English Version النسخة العربية

المطبعة في عهد أسرة محمد علي

المطبعة في عهد محمد علي

كانت مطبعة بولاق في عصر محمد علي محط اهتمامه ورعايته، حيث اهتم بتجهيزها بأحدث الآلات والمعدات، كذلك وقف على تدريب كوادرها الفنية، إلى جانب اهتمامه بجودة المطبوعات ورغبته في أن تكون المطبوعات على درجة عالية من الإتقان والجودة، لكن ظلت المطبعة تسير نحو التقدم بخطى بطيئة، حتى سنة 1833 م حين بدأت تدخل فيه المطبعة طور الانتعاش والتقدم فأوجدت بعد ذلك التاريخ عصرًا جديدًا في حياة المطبعة حيث هناك عدة عوامل أدت إلى دخول المطبعة في دور انتعاش بعد سنة 1832 م:

أولاً: إنشاء المدارس، فمنذ أنشئت المطبعة توالى إنشاء المدارس مدرسة بعد أخرى فتحت مدارس الطب والصيدلة والكيمياء ثم المدارس الحربية على اختلاف أنواعها ومدارس الهندسة والزراعة واللغات وغير ذلك من أنواع المدارس. وهكذا اتسعت دائرة العمل بالمطبعة وتعددت أنواع مطبوعاتها فبعد أن كانت قاصرة على تعليمات الجيش وقوانينه أصبحت تشمل كتب المدارس.

ثانيًا: نشاط حركة الترجمة وما كان من اهتمام محمد علي باشا بنقل الكتب من اللغات الأوروبية إلى اللغة العربية واهتمام الباشا بالترجمة مشهور فقد كان في مدارسه قلم خاص بترجمة الكتب الأوروبية التي تختص بما يُعلم في المدرسة من العلوم. وما من شك في أن هذا النشاط الهائل في الترجمة قد أمد مطبعة بولاق بمدد لا ينضب معينه من الكتب التي سببت انتعاشها في سنة 1833 م أي بعد رجوع تلك الطائفة من المترجمين مباشرة.

ثالثًا: تخصيص عدد من أعضاء البعثات لتعلم فنون الرسم والحفر والطباعة. وقد ورد ذلك في تقرير رفعه المسيو جومار مدير البعثة المصرية في باريس للجمعية الآسيوية عن البعثة الأولى التي أوفدها الباشا إلى باريس في سنة 1826 م فقد جاء في هذا التقرير ما ترجمته:

«يتعلم بعض الطلاب الرسم كتمهيد لتعلم حفر الخرائط وهندسة البناء والآلات والطبع على الحجر وهؤلاء هم الذين سيباشرون حفر لوحات كتب العلوم التي ستترجم إلى العربية وهم يتعلمون أيضًا فن الطباعة».

عهد الوالي عباس حلمي الأول
Abbas Helmy Iتولى عباس الأول حكم مصر وكان كثير من منشآت جده ومؤسساته لا تزال موجودة تؤدي وظيفتها، وكان عباس قد رأى مشروعات جده وما آل إليه أكثرها من تدهور، فما ما كان منه إلا أنه أخذ يقيس كل شيء بعبارته المشهورة « ينفع أو لا ينفع » وقد دخلت معظم المشروعات في طائفة ما لا ينفع لا لشيء إلا لأنها كانت تحتاج إلى إنفاق المال وقد ترتب على ذلك أن سرح الجيش وأغلق ما تبقى من المصانع، لكن تم استثناء مطبعة بولاق من كل ما سبق من الدور والمؤسسات، فلقد ظلت مفتوحة تعمل طول عهد عباس من غير انقطاع وقد طبع فيها في عهده بعض الكتب القيمة منها «مقامات الحريري» و«المستطرف» وقد طبعهما الشيخ التونسي على نفقته في مطبعة بولاق ثم «خطط المقريزي» في جزئين و«حاشية القسطلاني» في الحديث ولا شك في أن هذه الكتب الأربعة من أقوم وأهم الكتب التي أصدرتها المطبعة في مختلف عصوره. كان نشاط المطبعة مقصورًا على ما تحتاجه المدارس القليلة جدًا التي بقيت ثم على ما كانت مصالح الحكومية في حاجة إليه من السجلات، والدفاتر، والطوابع أما كتب الأدب وما شاكلها كان أكثر ما طبع منها كان على نفقة الملتزمين مثل «مقامات الحريري» و«المستطرف» و«خطط المقريزي» و«حاشية القسطلاني» وأقلها على نفقة الحكومة.

عهد الوالي سعيد باشا

Sa'id Pashaكان سعيد على عكس عباس مستنيرًا إلا أن سياسته نحو العلم والمعرفة لم تكن تختلف كثيرًا عن سياسة سلفه، فهو مثله لا يرى لنشر المعرفة ضرورة إذ كان نشرها بين الناس يجعل حكمهم أمرًا عسيرًا ومع ذلك فقد كان مهتمًا بالجيش لزعمه أنه على علم بفن الحرب؛ لهذا السبب سارت المطبعة في أوائل عهد سعيد كما كانت تسير في عهد عباس تعمل في نشاط محدود قاصر لا يعدو سجلات الحكومة وبعض الكتب القليلة التي كانت تلزم للمدارس القليلة الباقية مضافًا إلى ذلك بعض تعليمات الجيش وكتب الفن الحربي أما الكتب العلمية فلم تكن تطبع على نفقة الحكومة فما كان يطبع منها إلا ما كان طبعه على نفقة ملتزم.

إهداء المطبعة إلى عبد الرحمن باشا رشدي

أهدى سعيد باشا إلى عبد الرحمن بك رشدي مدير مصلحة السكك الحديدية بالبحر الأحمر في 13 ربيع الثاني سنة 1279 هـ / 7 أكتوبر سنة 1862 م مطبعة بولاق بكل ما يتعلق بها من عقار وعدد وآلات. كان إهداء المطبعة إلى عبد الرحمن رشدي على شكل امتلاك مطلق ولم تكن تعهدًا أو التزامًا أو ملك انتفاع كما كان معروفًا في تلك الفترة عن الحكومية المصرية في سياستها الاقتصادية.

عهد الخديوي إسماعيل

انتقال المطبعة إلى الدائرة السنية

Khedive Ismail ظلت المطبعة ملكًا لعبد الرحمن رشدي بك من تاريخ منحها له في 7 أكتوبر سنة 1862 م إلى 7 فبراير سنة 1865 م حيث اشترى الخديوي إسماعيل هذا التاريخ المطبعة من عبد الرحمن رشدي باسم ابنه الأمير إبراهيم حلمي في مقابل عشرين ألف جنيه وضمها إلى الدائرة السنية وهي دائرة الأملاك التابعة لأبناء الخديوي إسماعيل، بحيث تكون هذه الأملاك غير تابعة لأملاك الدولة، وتدخل بذلك المطبعة ابتداءً من 7 فبراير سنة 1865 م في طور جديد من تاريخها وهو عهد تبعيتها للدائرة السنية وهو كالعهد السابق له لم تكن المطبعة فيه ملكًا للحكومة، وكما كانت في العهد الأول ملكًا لعبد الرحمن رشدي كانت في الثاني ملكًا لدائرة الأنجال وتغير اسمها في ذلك العهد فأصبحت تسمى «المطبعة السنية ببولاق» أو «مطبعة بولاق السنية».

يعتبر عهد تبعية المطبعة للدائرة السنية من أزهى عهود مطبعة بولاق. استهلت المطبعة عهدها الجديد بإصلاح وتجديد آلاتها مثل شراء آلة لعمل ظروف الخطابات في 1869 م، وكان من نتيجة التقدم الذي شمل مطبعة بولاق في هذا العهد أن اشتركت في معرضين دوليين أقيم أحدهما في باريس سنة 1867 م، وأقيم الثاني في فيينا في سنة 1873 م.

عهد الخديوي توفيق

Khedive Tawfiqظلت المطبعة تابعة للدائرة السنية إلى أن انتهى عصر اسماعيل وتولى حكم مصر الخديوي توفيق، وكانت الحركة الوطنية لا تزال حديثة العهد وكان الشعور القومي قد أخذ يشتد فعملت الحكومة على استرداد مطبعة بولاق إلى حوزتها خشية استخدام المطبعة في نشر الوعي السياسي والثقافي بين أفراد الشعب المصري، خاصة وأن البلاد كانت على أعتاب مرحلة من الغليان السياسي نتيجة لازدياد التدخل الأجنبي في شئون البلاد.

استردت حكومة توفيق المطبعة من الدائرة السنية في 20 يونيه سنة 1880 م في عهد وزارة رياض باشا بعد أن بقيت خارجة عن إدارتها ما يقرب من ثماني عشرة سنة.

 

قام الخديوي توفيق بهذه المناسبة بتجديد مبنى المطبعة، وأثبت ذلك من خلال اللوحة التذكارية لتجديد المطبعة ونصها:

مكان سما بالطبع بنائه وخصته آلاء العزيز بتمجيد

مشيد له حسن التشييد مؤرخ لحسنى توفيق سنى بتجديد 1297

Location Home The Deterioration

 

مطبعة بولاق
مراحل الإنشاء
أسم المطبعة
موقع المطبعة
المطبعة في عهد أسرة محمد علي
تدهور المطبعة
أثرها في تحديث المجتمع المصري
معرض الصور
وصلات مرتبطة
إصدارات صحفية
 
 
send mail Visit Bibliotheca Alexandrina website