بني ويلسون تكشف عن آخر اكتشافات البعثة البريطانية في مدينة سايس القديمة

تاريخ النشر

الإسكندرية— نظمت مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع جمعية استكشاف مصر يوم الاثنين الموافق 3 سبتمبر 2007 محاضرة بعنوان "مدينة سايس القديمة كنموذج أولي لمدينة الإسكندرية" حيث قامت الدكتورة بني ويلسون، أستاذ المصريات بقسم الآثار المصرية بجامعة درهام في بريطانيا، ومديرة البعثة الأثرية بمدينة سايس (Sais) القديمة بمحافظة الغربية، بعرض أهم النتائج التي توصلت إليها البعثة الأثرية البريطانية التي بدأت عملها في موقع المدينة عام 1997، بتمويل من الأكاديمية البريطانية والمجلس الأعلى للآثار في مصر. وقد أدار المحاضرة الأستاذ أحمد منصور الباحث بمركز الخطوط التابع لمكتبة الإسكندرية.

تقع مدينة سايس علي الضفة الغربية لنهر النيل (100 كم جنوب شرق الإسكندرية) وتقترب من ساحل المتوسط، وكانت في الماضي عبارة عن منطقة مستنقعات. قد تأسست هذه المنطقة منذ من العصر الحجري الحديث (حوالي 4,500 سنة قبل الميلاد) وتطورت لتصبح مدينة هامة خلال العصر الفرعوني (عصر الأسرات)، وعاصمة لمصر في الفترة من عام 664-525 قبل الميلاد.

وقد تمكنت البعثة البريطانية من تحديد موقع مدينة سايس القديمة بدقة بعد أن عثرت على حفرة كانت تستخدم كموقع لتجميع مياه الصرف وما يمكن وصفه بأنقاض قلعة أو حصن ما كان قد أقيم بهذه المدينة. وقد عثرت البعثة علي مجموعة من الحفريات والتي وجد بها مجموعة من النقوش وكذلك عثرت على ركام من الحجر الصوان والخزف والعظام. من بين الركام تم العثور على كتلة سوداء مكونة من عظام الأسماك تعود إلي 4 آلالاف سنة ق.م، مما يؤكد أن المصريون القدامى كانوا يحترفون مهنة الصيد فقاموا بتربية الأسماك في أحواض من الطين التي كانت مخصصة لصيد القراميط.

وقد أكدت الدكتورة ويلسون أن من بين الاكتشافات التي تم العثور عليها، معبد نيس الذي يقع في الجنوب وقد أشارت عدة مخطوطات على وجوده إلا أن البعثة لم تتمكن من تحديد مكانه بالضبط، إذ ربما يكون مطمور تحت طبقات الأرض.

وقامت الدكتورة ويلسون بعقد مقارنة بين تخطيط مدينة الإسكندرية ومدينة سايس، حيث تقع كلتا المدينتين في غرب الدلتا في حين كانت العادة تقتضي إنشاء العاصمة في شرق الدلتا، وذلك لحرص الملوك علي العلاقات بين مصر ودول الجوار مثل سوريا وفلسطين.

وقد أشارت الدكتورة ويلسون إلى أن المدينتين تتشابهان في مواد البناء والحجارة المستخدمة في نحت التماثيل، كما أن بعض الأحجار تم استقدامها للإسكندرية من سايس، فقد كانت هذه المدينة همزة الوصل بين الوجه القبلي والبحري عبر نهر النيل.كما أن الأبراج الشاهقة والمنارات التي كانت في الإسكندرية وجد أيضا شبيه لها في سايس.

وفي ختام المحاضرة أشارت الدكتورة ويلسون إلي أن تصميم وتخطيط الإسكندرية جعل منها مدينة تمثل بوتقة انصهرت فيها كل الأجناس مع المصريين.


شارك

© مكتبة الإسكندرية