرقمنة وهو خبير في مشروع هجرة المعرفة في (INA). وقد استهل حديثه بتساؤل محوري حول كيفية الحفاظ على الأرشيف المحفوظ بتقنية الأنالوج وتحديد عمر هذا الأرشيف. فمع ظهور الكثير من القنوات التليفزيونية، تصبح مسألة أرشفة موادها قيمة تجارية وثقافية. وقدم سيادته بعض النقاط التي ركز فيها علي مزايا النظام الرقمي"الديجيتال" وقدرته على الحفاظ لمدة أطول علي المواد التي تمت أرشفتها، وتميزه بدرجة عالية من الجودة. وتطرق أيضاً لبعض المشكلات التي تواجه الجهات القائمة على أرشفة المواد السمعية والبصرية، ومنها تدهور الأوعية والوسائط القديمة، وعدم كفاءة التقنيات مما يتطلب وضع سياسات للحفظ والصيانة.

عقبها قدم شرحاً مفصلاً لأنواع الوسائط التي يتم من خلالها حفظ المواد التليفزيونية وتركيبتها. كما تعرض لمشكلة درجة حموضة الأفلام، وأوضح أن شرائط الصوت تعرض للتلف بشكل أسرع من شرائط الفيديو أو الصورة، لذا نصح بضرورة الفصل بين المواد السمعية والبصرية. كما تحدث عن طرق التخزين السليم وعملية نقل المواد المخزنة. عقب ذلك طرح بعض المشاركين في الندوة بعض التساؤلات المتعلقة بأرشفة المواد التليفزيونية والمشاكل التي تجابههم كمتخصصين في الحفاظ علي بعض المواد والأفلام القديمة والنادرة.


شارك

© مكتبة الإسكندرية